23 ديسمبر، 2024 6:12 ص

صبر أيوب..(أبو أيوب الأنصاري) يشكو ظلم مدرسته بأبو غريب..!

صبر أيوب..(أبو أيوب الأنصاري) يشكو ظلم مدرسته بأبو غريب..!

صبر أيوب .. هو حال معلمي وتلاميذ (مدرسة أبو أيوب الانصاري) الكائنة في أبو غريب.. لما تعانيه تلك المدرسة من إهمال يكاد يقطع القلوب، ويبكي عليها الحجر قبل البشر!!

وما إن تزورها حتى تجد المدرسة بلا أبواب ولا شبابيك ولا زجاج لتلك الشبابيك ، وتجد الحرارة تصهر إدارتها ومعلميها وطلبتها في الصيف، وتذيقهم زمهرير البرد في فصل شتاء، وهي أقرب الى (خان) للحيوانات من أن يكون مدرسة ابتدائية، في منطقة تخلو شوارعها من التبليط ، ويجد تلاميذ المدرسة ومعلميها صعوبة بالغة في الوصول اليها، وربما يحتاجون الى زوارق او بلدوزرات لكي يكون بمقدورهم عبور مستنقعاتها في الشتاء، ولم تجد كل مناشدات ادارة المدرسة آذانا صاغية لانقاذها من محنتها!!

قصص تلك المدرسة غاية في الاهمال واللامبالاة وعدم الإحساس بآدمية البشر ، فما أن ترى أحوالها وبنائها وصفوفها ومرافقها الصحية ورحلاتها وكراسيها ، حتى يخيل اليك وكأنك في قرية من قرى العصور الوسطى، وليس في بلد إسمه العراق، يطوف على بحيرات من النفط وموازناته السنوية تفوق المائة وخمسين مليار دولار ، ويتصارع رجال سلطته منذ سنوات ، فيما بينهم على الكتلة الأكبر، وابناء شعبهم ، يقطن في مدارس ، ربما لاتقبل حتى الكلاب السائبة أن تعيش فيها !!

أما وزارة التربية وتربية أبو غريب ، فالأمر لايتعلق بهم كما يبدو ، وهم ربما لا يعرفون ان هناك مدرسة على مشارف بغداد وفي أبو غريب منطقة السكلات بهذا الإسم ولم يقرأوا عنها ، وكانها في الصومال أو أفغانستان ، ان لم تكن مدارس الأخيريتين أفضل منها بكثير!!

ولا أدري كيف تقبل ادارة المدرسة ان تقطن يناية بكل تلك المواصفات المأساوية ، فيها قصص أغرب من الخيال في تراجيديتها وما يعانيه تلامذتها ومعلموها من عذابات ورحلات مريرة ، وهم يلعنون أقدارهم ، لأن الزمن الأغبر مايزال لايشملهم بعنايته الإلهية، ولا عناية وزارة التربية او تربية ابي غريب التي تبدو انها لاتعرف مدرسة بكل تلك المآسي والويلات ، ولا تجد حلولا اولية لتلافي شدة البرد على الاقل بأن يجمع طلاب المدرسة ولو الف دينار لكل واحد لشراء أبواب خشب أو زجاج لاغلاق شبابيكها وابوابها ، لكي تقلل من شدة البرد التي حولت تلك المدرسة بسبب الرطوبة العالية وعدم وجود كراسي ورحلات سوى قديمة ومتهالكة، ومرافق صحية يرثى لها، وهي تعيش قصة مأساة لم يلتفت اليها أحد حتى الان!!

ويعتب أهالي أبو غريب على وزارة التربية وعلى تربية أبو غريب والكرخ الاولى التي كانت مرتبطة بها اداريا وميسوري الحال ، وكل من لا يستمع لاستغاثات اهاليها وطلبتها الصغار، وهم يعيشون ظروفا مزرية في بناية لايقبل البشر العيش فيها، وربما تصلح (زريبة) لحيوانات وليس لمدرسة وتلاميذ ومعلمين، يرومون نيل العلم في تلك الاماكن غير الصالحة للسكن الآدمي!!

كما يعتب أهالي تلك المنطقة بالدرجة الاولى على نواب ابو غريب، لانهم لم يلتفتوا الى معاناة الاهالي وهؤلاء الصغار، ولم يكلفوا أنفسهم تقديم الخدمة لاهاليها وطلبتها، وهم ربما يلعنون الاقدار التي أوصلت هؤلاء النواب، الى ان يتولوا شؤونهم ، لانهم لم يعملوا شيئا من أجل منطقتهم وهي تعاني كل هذا الاهمال، وكان يفترض أن يقام إعتصام في تلك المدرسة يستمر لاسابيع ، على عدم اهتمام نوابها ومسؤوليها بأحوالهم ، ولم يجدوا منهم أي عون أو مساعدة في أي يوم من الايام لتخليصهم من تلك المعاناة الأليمة!!

وينبطبق على تلاميذ تلك المدرسة ومعلميها (صبر أيوب) لما يعانيه هؤلاء من مأساة رهيبة، في وقت لايقبل الصحابي الجليل ( أبو أيوب الانصاري ) أن يطلق إسمه على مدرسة بهذه المواصفات التي لاتليق بمكانة صحابي جليل له مكانته عند رب السمولات والارض، بالرغم من إن اهالي تلك المنطقة صبروا على محنتها (صبر أيوب) أو يزيد!!