ان السقوط في اللغة متعدد المعاني لكنه يتوحد كونه انحداراً للاسفل ومن ينعتوا بالسقوط عديدون ومنهم السياسيون وفي ديمقراطيتنا العجيبة في العراق التي اعتنقت التوافق مذهباً مخالفين جميع من على الارض من ديقراطيات لم تسمح له بالنهوض مطلقاً ان التوافق كما يعرفه (آبريل كارتر) يعني(( التكيف ووقائع الوضع السياسي والالتقاء بالمعارضين في منتصف الطريق، وتعزيز الخير العـام بالتضحية ببعض المطالب والايثارات الشخصية ويرتبط – أيضاً- بقيم الحكمة والتسامح الليبرالية)) لكن جاءت النتائج عكسية ابعدت العراق من التجانس الاجتماعي المطلوب في بلد متعدد القوميات والمذاهب والافكار التي يمكن ان تكون الديمقراطية حلاً امثل لخلق مثل هذا التجانس والتقارب في بلد مزقته الحروب والسياسات الحمقاء للحكام السابقين. وان من اقرب الامثلة لفشل السياسة التوافقية في العراق ماحدث لصالح المطلك رئيس جبهة الحوار حين انتشله نوري المالكي من براثن الاجتثات واعاده نائباً لرئيس مجلس الوزراء بعد ان نصب له فخاً في انتخابات العام ٢٠١٠ فشمله بقانون اجتثاث البعث وحينها كان المطلك من خلال خطابه الطائفي البغيض استطاع ان يكسب ود الكثير من ابناء السنة وهذا ماقذف الرعب بقلب السيد المالكي فكان الاجتثاث الوسيلة الناجحة لكبح جماح المطلك وتألقه وبذلك سقط المطلك سقطته الاولى على يد المكون الشيعي الذي كثيراً ما نعته بنعوت خارجه عن المألوف والادب السياسي. وحين عاد المطلك والعود احمد كما يقال ارتمى بحضن الحكومة والمالكي من اجل منصباًلا يليق به فكانت النقمة الكبيرة ومن خلال تصريحاته المؤيدة لخطوات السيد المالكي في الوقوف بوجه رافع العيساوي المتألق ايضاً وكانت النقمة هذه المره من مكون السنة الذي ينتمي اليه المطلك فذهب يوم السبت الماضي الى المعتصمين ليخطب بهم ومحاولة كسب ودهم وود السيد المالكي الا انه جوبه بموجه من الاحتجاجات والرمي بالقناني الفارغة وغيرها ليفر هارباً من بطش الغاضبين من ابناء الانبار فيلوذ باطلاقات حمايته التي نجحت في صد الاعتداء عليه رغم اصابة العديد من المتضاهرين. فكانت هذه السقطة الثانية واضنها القاضية لمستقبل المطلك السياسي. إن بقاء هذه العقلية كمنهج فكر وسلوك للقادة العراقيين لن يسقط الديمقراطية التوافقية ويحرفها عن هدفها فحسب، بل سيحرف كل فكرة ومبدأ وقيمة وأيديولوجية مهما كانت قدسيتها ومثاليتها والحاجة الإنسانية إليها، لأنها ستجد ساسة غير قادرين على العمل استنادا إلى قواعدها من جانب، وبارعين في تشويهها وتحويلها إلى شعار تعبوي مضلل للشعب من جانب آخر. اننا بحاجة اليوم لرجال اهل لقيادة الامة نحو خلاص حقيقي يوضع اولى والوياته الانسان في العراق وليس الاحزاب وهذا ما نتمناه.