23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

صدام دمر ثلث الدولة والمالكي أجهز على الثلثين المتبقيين

صدام دمر ثلث الدولة والمالكي أجهز على الثلثين المتبقيين

نقل الامام علي بن أبي طالب.. عليه السلام، الخلافة من “المدينة” الى “الكوفة” للسيطرة على العراقيين، وليس لخدمتهم؛ تاسيسا للمبدأ السياسي المعروف، في قواميس هذا الميدان الـ… وعر!
من يومها والحكومات، في توالٍ متعاقب، لقمع العراقيين، بإعتبارهم “شعب صعب” وفق ما تصطلح عليه أكاديميات السياسة، جامعيا وإجرائيا.
وتواصل التاريخ يعيد نفسه، مع بريطانيا، التي توسلوها لإ نقاذهم من العثمانيين، وتم ذلك في العام 1917 لكنهم بعد ثلاث سنوات ثاروا عليها؛ فأسست لهم حكما وطنيا، لكف أذاهم عن جيشها، وليس لخدمتهم.
ثار العسكر على الحكم الملكي الدستوري، وأحلوا الشرعية الثورية، مسقطين شرعية الدستور، سعيا لمغانم الحكم ومغرياته، ليس لمنفعة الشعب؛ لأن سببا واحدا لم يتوفر لقاسم في إنقلابه يوم 14 تموز 1958، فاتحا ابواب جهنم على العراق، إذ أزاح حكما مثاليا ليجيء ببدعة “الثورية” التي أعطت نفسها مبررا من خلال لصق إنحرافات لا وجود لها،… وصار كل “شلة” ضباط تقود إنقلابا على الدولة، وتستعبد الجماهير، لأغراضها الخاصة.
تكررت الحال مع قوات الإئتلاف، التي اسقطت صدام حسين، فأنتفضوا عليها بعد سبعة أشهر فقط.. أولئك نحن؛ فجئني بمثلنا.. نؤمن بالرأي ونقيضه، ونتحمس لهما كلاهما.
تقوم الحكومة وتنتصب على عرش السلطة، بعنف القوة الكافية لضخ الوهن.. ماديا ومعنويا، الى الناس.. ولأن كل ذاك التراكم التاريخي، يتلخص بخروجنا، من ربقة صدام لتطبق على أعناقنا “عليجة” المالكي.. رئيس الوزراء نوري المالكي، نأكل.. نسمن.. لنموت، في أقرب انفجار لنا بعيدا عن المنطقة الخضراء، التي تطمئن فيها الحكومة وتترك العراق منطقة حمراء كله.
أحد عشر عاما من الحكم الديمقراطي الممول بميزانية مفتوحة على خزائن الارض، عجز عن توفير الكهرباء والامن والصحة والتربية والماء والمرور والسكن والزراعة والصناعة والتجارة والنظام العام في مراجعة الدوائر، لم يبق ميدان من شؤون الحياة، الا وإنهار.. إذا حروب صدام دمرت ثلث الاقتصاد والبنيتين الاجتماعية والادارية للدولة، فحكومة المالكي أجهزت الثلثين المتبقيين.
يتجلى لؤم المالكي من تبريره، بأن قوى متغلغلة في الحكم، تعيق كل ما يخدم المواطن؛ كي لا يجير منجزا له.. وهنا يتساءل المواطن: انها مشكلته هو وليس الناس؛ فهو بذلك يتركهم إزاء نظرية “البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة” والتي لها وجه آخر: “تريد صخل إخذ صخل، تريد غزال أخذ صخل”.
فالحكومة حكومتك، والبلد بيدك، وانت تغلق منظومة السلطة، على “جماعتك” مثلما أغلقها صدام على جماعته، الى أن انفرطوا من حوله.. تركوه يتداعى الى حفرة تكريت وحيدا، ماذا بيد الشعب كي يفعله إزاء أناس جاؤوا للحكم بأمرك وهم يعيقونك عن خدمة النس، طيب ما تحاسبهم انت.. شنوا بيدنا أحنا؟
في غضون ثماني سنوات، من حكمه، تستر على عشرات المفسدين ونكل بالنزيهين؛ كي لا يكشف فساد الجماعة.. لا يعتمد النخبة المثقفة بحق؛ كي يظل “الفهيمة” الوحيد، على رأس التشكيلة الوزارية التي ليس فيها ولا في اتباعها “رجل رشيد” ذلك الرجل الذي استجار به الحسين، خلال واقعة الطف، ولم يجده.
المشكلة هي ان الرجل الرشيد، غائب او مغيب في كل مرحلة، مرة يخاف من يزيد فيقف مع جيشه ضد ابي عبد الله ومرة يعدمه صدام بفظاعة، والآن شتته المالكي، بلؤم مدروس وواع؛ كي يضيع رأس الخيط، ونتيه في البحث عمن يقينا مانعي الماعون، الذين يحولون بيننا وتوفير الحكومة للكهرباء والامن والصحة والتربية والماء والمرور والسكن والزراعة والصناعة والتجارة والنظام.