لم يكن ما حصل في مجلس النوائب من كشف للمستور مستغرباً لدى العراقيين فهو لم يكن مستوراً ولامخفياً عنهم فهم ليسوا بغرباء عما يدور خلف الكواليس من صفقات فساد وتوظيف للمال السياسي أو توظيف السياسة من أجل الكسب المادي الفاحش حتى لو كان على حساب الناس المساكين ، قد تكون القصة مادة دسمة جدا للإعلام ليتناول وليمة وزير الدفاع الذي تحول في معركة استجوابه الى وزير للهجوم وفق خطة الحرب المعروفة (علي وعلى أعدائي) التي حولها (علي وعلى شركائي ) فكانت أكبر عملية كشف أوراق اللعب عرفها برلماننا العتيد المليء بالاوراق التي يلعب بها (السيبندية ) والشعب العراقي كله غير غافل عنها وهو يتحدث بها في جلساتهم وسهراتهم ونواديهم ولكن المستغرب حقاً أن تكون كل هذه التفاصيل غائبة عن الجهة المعنية بمكافحة الفساد وهي هيئة النزاهة فاين كانت الهيئة النزيهة عن فساد متشعب في وزارة يعلم حتى الطفل الصغير أنها أكبر بؤرة للفساد لان ميزانيتها هي الاكبر في العراق وعقود التسليح مائدة دسمة يسيل لها لعاب الفاسدين من داخل الوزارة أو من خارجها وأكتشاف الفساد في العقود ليس بصعب مجرد اتصالات بسيط مع الجهات المورد او معرفة أسعار موادها في مواقعها الالكترونية على الانترنيت فأين السيد حسن الياسري رئيس هيئة النزاهة ن هذه الاكتشافات الكبيرة لعبوات ناسفة فجرت في البرلمان من قبل وزير الدفاع هل كان نائماً أو غافلاً أو مغفلاً أو مغلفاً ؟
وأين دائرة المفتش العام ومفتش الوزارة عن هذا الفساد ؟ وعن كل الفساد الذي ينخر أركان أغلب مؤسسات الدولة وخاصة تلك التي تثير شهية اللصوص و حيتان الفساد ، إن تشكيل هذه الهيئات بلا أستقلالية وأخضاعها للمحاصصة الحزبية وتوزيع المناصب المهمة على أحزاب السلطة لتتحول الى غطاء يغطي مصالح هذه الاحزاب وأدوات تستعملها مافيات الفساد للضغط على شركائهم فيجب رفع الصوت والدعوة الى اعادة هيكلة هذه الهيئات وتشكيلها وفق قانون الوطنية والكفاءة لا قانون المحاصصة التي جرت علينا الويلات والمصائب وسيستمر هذا الانحدار حتى يلفظ وطننا الغالي أخر انفاسه على يد المتسلطين إن لم يستيقظ ضمير الثلة التي في قلوبها شيء من حب الوطن وتفضيله على الاموال في امتحان الوطنية الصعب الذي يرسب فيه الكثير من المدعين ، صححوا أخطائكم ابتداءً من هيئاتكم (اللامستقلة) لنتخلص من فضائح جديدة قد تعصف بما تبقى من ماء وجوهكم المراق