العلاقات الدولية غابية الطباع منذ أن وجدت الدول , ولا تشذ دولة عن هذا السلوك المحكوم بالقوة والمصلحة.
وفي الغاب الأسود لا تهاجم فرائسها منفردة بل مجتمعة , وما يحصل في الواقع العالمي , أن الأسود النووية إجتمعت حول عرين أسدٍ نووي , تريد إنهاكه وإستنزاف طاقاته , وإنتظار لحظة الإنقضاض عليه وتقطيعه إربا إربا.
ولا يوجد في مسيرات الصراع فوق التراب أن إجتمعت أسود على فريسة ولم تظفر بها , وما يحصل أن مشكلة العصر ستكلف كثيرا جدا , إن لم تتمكن الأسود المهاجمة من الإمساك بأنياب ومخالب الأسد المُستهدف , لأنه سيعلنها بقوة , دعها تكون علينا جميعا , أبيدهم ويبيدوني , أحرقهم ويحرقوني , وليستحيل كل شيئ إلى عصف مأكول.
والمرعب في الموضوع أن البشرية لم تعهد صراعا نوويا بين أسد وأسود , ولا تعرف النتائج الناجمة عنه.
إنها دخلت في صراعات متعددة , لكن الأسلحة لم تكن بهذه القدرات التدميرية الخارقة , مما يعني أن البشرية تسير إلى ميادين سقر مهما توهمت غير ذلك.
فعرين الأسد المُستهدف لا يمكن الإستحواذ عليه بسهولة , ولا بد من أثمان باهضة , قد تكلف البشرية وجودها الحضاري بأكمله.
وما يثير الإستغراب أن الأسود النووية لا تتردد في إثارة الأسد النووي المُستهدف وتزيد في التصعيد , وتدّعي أن هدفها الإنهاك وإختراق العرين والسيطرة عليه من داخله , وقد تفلح في ذلك , لأنها تضع كافة قدراتها في محاولات الإجهاز عليه , وتبدو خططها بعيدة المدى.
فالأسد المُستهدف تم إسقاطه في المطب , بعد أن توفرت عوامل ودوافع تأجيجية أفقدته الصبر والحكمة , وتوهم الهدف بأنه يتحرك بالإتجاه الصحيح.
حصل ذلك في المنطقة العربية بداية الثمانينيات والتسعينيات , وفي دول أخرى , وها هي الحالة تتكرر ولا تُعرف عقباها , وتداعياتها السوداء.
فهل ستنفرج الأمور , أم أنها كلما طالت إقتربت من القارعة , وما أدراك ما هي؟!!