22 ديسمبر، 2024 11:29 م

صداقة الجيران قوة وإمكان!!

صداقة الجيران قوة وإمكان!!

العراق دولة ذات جيران , ولكي تتحقق القوة ويستتب الأمان , لابد من مهارات دبلوماسية لتوطيد العلاقات الأخوية المتبادلة المنفعة والمشتركة المصير مع جميع الجيران وبلا إستثناء أو تمييز.
ذلك أن الأسباب الجوهرية لنكباته وتدهور أحواله وعدم قدرته على المضي في طريق التقدم والعلاء , هو سوء علاقاته مع جيرانه أجمعين.
فهو ومنذ عهد الجمهوريات الأليم خرّب علاقاته مع جميع جيرانه وحوّلهم إلى أعداء لا مناصرين ومتعاونين ومتفاعلين معه بإيجابية , فعلاقاته مع إيران مضت سيئة حتى إنتهت بحرب شرسة , وكذلك مع السعودية والكويت التي إجتاحها , ومع تركيا وسوريا والأردن , وكأن مذهب أنظمته الجمهورية المتعاقبة هو فرض طوق من العداء حوله , ومنعه من التواصل والتفاعل المفيد الصالح لجميع الأطراف.
فلو أخذنا أية دولة جارة للعراق وقيّمنا العلاقة بينه وبينها , لتبين بأنها سيئة ومحفوفة بالخصومات والتواصلات السلبية المبنية على ما لاينفع البلاد والعباد.
فسوريا مثلا وبرغم حكم حزب واحد فيهما لعدة عقود , فأن العلاقة بينها والعراق سيئة منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين , ومضت كذلك حتى ألفين وثلاثة وما بعدها , والأردن أيضا كانت العلاقة سيئة بين فترة وأخرى , ومع السعودية الأمر تواصل بتبادل الإتهامات وتنمية العداوة , وإيران والكويت لا تحتاجان لقول وتحليل , أما تركيا فالحالة لاتختلف عن غيرها من الجيران.
والمتأمل لهذا السلوك يدرك بأن الجنون هو المتحكم بالدبلوماسية العراقية , وأن وزراء خارجية العراق من ذوي العاهات النفسية والعقلية , التي تعكس بدورها ما عاشته الأنظمة السياسية , ففعلت ما فعلته بالعراق ولا تزال على ذات السكة الساذجة البهتانية الخالية من أبسط معايير الحكمة والتعقل والبديهية.
فلا يمكن القول بأن العراق بخير إذا تواصلت علاقاته السيئة مع أي من جيرانه , وعليه لكي يتحقق الأمن والرفاه والأمان أن يجتهد في إيجاد قدرات وكفاءات دبلوماسية عالية المهارات , تأخذ على عاتقها تحسين وتطوير العلاقة ما بين العراق وجيرانه أجمعين , ولا بد أن يكون في وزارة الخارجية دوائر معنية بتحسين العلاقات مع كل بلد جار للعراق.
فكفى عدوانا على العراق , وكفى سذاجة وبقلا , فالمصلحة الوطنية هي الأولى بالتضحية والجد والإجتهاد , وتبا للكراسي المريضة والأنظمة الخائبة الذليلة التي تتبع ما لا ينفع البلاد والعباد.
فهل من ثورة دبلوماسية تعيد الحياة وتبث روح الأخوة والمحبة ما بين العراق وجيرانه؟!!
تساؤول في زمن التخاذل والبهتان!!
وإن لجارك حق عليك أيها الإنسان , وجيران العراق ذوي صلة رحم وعقل وروح ونفس وبرهان , فلماذا يتحقق فيه الخسران؟!!