18 ديسمبر، 2024 10:51 م

مغترب مابعد ٢٠٠٣
لطالما وددت ان اكتب الفت الكثير من المقالات و الكتب الا انني اعترف اني عجزت عن لعب دور المثقف الحقيقي وهو ايقاظ صوت التفكير و انعاش الضمير، جلست اليوم صباحا كعادتي في الغربة بعيدا عن وطني اناقش مع الكتب مع التاربخ ومع المستقبل حيرني سوال
مالذي حل بالعراق،،، هل هي مساله اقتصادية ام سياسية،، هل هو النفط مالذي حل بالعراق،،،
رايتني اعيد بمنهج تفكيري الامور الى نصابها الاول اي اعيد الامور الى اسبابها معلومة تعلمتها من شيخ عالم من السعودية كان استاذا لي وهو الشيخ عيسى الشمري الذي كان يصر علي دائما بالتعلم بالاسباب وفهم قوانين الاسباب جلست معه عده جلسات حواريه طالبا وناهلا من علمه ببساطة كان يجيبني
ابني اعد اللغة لاصل تركيبها واعد السبب للمسبب
تداركت فكره واسقط الموضوع لادرس العراق وحاله بعد ٢٠٠٣
وهذه شهاداي للتاريخ

اقتصاديا :
كان العراق قبل ٢٠٠٣ بلد مؤسسات لست ادعم بذلك اي مكون سياسي ولا ااتطرق زلفا لذكر اي قبيل من هذا الامر ما يثيرني ان العراق كان دولة مؤسسات فعلا،،
تجربتي بالتعليم كانت ممتازة اعلم ان المعلم كان يعاني من ظروف سيئة لكن القيم التي كانت بقلب المعلم انذاك كانت تتجلى ب
قم للمعلم وفيه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
ما احاول اثارته ان البلد كان ناميا بشتى قطاعات الاقتصاد الحية والفعلية اذكركم بالزراعة مثلا طماطة البصرة ودهوك بصل وبيذنجان كربله باميا ابو ابو الخصيب شجر الحلة برتقال ديالى،،، و اللبيب بالاشارة يفهم
صناعيا وهو قطاع رائد كبير ديالى للكهربائيات الاسكندرية للسيارات معمل الورق ومعمل الاسمنت و الفوسفات و البتروكيمياويات والاسمدة و الحبل ع الجرار
علميا وخدميا كان الامن والامان مستقر و السياحة رغم حداثتها الا انها كانت مفعله طلاب اردنين ويمنيين كانوا شريحة من شرائح المجتمع الطلابيه انذاك

اقتصاداليوم تحول الى اقتصاد هش اقتصاد ريعي اقتصاد الارض اقتصاد نفط و كل ماذكرته اعلاه همش واختفى و كما يقول الدكتور فرانك كانتر في كتابه الاقتصاد السياسي للعراق
ان الاقتصاد النفطي يشكل اكثر من ٩٠ ٪ من ايرادات الدولة ويشغل اقل من ١٠٪ وهذا يولد نتائج سلبية ضخمة لا احب الخوض به فانا استعرض لا اناقش.

اجتماعيا :
الاسرة العراقية كانت قبل ٢٠٠٣ تستلم حصة تموينية بدعم هائل من الحكومة و التعيين بالوظائف الحكومية كان متوفر لان القانون كان يحمي تشكيل الاسرة لا ادافع عن نهج الحكومة انذاك ولا امتدحها فلكل مقام مقال لكن ورغم ان المقارنة لاتنفع ولاتعتبر منطقية اليوم هرج ومرج يجوب العراق التكتلات العشائرية من جانب و غياب القانون عن الوعي و ثقافة الغابات هي من تطبق،،،، حدث العاقل بملا يعقل فان صدق فلا عقل له

المسالة مسالة قيم :

نعم المشكلة الرئيسية هي فقدان القيم او ان القيم الاساسية الاجتماعية في الذات العربية محقت وانمسحت تماما ،،،
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
لن يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
قبل ان تمد اصبعك مشيرا لمذنب اعلم ان هنالك ثلاث اصابع تشير عليك،.
ما فقد هو القيم،،، نحن نعيش ازمة قيم تم حذفها تماما من اجندة برامجنا،،، حتى في تعاملتنا البسيطة،،، وهل هذه حداثة ،،،هل هذا وعي،،، قطعا لا القيم هي ايمان بالانسانية ومن لا قيم له لا ضمير له،، اي لا روح به ومن كان له ضمير لاخوف عليهم ولا هم يحزنون،،.
قد اطلت عليكم بكلماتي لكن مسؤوليتي الانسانية تناشدني ان اقول الكلمة السواء،،، لقد ان الاوان لزراعة صحراء القيم التي ملائها الغبار والعجاج،،
اوقد شمعة احسن من ان تلعن الظلام

اللهم فاشهد