18 ديسمبر، 2024 5:47 م

صحيفتان وحدث .. الشرق الاوسط والاندبندنت انموذجا 

صحيفتان وحدث .. الشرق الاوسط والاندبندنت انموذجا 

معلوم للجميع ان الاعلام سلاح ذو حدين واقصد بالاعلام بكل مسمياته من صحف وقنوات ومواقع الكترونية وما الى ذالك والاعلامي مهما كان اتجاهه ومهما كانت توجهاته هو الشخص المسئول عن كل مايصدر وبالتالي فأن القارئ والمشاهد يتلقف الخبر والمعلومة من هؤلاء الاختصاص الذي ياتون بالخبر كما هو بلا اي اضافات ولا تأثيرات حسب تلك التوجهات وهو الذي سيكون في واجهة المنشور ,,وهنا لابد للحيادية أن تكون متلازمة لنقل الخبر او الحدث مهما كان وفي اي مكان وزمان وعكس ذالك فأن الاداة الاعلامية بالتأكيد مطالبة بتفسير عندما تنشر عكس الحقيقة واي خدش او تدليس من اي نوع تفقد تلك الاداة الاعلامية مصداقيتها لانها ابتعدت عن مهنيتها ورسالتها التي من أجلها ظهرت الى الشارع والقارئ .
بالامس وفي حدث عاشه العراقيين ولم يعيشه أحد مثلهم لا قبلا ولا بعدا وهو الزيارة المعروفة والمألوفة لدى اهل العراق شيعتهم وسنتهم ومسيحييهم وصابئتهم  وهي الزيارة المليونية للامام الحسين بن علي بمناسبة اربعينيته السنوية في هذه الزيارة التي تصل اعداد لزائرين الى الملايين ومشيا على الاقدام تصبح محط اهتمام الاعلام العالمي والمحلي وتنقل الصحف والفضائيات هذا الحدث بكل مهنية وترسم المفاهيم لهذه الشعيرة التي يجب ان تحترم مهما كان الناقل لها ,, بالامس خرجت علينا صحيفة الانتدبندنت اللندنية بتحليل مطول عن هذه الزيارة وتحدثت بمهنية منقطعة لنظير بل حتى انها وجهت اللوم لاعلام العالمي لعدم تناوله ونقل حقائقه للرأي العام الدولي والشعبي   ووجهت لوما آخر ايضا  للحكومات لتجاهل مثل هكذا احداث عالمية مهمة تعيشها الشعوب ,,تطرقت الصحيفة الى عدد الوجبات المقدمة للزائرين وعدد المتطوعين وعدد السائرين والمسافات التي تقطعها الناس للوصول الى مبتغاهم  وقارنت هذا الحدث بأحداث اخرى مشابهة مثلا قارن الكاتب بين عدد الوجبات التي قدمت لضحايا زلزال هاييتي والتي بلغت خمسة ملايين وجبة وبين ما تقدمه لزائري الحسين البالغة عشرون مليون وجبة والتي تقابله ايضا عدد لمتطوعين لهذه الزيارة ايضا تسائلت الاندبندنت لم لم تسجل مثل هذه الفقرات كارقام قياسية وكل حسب خانته ام هناك امرا ما مخفي لاتعرفه لعدم الاهتمام بهكذا موضوع في وطن يعيش حالة حرب منذ عقود ويقاتل ابنائه الارهاب نيابة عن العالم ويقدم الضحايا والدماء لتحرير العالم من ارهاب داعش . طبعا كانت الصحيفة البريطانية مهنية ومهتمة بكل تفاصيل الزيارة المليونية وقدمت صور ومشاهد لها واضحة لقراءها ولمتتبعيها دون أن تعكس اي صورة سيئة لهذا الحدث مقدمة احترامها للشعب العراقي ولكل المساهمين وحتى للحكومة العراقية دون المساس او حتى الاشارة المبطنة لهذا التجمع المليوني كانت هذه الصحيفة الغربية مدعاة لأن يفتخر بها قراءها ويتابعوها ويعرفون الاحداث التي تدور في المعمورة بثقة كبيرة .
في قبال هذه الصحيفة وللحدث ذاته الزيارة المليونية لاربعينية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب كان لصحيفة الشرق الاوسط حضور غريب لايمت بصلة للصحافة الورقية المقروءة ابدا وهي تنشر خبر كاذب معتمدة ايضا على نقل كاذب بعيد جدا عن الحقيقة وبالتالي وضعت نفسها في قفص الاتهام مرتين مرة وهي تنقل ادعاءا لمنظمة الصحة العالمية وتدعي ان خبرها جاء عن هذه المنظمة التي سارعت بنفي الخبر واتهام الصحيفة بالتزوير والحديث على لسانها كذبا وبهتانا والاتهام الاخر لهذه الصحيفة التي وضعت نفسها به ايضا هو رمي تهمة عظيمة بأن نساء دولة العراق يتعرضن للأنتهاك الجنسي من قبل رجال دولة أخرى قدموا من أجل ممارسة شعائرهم في اقدس مكان بالنسبة لهم واعطت الصحيفة ارقام لولادات غير شرعية مدعية ان العدد يصل الى (169) وليدا وبالتالي وضعت هذه الصحيفة نفسها بحرج كبير جعلها تتعرض لانتقادات كبيرة من قبل المجتمع العراقي بكل اطيافه ومكوناته ومن الحكومة العراقية ايضا على الرغم من التبريرات التي قدمتها الصحيفة والاعتذار بالغت ايضا بالكذب وهي تدعي ان تحرير الخبر جاء من صحفي عراقي يعمل في بغداد وهذا ايضا كما وضحته الاحداث كذبا لان الصحفيين الثلاثة العاملين لديها نفوا هذا الادعاء بأعتبارهم لم يرسلوا ولن يرسلوا مثل هكذا اخبار وهم عراقيين ولايمكن ان يمسوا اعراضهم ويدعون مالايمكن ان يدعوا به مع العلم أن هؤلاء الصحفيين ليسوا مبتدئين بل محترفين ويعرفون ويعنون ويعون ما يقولون ..غياب المهنية اولا والتاثير السياسي على الصحيفة وتاثير المال وتأجيج الطائفية والابتعاد عن المهنية كل ذالك جعل منها في وضع لاتحسد عليه وربما تتعرض الى ضغوط اكبر من قبل الجهات القضائية التي واضح ان الايام القادمة حبلى بالكثير ضد هذه الصحيفة العربية السعودية الواسعة الانتشار على مستوى العالم العربي وايضا تترجم اخبارها الى اللغة الاجنبية .شتان بين المهنية الصحفية لصحيفة الاندبندنت البريطالنية وبين صحيفة الشرق الاوسط السعودية الواسعة الانتشار والتي تترجم الى اكثر من لغة .
[email protected]