23 ديسمبر، 2024 1:07 ص

لبلادنا كسائر بلدان العالم أرث سياسي، جبهات سياسية مختلفة، تحكم، تقرر، تنازع، في نهاية المطاف تجد أنك امام أحداث متكررة، وسيناريو يعيد نفسة بذات الحوار لكن بوجوه جديدة، تمثل دور البطولة.
التطورات التي طرأت على العراق، كرستها سياسة الفراغ، والتفرد بالقرار، من قبل زمرة أعادة نهج سلفها، حتى أثبتت لنفسها وللعالم أنها نخبة سياسية، حازت على المرتبة الأولى بالفشل، دون منازع.
سنعود بشريط ذكرياتنا الى ما قبل عام 2003، لن نتذكر سوى الدمار، الحروب، مقابر جماعية، تفرد بالقرار، الهيمنة التامة على وسائل الأعلام، وأعدام الكلمة الصادقة، لمن يعارض أو ينقل حقائق موثقة للرأي العام.
صدام حسين المجيد، بطل حقبة ما قبل 2003! نوري كامل المالكي بطل حقبة ما بعد 2003!
في زمن المجيد لم نقرأ الا لمن يكتب للقائد الضرورة، ولم نشاهد على شاشات التلفزة الا من يمدح القائد الأوحد، وربما ذاك نهج لاقى استحسان المالكي، معتبراً أياه نقطة أنطلاقه، من أجل تكميم الأفواه المعارضة، والكاشفة عن زيف حكومته الفاسدة.
بليغ مثقال ابو كلل، المتحدث الرسمي بأسم كتلة الحكيم، ظاهرة رافقت عملية التغيير، التي قادها الشعب العراقي في الثلاثين من نيسان عامنا الجاري، خرج فاضحاً لملفات الفساد، ناطقاً بكلمات الحق المقرونة بالوثائق والبراهين، وحجته القوية أثارت غضب القائد الضرورة “نوري كامل المجيد”.
صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مواقع أخبارية، قنوات فضائية، بعض المرتزقة من كتاب الدولار، كل تلك وسائل أشتراها المالكي، للدخول بحرب رئيس وزراء العراق، ضد متحدث رسمي بأسم كتلة، تمثل العمود الفقري، في التحالف الوطني الشيعي، وربما كان لها دور محوري، بأيقاظ القائد الضرورة من سبات الولاية الثالثة! لا نعلم حجم  ما ينفقه “نوري المجيد” من أموال للتغطية على الفضائح التي يكشفها أبو كلل، لكننا على يقين أن الحجة القوية، والبراهين الموثقة بحاجة الى مثيلاتها لرفع الشبه عن صاحبها، وهذا ما عجز عن أيجاده “مختار العصر”.
النازحون، المدن المغتصبة، ذوي شهداء مجازر العصر، خائنوا الوطن وقيادات حزب البعث ممن فضلتهم على رفاق دربك، كل ما سلف ذكره، اولا باهتمامك وتسليط الأضواء عليه من قبل وسائلك الأعلامية التي أشتريتها بأموال العراق.
“إن حكمة التاريخ تؤكد أن قلة، هم القادة الذين يصنعون التاريخ لشعوبهم”