بعد كل هذا اللطم والنواح والعويل منذ اشهر على “ام الازمات” في عمليتنا السياسية واذا باهم منجز يمكن تحقيقه على صعيد تطبيق ورقة الاصلاح هو حسم حقيبة ” الدفاع”. هذا يعني اننا ومنذ اكثر من سنتين من تشكيل حكومتنا التوافقية الشراكية الوطنية “ذبينا لحم” من اجل البحث عن ابن حلال وخوش ولد يرهم لمنصب “وزير الدفاع” .. لا ادري لماذا ينحصر الاهتمام بوزير الدفاع في حين ان منصب وزير الداخلية شاغر هو الاخر ومنذ سنتين ايضا؟ الاجابة تاتي دائما جاهزة وهي .. جيئونا بابن حلال وخوش ولد يرهم للدفاع واعتبروا ان وزير الداخلية “مصوكر” وبـ “الجيب”. والاهم من هذا انه صار له سنتين “كاعد على درب اليمرون وينادي”. المشكلة تكمن اذن في منصب وزير الدفاع. هذا المنصب الذي بحثنا عنه قبل الربيع العربي عندما كان المشير حسين طنطاوي وزيرا لدفاع مصر, هذا المنصب الذي يشغله منذ عشرين عاما. كما بحثنا عنه اثناء الربيع العربي عندما تحمل المشير طنطاوي عبء الرئاسة المصرية في احلك ظرف حين انهار نظام مبارك بـ “رمشة عين”. ومازلنا نبحث عنه اليوم حين عاد المشير طنطاوي الى قواعده سالما وزيرا للدفاع في اول حكومة مدنية لمصر بعد الثورة بعد ان نجح في تسليم السلطة الى الاسلاميين الذين وصلوا الى الحكم عبر صناديق الاقتراع وباغلبية بسيطة. هذه هي الديمقراطية لكن ليس في السويد او سويسرا او حتى فرنسا او بريطانيا.. بل في مصر التي نتشابه معها وتتشابه معنا في قضايا كثيرة ومن اهمها حقيبة الدفاع التي كان يشغلها شخصية محسوبة على النظام القديم. وعندما قامت ثورة يناير في مصر لم تجد كل القوى المتنافسة في مصر سوى هذه الشخصية التي باتت محسوبة “نص ونص” على النظام القديم من ضبط البوصلة حتى سكة السلامة. وبعد ان انتهى كل شئ لم يقولوا له شكرا كثر خيرك. او ربما يظهر نائب من هنا او “نويئب” من هناك ليقول ان الرجل مشمول بالمساءلة والعدالة فاجتثوه يخل لكم وجه ابيكم. حصل هذا في مصر بينما الجهود لاتزال تبذل عندنا على امل العثور على وزير دفاع “تايه” يرضي هؤلاء ولا يغضب اؤلئك .. وعلى الرغم من ان البحث عنه لايزال مستمرا منذ سنتين بينما زميله “ابو الداخلية” .. جاري الشحن منذ سنتين. اقول برغم ذلك فان تباشير ورقة الاصلاح التي يقال انها سوف تحسم هذا الملف قبل العيد توصلت الى مواصفات الوزير “الفلتة” من قمة راسه وحتى .. وعند حتى التي قال عنها سيبويه “اموت وفي نفسي شئ من حتى” تتوقف امور كثيرة .. فالخلافات لاتزال قائمة عند .. اخمص القدمين لان هناك من يرى ان مفردة “اخمص” تحيل الى ماهو عسكري مثل اخمص البندقية.. وحتى نتفق على اخمص القدمين بدلا من البندقية لازم يذهب وفد من كل المكونات الى ايطاليا لكي يتناولوا .. بيتزا البندقية.
[email protected]