23 ديسمبر، 2024 5:56 ص

قصة قصيرة
( صدفة )
. دلف إلى المطعم لتناول فطورا على عجل ومن ثم مواصلة مساره الذي رسمه القدر ليلة أمس وعندما استقر به الجلوس رفع نظره بحثا عن نادل غير مشغول ليكلفه بإحضار ما يطلب لكنه رآها تشير له من بعيد فاستغرب وجودها في مثل هذا الوقت في مكان بعيد عن سكنها في يوم عطلة ودفعه الفضول للانضمام إليها فحياها وجلس على المائدة وطلب حساء ساخن مستعجلا النادل باحضاره .
. تفحصها فوجد انها بملابس سهرة وتنتشر على مائدتها أطعمة دسمة تصلح ان تكون وجبة غداء لمصارع اتعبه التمرين واحتاج الى طاقة فجلس لتعويضها وليس مما يصلح لفطور انثى فسال مستغربا :
. مالذي جاء بك إلى هنا والشمس لازالت طفلة والمكان بعيد عن سكنك ومحل عملك ؟
. انا حرة اعمل ما يحلو لي
وضع النادل أمامه صحن الحساء فانشغل به وترك الأسئلة وقال لنفسه .. اه كم سمعت منها في السابق هذا الادعاء ( انا حرة ) وانا وهي نعرف انها أسيرة شهواتها المريضة ورغباتها المنحرفة وخاطب نفسه بلهجة امرة : أكمل فطورك وارحل بصمت .
. لكن مالذي جاء بك إلى هنا ؟
. انا في رحلة عمل إلى مدينة أخرى
. واين زملاء العمل ؟
. ينتظرونني في الموقع
. اشم رائحة كذب ؟
. شممتها قبلك لحظة ادعاء الحرية
صمتت هي ودار في رأسه شريط ذكريات لايام مضت يوم كان معها على وفاق واحصى من خلال الشريط نزواتها ونزقها وطيشها وتصابيها رغم وصولها سن اليأس لكن هاله كيف لم يكتشف في وقتها انها كانت ترتدي ثوب العفاف وتتصرف تصرف الغانيات ؟ ولماذا صبر عليها ولم يغادرها مسرعا ..
انهى فطوره ودفع الطبق قليلا إلى الأمام وطلب شايا .
. ابتسم لنفسه ابتسامة رضا وأشعل سجارة ونفث دخانها في الفضاء وقال :
. كانت أياما لاتنسى
. وانت كنت رجلا محبا ودودا
. نعم لكني كنت مخدوعا
. بماذا ؟
. بما أخفى ثوب العفاف تحته من تهتك .
. كن صريحا ولا تغلفه وقل عهرا كما ترغب
. لا رغبة لي بنبش ماض اندثر وانمحت ملامحه
. كيف تصفه بالميت وانت لازلت تحمله جرحا بين جنبيك ؟
. وانت لازلت تكابدينه ندما على ضياع آخر الفرص للتوبة والاستقامة .
. ربما وربما وربما
. ربما كان سراب ليلة أمس قد بددته صدمة المواجهة الان والتي كانت في حساب الصدفة غير السعيدة بالنسبة لك
. هل تعرف ماذا جرى في ليلة أمس؟
. لا اعرف لكنها قد تكون امتدادا للماضي لكن مع آخر
. والتفاصيل ؟
. ربما تكون مكررة مع اختلاف البطل ولا أهمية للمكان لانك حرة في عمل ما يحلو لك وقضاء الليل مع من تشائين لكن هناك امر ما قد يكون غريبا .
. ماهو ؟
. ربما لم يحتمل نزقك وازدواجيتك بين الطهر والعهر فلفظك خارج بيته عندما أطل الصباح عله يحظى بساعات نوم بلا ندم .
. عندما يحل البغض محل الحب تاتي التهم جزافا
. وعندما يختفي الصدق تترعرع الاكاذيب
طلب من النادل قائمة الحساب وسط ممانعتها فبرر ضاحكا :
انا اعرف انك لا تاخذين ثمنا لما تبيعين وقد تدفعين المال احيانا فوق بضاعتك لكن دعيني ادفع ثمن صحن الحساء وارحل متناسيا اني صادفتك هنا .
صاحبتك السلامة وامرأة مقرفة .
.