عندما نجلس في الصباح الباكر مع ترتيلات الفجر الاولى وصوت المؤذن يدعونا للصلاة ويدعو لنا بالاصلاح والخير… نشاهد ولادة نهار جديد بقدرة ربانية عظيمة تدل على عظمة ذلك الخالق المبدع الذي ازاح الظلام بلحظات معدودة وانار العالم بنوره العظيم…
لحظات لو تأملناها لوجودنا كم نحن ضعفاء امامها. سبحانك اللهم وبحمدك تسامحنا وتقوينا على النهوض باعمالنا في هذه الدنيا…اللهم انا لانملك لانفسنا شيء غير ما اعطيتنا….
لحظات الصباح وهمسات الفجر ولفحات الهواء العطرة تمر علينا في اغلب الاحيان ونحن نيام رقود لانعرف منها شيء.. لقد اختلف في عالمنا اليوم كل شيء فالاجيال الجديدة تعلمت على سهر الليل والنوم في النهار تعودنا ان نعطي ابناءنا كل شيء يريدونه مهما كان الثمن والعواقب…جيل تربى على اخطاء صنعتها له الظروف وشجع عليها الاهل بداً من اختيار الصديق واعطاء الحرية المفرطة بحجج وهمية فدلالنا الزائد لابنائنا وخاصة الامهات بعث الى الابناء رسالة مفادها انكم على حق وان كل هذه العادات والتقاليد الدخيلة على مجتمعاتنا صحيحة. وقمنا نحن الاجيال السابقة نشجع على ذلك من باب القناعة ان اجيال ابناءنا ربما تعاني من الحرمان… وهذه حقيقة ولكنها مغايرة بالعكس تماما فالاجيال اليوم تعاني من الحرمان من النصيحة ومن التوجيه الصحيح ومن القسوة في التربية ومن توفير كل شيء يريدونه.. اجيال تربت على قانون افعل ما اريد وانا هنا احمل العائلة المسؤولية اضافة الى الدولة التي لم توفر فرص عمل لهذه الاجيال ولم توفر عمل للموظف نفسه داخل معمله ووظيفته ولذلك تجد انتشار ظاهرة السهر ليلا والنوم نهارا انتشرت بشكل واسع جدا.. ان العقلاء من بني قومي يعانون الامرين اليوم من صعوبة في تربية ابناءهم في ظل جيل فاشل من اصدقاء اليوم تربطهم علاقات القربى او الصداقة او الجيران في السكن والمرار الثاني فشل الدولة في تطبيق القانون النظيف على الجميع واعادة العقوبات المشددة على تجارة المخدرات والكبسلة والرقابة على وسائل الاتصالات فهذه كلها واجبات الدولة واصبحت عبء ثقيل على الاسرة وخاصة في ظل انتشار البطالة والجهل والغش في المدارس والرشوة والمحسوبية في كل جوانب الحياة… الدولة اليوم لم يبقى منها سوى الاسم فقط وللاسف الشديد فقدت هيبتها بالكامل… دولة تسير بطريق مسدود ومظلم وبدون تخطيط ولايعلمه الا الله…دولة يتقاتل فرسانها السياسيين على جمع اكبر رصيد من المال وبكل الطرق الغير مشروعة مع حاشية وسماسرة لكل مسؤول تأكل الاخضر واليابس وفي الجهة الاخرى شعبً يعيش على الفتات ويقاتل من اجل ان يبقى سكنه بصريفة او منزل هالك متجاوز فيه على ارض غيره وكل هذا هو الصراع من اجل البقاء فقط.. لقد اصبحنا نحن الشعب في وادي بعيد جدا عن الحكومة ولم يبقى بيننا من صلة المواطنة سوى صفات تمثيلية احيانا من باب تذكروا ان لكم دولة ولكن الحقيقه ان الضمير الرسمي للدولة قد مات واننا نتقرب اليوم من عكس ماكنا عليه فاليوم ليس فينا الراع وليس كلاً منا مسؤول عن رعيته… فالجميع مطالبين بمراجعة حسابته فسهر الابناء خارج البيوت او حتى داخلها عادات دخيلة علينا.. وعدم فرض الاحترام لرب الاسرة طامة كبرى… وانتشار المخدرات والكبسلة والرشوة والمحسوبية آفة خطرة جدا وعلى الجميع التعاون ولنقتدي بالحديث النبوي الشريف : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ….
وعلينا ان نصحي ظمائرنا قبل ان تنام نومتها الابدية وصباح الخير ياضمير العالم…..