23 ديسمبر، 2024 8:09 م

صخرة الأمام علي

صخرة الأمام علي

لا يهدأ بالُ عليّ ابن أبي طالب ، وفي بيت المال قطعةٌ من الخراج ، وكأنها ملحٌ على جراحِه ، شوكةٌ في الجنب تؤرقه ، حتى يؤديها الى مستحقيها ، كان يأنف من الذهب والفضة التي كان يسميها الصفراء والبيضاء إحتقارا ، وأذا بهما يأتيان سعيا وتبركا على أعتاب ضريحه ، كطيور (ابراهيم) ، عندما أتينَ سعيا له بعد ذبحهن ، ثم يبيتُعليٌّ ليلَته أخمصَ البطنكما هو شأنه دائما ، متخلصا من ﺁلام جوعه المزمن ، بربط صخرة على بطنه .
فيا حكامنا ، يا مَنْ لهَجتم بأسمه ، الا تستحون ؟ ، لم يكن عليا مَثـلُكُم الأعلى كما تدّعون ، فأين الثرى من الثّريّا ، وأين الحصى من النّجمِ ، انما علامة تجارية أتخذتموها لتدليس تجارتكم ، يا من رسبتم بأمتياز في مدرسته فلفظتكم الدنيا وتقيأكُمُالبلد ، وعشتم على فتات الموائد المشبوهة في اصقاع الأرض ، وأعادكم الزمنُ الأغبرُ قراداً يمتصّ دمائنا ،وأنا أراكم تُعلّمون الشيطان فن الخيانة والسرقة والفساد والكذب ، أين أنتم من أمانة (علي) ، وعفته وعدله وصدقه وحكمته وزهده ؟ لطالما (كنستم) بيت المال ، دون أن تُلقموا الأفواه الجائعة بلقمة ، غير الغبار .
لو بُعث عليا حيا ، فلربما كنتم البادئين بحربه ، لأنه لن يقبلْ بدَرَنٍ في دنياه  فسيبتدئُ بكم ، ويزلزل الأرضَ تحت أقدامِكم ، ويدكُّ عروشَكم الخضراء ، ولهدّمَ اسوارَكم العالية التي أتخذتموها حجابا عن المواطن ، ولَهشّم رؤوسَكم بصخرة جوعه ، ولأنبرى لكم بسيفه ، ولَتَبَرّأ منكم أمامَ الله ،  ولأقامَ عليكم الحد ، فأنتم أصغر من أن يجلدكم ، فجَواده هو الذي سيجلدُكُم بذيلِه !، فأنتم عبءٌ لا ينقُصُه .
لقد أفنى الامام نفسه وبنيه لأجل عالمخالٍ من أمثالِكم يا رموزَ الجوع والفقر والطغيان ، والجوع و الكفر صنوان لا يفترقان  كما قال تلميذه النجيب أبو ذر(رض) :  (إذا دخلَ الفقرُ مدينةً ، قال له الكفرُ خُذني معك) ، وكما قال مظفر النواب مخاطبٌ عليّا :
لا تَلم الكافرَ في هذا الزمن الكافرِ
فالجوع أبو الكفّار
مولايَ ، أنا في صف الجوع الكافرِ
ما دام الصفُّ الأخرُ
يسجُدُ من ثِقَلِ الأوزارِ
عندما قال الأمام : (إن الأنسانَ اذا مَلَكَ استأثر ) كان يعنيكم ،فأنتم اسطع مثل على مقولته ، كفاكم سخرية بنا ، يا من تقولون ما لا تفعلون ، فأنتم من أضاع البلد ، وجعلوا أهلَه طرائقَ قدداً، والبلدَ هباءً منثوراً ، وأهلكتم الحرثَ والنسلَ ، لن ينطلي علينا توشّحُكُم بمظاهرِ القدسية الزائفة ، فمنكم سود الجباه ، والخوارج كانوا سودَ الجباه ، أحدكم لا يحلق ذقنه لأنه مكروهٌ فقها ، وفي داخله يكمنُ شيطانٌ رجيم ، يا عبيد المال الذي تكنزون .