18 ديسمبر، 2024 10:09 م

صحفيونا مقاتلون .. بلا مكافأة.. وبلا تكريم

صحفيونا مقاتلون .. بلا مكافأة.. وبلا تكريم

مقولة كانت تتردد سابقاً: (للقلم والبندقية فوهة واحدة).. لقد تجاوزها صحفيونا اليوم على أرض الواقع.. فهم حقاً مقاتلون حقيقيون في جبهات القتال.. ضد إرهاب القاعدة.. وضد الطائفية.. والكراهية.. وكانت وما زالت وقفة صحفيونا في جبهات القتال ضد داعش.. وهم يواجهون رصاص قناصي داعش.. ومفخخاتهم.. وقنابلهم.. وهجماتهم في صلاح الدين.. والانبار.. وديالى.. وفي نينوى.. والموصل.. وتلعفر.. وصحارى العراق.. وعلى الحدود العراقية السورية.. مثلما يقاتلون في كل مدن العراق بنقل الحقيقة.. وكشف الفساد.
هذا جزء من حقيقة مقاتلينا الصحفيين.. يعترف به العراقيون.. والأصدقاء.. ومنظمات حقوق الإنسان والهجرة.. والصحافة الأجنبية.. مثلما يعترف به الأعداء.. والدواعش أنفسهم.
أن الصراع والحرب في العراق هما الأكثر فتكاً بالصحفيين العراقيين على مدار السنين الماضية.. إن صحفيينا إذ يجودون بأقلامهم.. فهم إنما يجودون بأرواحهم في سبيل إيصال الحقيقة الى طالبيها.
صحفيونا استشهد منهم حتى الآن 475 صحفيا وصحفية.. وهم يقاتلون الإرهاب بكل أشكاله.. وعدد كبير آخر منهم جرحى تتفاوت إصابتهم لتصل الى نسبة 80 %.
نحن الصحفيون سوف لن نتلكأ بواجبنا في القتال.. أو دعم مقاتلينا بكل ما لدينا من قدرات.. وطاقات.. بالكلمة الصادقة الأمينة.. الكلمة الشريفة التي تعظم التضحية.. والشهادة.. وتنشر روح المواطنة والوطنية.. وتؤكد العزم على تحرير الفكر العراقي من رواسب أفكار الظلام والكراهية.. وسيستمر صحفيونا في كشف.. وفضح.. وتوثيق جرائم داعش بكل أبعادها.. مثلما سنكشف الفاسدين والمزورين وقتلة شعبنا.
صحفيونا اليوم يمرون بأسوأ أوضاع اقتصادية متردية.. فمنذ العام 2014 حتى ألان معظم صحفنا ومجلاتنا الورقية تحولت الى صحف الكترونية.. وكل القنوات الفضائية والمكاتب الإعلامية قلصت عامليها من الصحفيين بشكل كبير.. وخفضت أجور العاملين المتبقين.. فاليوم مئات الصحفيين بلا عمل.. ولا أجور.. ولا ضمان اجتماعي.. كما إن منحة الصحفيين السنوية الحكومية توقفت منذ العام 2014.
أوضاع الصحفيين العراقيين.. سواء الأعزب منهم أم صاحب الأسرة.. في أسوأ حال اقتصادياً.. ونقابة الصحفيين العراقيين.. ليس لها موارد حكومية أو إعانات دولية تستطيع معاونة الصحفيين العراقيين اقتصادياً.. والحكومة تتذرع بالوضع الاقتصادي المتردي.. ولا نريد أن نتحدث عن الإيفادات الحكومية للصف الأول من المسؤولين والنواب التي تتعدى حتى غير المقبول والمعقول.. فبعض الوزراء يقضي ثلثي السنة أو نصفها خارج العراق إيفاداً.. وبعض المسؤولين المدعوين من قبل الدولة الداعية يحسب لنفسه إيفاداً.. وبعض سفاراتنا متخمة بموظفين فضائيين.. وبرواتب مغرية.

يا ناس.. يا مثقفين.. منحة الصحفيين الحكومية السنوية مبلغ زهيد.. لا تساوي مخصصات إيفادات وزير الثقافة والآثار ووكلائه السنوية.. إيفادات بلا فائدة تجنيها لا الثقافة ولا الآثار.
الصحفيون جميعاً بلا استثناء يتغذى ولا يتعشى.. هؤلاء هم مقاتلونا الصحفيون.. ومن يرضى بهذه الحالة فهو داعشي.. أو يخدم داعش بكل الحسابات.. أو إنه فاسد.
إن استمرار قطع المنحة السنوية الحكومية عن الصحفيين.. إضافة حالة أخرى لمعاناة الصحفيين في موتهم ألبطي.. يا رئيس الوزراء.. يا مجلس النواب !!
رئيس الوزارة عادل عبد المهدي يبدو انه يكره الصحفيين.. وكل المسؤولين يؤكدون دور الصحفي في قتال الإرهاب.. وكشف الحقيقة.. ودورهم اليوم أكثر تعقيداً.. ويطالبون بالمزيد في كشف الفساد.
أن إعادة المنحة السنوية الحكومية للصحفيين العراقيين في موازنة العام 2018.. حق مشروع.. يتعزز في ظل ظروف الصحفيين الحالية المتردية.. والصحفيون لن يرضوا بغير ذلك وتعمم على جميع الصحفيين بلا استثناء.
فهل لرئيس الوزراء عذر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.. وهل سيسكت مجلس النواب ويداهن عن منحة الصحفيين السنوية ؟.. إن التصريحات لا تشبع صحفي واحد نريد أفعال وليس أقوال !!!!!!!!!!!!!!!!
أن المنحة السنوية مبلغ زهيد.. لا يساوي قائمة كباب محافظ البصرة السابق لمدة شهر.. ولا يساوي قائمة ريوك الكيمر للوقف الشيعي لمدة أسبوع.. ولا تساوي قائمة إعادة صيانة مسابح وزير المالية والزراعة والآخرين المصانة أصلاً.. ولا تساوي زرع شعر النائب الهمام.