22 ديسمبر، 2024 7:15 م

صدام حسين من جديد‎

صدام حسين من جديد‎

رغم المفاجأة، لم يُصب سكان تل أبيب بالذعر وهم يستيقظون صباحاً على صورة كبيرة لعدو مفترض “صدام حسين” على حافة طريق وسط المدينة، البعض رجح وجودها في أحد المنازل وأراد سكانه التخلص منها، بينما ذهب آخرون لإلتقاط صور “سيلفي” معها، الرجل بالنسبة لهم أنتهى منذ سنوات ولم يعد يُرعب إلا من أستوطن عقولهم ممن فشلوا بعده، ولم يستطيعوا تقديم نظام حكم بديل ناجح، وتضميد جراح ومآس كبيرة خلفها نظام حكمه، كنتُ من المؤيدين للإبقاء على بعض تماثيله؛ يستذكر الناس من خلالها ويلاته، حروبه، مغامراته وقوافل الموتى مع كل منحز عظيم نقدم عليه، ومجموعة تشريعات وقوانين للحريات الفردية، وبنى تحتية عملاقة يوم كان الفرح كبير، والآمال المعقودة عريضة قبل أن تجهض، ويحل الخراب والإقتتال الداخلي ويتمكن اليأس من النفوس. مؤتمر باريس المنعقد مؤخراً لمعارضين عراقيين للعملية السياسية كان يمكن أن يمر كما لوحة صدام حسين في تل أبيب دون سيلفي، لولا صراخ وعويل برلمانيين، ومخاطبة البلد المضيف الذي نأى بنفسه عنه لمنع إنعقاده، خوف غير مبرر، وأحاديث عن مؤامرات إقليمية ودولية تحاك في الخفاء لتمزيق أوصال البلاد، علينا إدراك أن حزب البعث الذي لم يشارك في المؤتمر أصلاً أنتهى، لن يعود أبداً، سنواته دروس لقادم جديد، وعبر لا تنضب حتى لا تتكرر التجربة وينفرد أحد بالحكم، أن تكون لنا القدرة على فتح قنوات إتصال مع المؤمنين بعراق تعددي ديمقراطي وأختلفوا معنا في آليات التطبيق، الدستور وإدارة الحكم، معارضة عراقية تعقد مؤتمراتها في بغداد وتطرح أفكارها بحرية دون خوف، في بلاد تتلمس الديمقراطية؛ لا معارضة تستوطن الغربة وتستجدي المعونات لتكون أداة هدم لا تقويم.