18 ديسمبر، 2024 11:12 م

صدام وأبنائه الجدد

صدام وأبنائه الجدد

لا يحتاج قائد الضرورة وصانع الحروب وقاتل النفس المحترمة وسارق احلام الأطفال الى تعرف عليه وهو لا يزال بعد تلك السنوات يعيش فينا بصوره وجرائمه وقصصه التي دخلت كل البيوت وزرعت الرعب والحرمان خلال حقبته المظلمة

ولم أتصور يوما من الأيام ان تتحق أمنية جدتي التي فقدت ثلاث ابنائها بسبب التدين على يد النظام البعثي بان تشاهد سقوط صدام امام العراق ورحلت ولَم توزع الحلوة في يوم سقوطه

اننا في ذكرى ال(15 ) عاما على رحيل النظام المقبور الذي خلف آلاف من الارامل والشهداء والأيتام والمعوقين وأنتج في الوقت نفسه الديكتاتوريين والسراق والانتهازيين نتيجة سياسيته القمعية التي انتهجها ضد المجتمع في ذلك الوقت

لا تزال صورة صدام خالدة في اذهان بعض فئاتنا المجتمعية لغاية الان الامر الذي يَصْل الًى تطبيق عقليته و طائفيته وتصرفاته ونفسيته المريضة في التعامل مع المواطنين وحتى القتل ولكن بفنون مستحدثة

ان اولاد صدام الجدد يحملون ذلك الفكر المظلم الذي يريد تحويل الارض الخضراء الى يابسة جرداء بسبب ولائهم وحبهم للشهوات والاموال و سفك الدماء وقتل الأبرياء واغتصاب الحرمات من اجل ًتكوين مجاعات اخرى كسابقاتها ايّام الحصار الاقتصادي نتيجة الأزمات التي يرسمونها داخل الغرف المغلقة لغرض بزغ ولائات جديدية تشبع لذاتهم بالمناصب المتحركة

وكم واحد منا الْيَوْمَ يمتلك داخل روحه صدام صغير يحاول ان يبرزها بين زملائه في الجامعة والدائرة ومؤسسات السلطة ويغذية بظلمه على الناس

لابد لنا ان نمييز الحقبة التي عاشها العراق في زمن النظام المقبور بسوادها وظلمها واستبدادها أتجاه المكونات المجتمع العراقي عن الصورة الحاضرة التي لا تزال معتمة وضبابية ًتحصد امتيازات السياسين الجدد من اجل بناء احزابهم وترميم العملية السياسية بقوانين لا تطبق اغلبها على ارض الواقع وتهشيم المجتمع بصور من الماضي الاليم والحاضر المعتم حتى يتربصون بكراسيهم المزيفة ولكن لابد للتاريخ ان يرسم صورة جميلة لبلدنا خالية من صدام وابنائه الجدد