22 ديسمبر، 2024 7:02 م

صاحب القرار في بغداد

صاحب القرار في بغداد

“قاسم سليماني، إذا وعد نفذ، وصاحب قرار في بغداد”، هکذا أکد رئيس مجلس النواب الأسبق، محمود المشهداني، خلال لقاء متلفز له مضيفا بأن”ايران احتوت 85% من السنة، وباقي الـ 15 % ستصلهم لينظموا لها”، ومع الملاحظات الکثيرة الموجودة بالنسبة للماضي”غير الحميد”للمشهداني، ومن إنه واحد من الوجوه التي أحنت ظهرها أمام سليماني ودانائي فر وساهم في تعزيز وترسيخ النفوذ المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، لکن الکلام الذي ذکره خطير لکونه يمثل أمرا واقعا، ونقصد تحديدا ماأکده من إن سليماني صاحب قرار في بغداد، ونتساءل لماذا يصبح سليماني ومن بعده إيرج مسجدي أصحاب قرار في بغداد؟ وأين هم من يفترض أن يکونوا أصحاب القرار الحقيقيين من ساسة العراق؟
السفير الامريکي في ألمانيا وعندما أطلق بعض التصريحات التي فيها شئ من الاستفزاز للألمان، فقد تصدى له الالمان بکل قوة، کما إن ألبانيا وعندما وجدت السفير الايراني والسکرتير الاول في السفارة يمارسان نشاطات إرهابية ضد معسکر أشرف 3 في تيرانا، فقد بادرت الى طردهما کليهما، وکذلك تفعل أية دولة تعتز بسيادتها وإستقلالها، ولکن يبدو إن الامر صار يختلف في العراق إذ أن قاسم سليماني الذي لايوجد أية صفة رسمية له سوى إنه إرهابي مطلوب دوليا، فإنه يسرح ويمرح في العراق طولا وعرضا وويجتمع بهذا وذاك ويحدد الوجوه التي ستحکم العراق ولکن من دون أن يرفع أي مسٶول عراقي في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية صوته ضد ذلك؟ کما إن مسجدي الذي کان بالامس مستشار لسليماني وصار اليوم سفيرا للعراق ويتصرف بأسلوب متعجرف کما يطلق تصريحات مستفزة ضد العراقيين ويتدخل في کل شاردة وواردة ولکن ليس هناك من يصرخ بوجهه: قف مکانك وليس لك حق فيما تقوم به!
مشکلة العراق الکبرى ومنذ عام 2003، تتمثل في النفوذ المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والذي يٶثر سلبا على مختلف أوضاعه، وإن ضرورة التحرك الجدي من أجل الوقوف بوجه هذه الحالة المرضية التي ستتفاقم سوءا مع الايام لو لم يتم التصدي لها وإنهائها بأية طريقة کانت، إذ من العار أن يکون إرهابي مطلوب للعدالة الدولية صاحب قرار في العراق ويٶکد ذلك بفخر أحد”الوجوه الکالحة”التي کانت ولاتزال مطية للنظام الايراني، وإن الاوضاع في المنطقة کلها تسير بإتجاه شبح تطورات محتملة الهدف الاکبر والاساسي فيها هو النظام الايراني بعينه وإن على العراقيين أن يدرکون ذلك جيدا مثلما عليهم أن يعوا جيدا بأن النظام الايراني غير مرغوب فيه إقليميا ودوليا وقبل کل ذلك داخليا وقد تعصف أية رياح قوية به وتجتثه من الجذور.