23 ديسمبر، 2024 12:06 ص

صاحب محمد حسين نزر (أبو زمان )

صاحب محمد حسين نزر (أبو زمان )

سيأتي وقت يكون فيه هذا الحاضر ذكرى
ويتحدث الناس عن عصر عظيم
وعن أبطال مجهولين صنعوا التاريخ
وليكن معلوما انهم ماكانوا أبطلا
انهم بشر لهم اسماء و قسمات وتطلعات و امال
وأن عذبات أصغر هؤلاء سنا
ما كانت اقل من عذابات من خلدت أسماهم
يوليوس فوتشك
شيوعي وطني من ذاك الزمان صاحب محمد حسين نزر (أبو زمان ) من أهالي مدينة الحلة كان عامل خباز وطالب يدرس في المسائي ،من مواليد الأربعين و من
سكنة محلة الطاق من عائلة معروفة والده رجل مؤمن متمسك بالتقاليد و العادات الدينية، ولديه اربعة اخوة و أخوات والده كاسب، وفي ريعان شبابه انتمى صاحب إلى الحزب الشيوعي العراقي مؤمنا ببرنامج الحزب و نظامه الداخلي له علاقات مع شيوعيين ، و شارك بالتظاهرات ايام العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر في التظاهرات التي خرجت في مدينة الحلة بقيادة الشيوعيين و الديمقراطين و القوميين دعما لحق الشعب المصري في إدارة شؤون البلد وذلك بتأمين قناة السويس لتصبح ملك لشركة المصرية ، وهذه التظاهرات عمت كل مدن وقصبات العراق و قمعت من قبل حكومة النظام الملكي انذاك ، و بعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة و فتحت الباب أمام الأحزاب و القوى الوطنية ذلك ، بعد أن اقدمت على سن قوانين ومنها تشكيل نقابات عمالية لعب صاحب نزر (ابو زمان ) دورا مهما في نقابة الأفران والمخابز عمل من أجل تشكيلها و كان يعمل في أحد مخابز المدينة و هو يدافع عن حقوق العمال في ساعات العمل والعطل الرسمية وغيرها من المطاليب المهنية ، وعندما اندلعت الحر ب في شمال الوطن الحبيب بين البارازني و الجيش العراقي كان للحزب موقف من أجل وقف هذه الحرب و الجلوس إلى طاولة التفاوض ، وقام الحزب الشيوعي العراقي بعدد من النشاطات لوقفها، ومنها توقيع على مذكرات إلى رئيس الوزراء الزعيم الركن عبد الكريم قاسم ، و أخرى كتابة شعارات على الجدران[ سلم سلم في كردستان ياشعب طفي النيران ] و صاحب كلف في مهمة كتابة هذا الشعار في محلة القاضية بالقرب من أعدادية الحلة و حيث المخبز الذي كان يعمل به ، بعد نفذ عملية كتابة الشعار و قع بيد أمن المنطقة و اعتقل و سوق إلى المحكمة و بعدها خرج بكفالة ، كان صاحب من النشطاء في العمل الحزبي و مسؤول عن قيادة التنظيم العمالي في المدينة و اعتقل بعد انقلاب شباط عام 1963 عذب في مركز الحرس القومي في بيت أنور الجوهر كباقي الشيوعيين الذين القي القبض عليهم من عمال وفلاحين وكسبة وطلاب و معلمين ،وبقي متمسك بمبادئه الوطنية والماركسية اللينينية و الاممية البرولتارية و عاد إلى صفوف الحزب و كان عضوا في لجنة مدينة الحلة الذي قادها أنذاك محمد علي مجيد خوجة نعمة ( أبو علي ) و كلف بمسؤولية الخط العمالي لألتصاقه بالطبقة العاملة وكان يحضر اجتماعات لجنة متابعة العمل الديمقراطي التي كانت تضم مسؤلي الخطوط[ العمالية صاحب نزر والمرأة فاطمة كمال الدين والطلابية كاتب السطور و الشبيبية سامي عبد الرزاق ] وتجتمع هذه اللجنة لمتابعة نشاط وعمل الخطوط الحزبية ، و كان للرفيق أبو زمان دورا مهما في تنشيط العمل النقابي و خاصة ايام الانتخابات العمالية في قائمة الحزب ( كفاح العمال ) ، و في التحضير للمؤتمر الثاني للحزب والذي عقد في عام 1970 , عقدة محليات الحزب في المدن كونفرنسات حزبية لتقيم سياسات الحزب خلال فترة حكومة عبد الكريم قاسم و كان للرفيق أبو زمان دورا في طرح وجهات النظر لدى الرفاق في الخط العمالي و انتخب الكونفرنس رفاق منهم الر فيق خالد الذكر القائد الفلاحي كاظم الجاسم وكان انذاك للدراسة الحزبية في الاتحاد السوفيتي على امل قرب عودته و حميد مجيد موسى ، قاد الكونفرنس جاسم الحلوائي ( أبو شروق ) والمشرف من المكتب السياسي بهاء الدين نوري ( أبو سلام ) ، وبعد ذلك منح الحزب الرفيق صاحب نزر زمالة دراسية سافر بها إلى الاتحاد السوفيتي ودرس في موسكو في جامعة الصداقة بين الشعوب ( باتريس لومومبا) كلية القانون( كلية الحقوق ) وتخرج منها واكمل دراسة الدكتورا ( مرشح علوم في الفلسفة ) ، وبعد تخرجه وكان قد تزوج من روسية وانجب ابنته فرينيكا و كان الوضع في العراق في ظل الدكتاتورية و القمع لم يستطيع العودة إلى الوطن و سافر إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مدرسا في جامعة عدن ، و هنا انقطعنا عن التواصل هو سافر إلى اليمن الديمقراطي و انا إلى جمهورية انغولا الشعبية مع الفصيل الأممي للأطباء لمساعدة الشعوب، و شاءت الظروف في عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي الغربي لبلدنا عراق الرافدين كنت في صنعاء في المؤتمر القومي العربي قررت الذهاب إلى عدن لزيارة صاحبي أبو زمان و أصدقاء كانوا معي في الدراسة في مدينة كراسندار في الاتحاد السوفيتي ، استعنت بهم لكي اعرف عنوانه وفعلا جرى الاتصال بعميد كلية الحقوق في عدن الدكتور جعفر أجابهم أن صديقه ورفيقه الدكتور صاحب نزر قد توفاه الله قبل عشرة أيام وطلبت منه أن أزور قبره وفعلا تم ذلك و حدثني كيف كان لديه موعد معه و حاول الاتصال به ولمرات عديدة ولكن لا جواب ، مما أضطر لكسر باب الدار و جده جالس على الكرسي و يده على خده وكانت زوجته الثانية مع اطفاله في موسكو و هكذا توفي الرفيق والصديق صاحب نزر وحيدا بعيدا عن وطنه و هو يحمل جواز جمهورية اليمن وكان موضع اعتز ز القيادة اليمنية للحزب الاشتراكي و احبه طلابه وزملائه كما حدثني الدكتور جعفر عميد كلية الحقوق و هو خر يج الاتحاد السوفيتي أيضا ، وانا بدوري بعد أن زرت قبره أبلغت اهلي لكي يخبروا اهله في الحلة عن وفاته من أجل أقامة عزاء ،
وفي ذكرى وفاته التاسعة عشر لابد من وداع مناضل قدم الكثير لشعبه و وطنه من خلال حزبه علما انه لاقى الكثير من الصعوبات كما الكثير من الشيوعيين الوطنيين و الديمقراطيين خلال عمله في التنظيم و التدريس ،
له المجد والخلود ،