عندما شد الکاتب والصحفي صافي الياسري الرحال لمغادرة العراق حيث کانت حياته مهددة بسبب من کتاباته ضد النظام الايراني وتدخلاته في العراق ونفوذه المشبوه ودفاعه عن نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير، فقد کان ذلك الموقف إعلان صريح عن رفضه المساومة وإلتزام الصمت مقابل تخليه عن کتاباته ومواقفه، ولم يهدأ للياسري الشجاع حتى وهو في أيامه الاخيرة بال فقد کان يصر أکثر من أي وقت آخر على مواقفه المبدأية ويدعو الى دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لإسقاط النظام الايراني الذي هو مصدر وأساس البلاء والمصائب والکوارث في إيران والمنطقة والعالم وبالخلاص منه فإن العالم کله يهنأ براحة البال والطمأنينة.
صافي الياسري الذي صار في ذمة الخلود في غربته من أجل عدم التفريط بقضيته وموقفه المبدأي، قد أعطى نموذجا وأسوة حسنة لحملة الاقلام خصوصا وللشعب العراقي عموما بخصوص إن نفوذ النظام الايراني في العراق والمنطقة يمثل ويجسد شرا مستطيرا لايمکن لأحد أن ينجو أو ينأى بنفسه عنه ومن المستحيل أن يتخلى النظام الايراني”کما کان يرى الفقيد الياسري” عن نفوذه هذا طالما بقي له أذناب وعملاء في العراق والمنطقة، ولأن القضاء على عملاء وأذناب هذا النظام أشبه بقطع أغصان الشجرة مع بقاء جذعها وجذورها، فقد رأى الياسري غفر الله له بأن إسقاط هذا النظام کما دعت المقاومة الايرانية هو الحل الجذري العام والشامل والحاسم لکل مايتعلق ويرتبط بهذا النظام في إيران والمنطقة، وإن هذا الحل هو مايطمح إليه الشعب الايراني وتتمناه شعوب المنطقة ولاسيما وإن معظم بلائها ومصائبها بسبب من بقاء وإستمرار هذا النظام.
الياسري الذي کان محبا ووفيا للعراق وشعبه ولم يرض ويقبل لنفسه أن يحيد عن هذا الطريق مهما کلف الامر مثلما إنه کان صديقا وفيا للمقاومة الايرانية ووقف الى جانبها بکل صلابة وقوة وساندها وأيدها من أجل نضالها الدٶوب لإسقاط النظام، وإن الايام قد أثبتت مصداقية مواقفه ومبادئه وإنه کان يقف في المکان الصحيح والذي يجب أن يقف فيه کل عراقي وطني غيور وشريف.
رحيل صافي الياسري يدعونا أکثر من أي وقت آخر لکي نسير على نفسه النهج والطريق الواضح الذي سار فيه والذي کان من أجل المصالح العليا للشعب العراقي ومن أجل التعايش السلمي بين شعوب المنطقة والذي لايمکن أن يتم مع بقاء وإستمرار هذا النظام، ولذلك فإن مهمة دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية تبقى بمثابة وصية للياسري في أعناقنا ويجب أن نفي بذلك حتما.