23 ديسمبر، 2024 7:40 م

صاحبُ الصخرة نجمُ الصحافة الساخرة لهذا الموسم

صاحبُ الصخرة نجمُ الصحافة الساخرة لهذا الموسم

قد يعيشُ الإنسان عمراً كاملاً مُجداً ومبدعاً ومجتهداً في أحدِ مجالات الحياة المختلفة لكنه قد لا يوفق لنيلِ الشهرة التي قضى عمرهُ ساعياً من اجل الوصول إليهالتتركهأثراً شاخصا للأجيال من بعده ,وقد يحدث العكس تماماً فقد تكون الشُهرة من نصيب شخص لا يسعى  لها بالتحديد ولا يبحث عنها بالمقصود بل تتكون نتيجة حدثٍ عرضي في حياة ذلك الشخص تجعل منه حديث الناس وشغلهم الشاغل بالخير أو الشر أو بالرفاهية أو المعاناة.وتبعاً لمشاهير التأريخ يمكن تقسيم الشخصيات المشهورة إلى شخصيات ايجابية و سلبية ,فالشخصيات الايجابية هي تلك التي تصنعُ أمجادها بعطائها العلمي او الفكري او الثوري ليبقى رسالةًللأممفتكتب بحقهم المقالات والدراساتوتؤلف عنهم الكتب لدورهم الريادي في نهضة الشعوب  ,أما الشخصيات السلبية فهي تلك التي تضر المجتمع بأفعالها وممارساتها المقصودة او غير المقصودة وهي تتصدى للمسؤولية القيادية او الاجتماعية او الخدمية بغير مؤهلات علمية تذكر ,فيشيع الفساد وتضيع الحقوق وتهدرُ الدماء بسببها .وما أكثر شخصيات هذا النوع في زماننا اليوم والمتمثلة بأصحاب الإرهاب والفساد وهيتحتل مواسم الشهرةلمقالات كبار الكتاب والنقاد الذين يكشفون زيفها وفسادها بأسلوبهم الصحفي الساخر و من خلال أقلامهم التي تتجرع مرارة الواقعالمزري ..نعم .حازم الشعلان وملف وزارة الدفاع ,عبد الفلاح السوداني وملف وزارة التجارة ,عادل محسن وملف وزارة الصحة ,كريم وحيد وملف وزارة الكهرباء ,أبو عمر البغدادي وملف قتل الأبرياء .جابر الجابري وملف جهاز كشف المتفجرات وغيرهم الكثير الكثير  …كلها شخصيات تنافست مع بعضها على كتابات الكتاب فنالت شهرة فريدةفي الصحافة الساخرة للمواسم السابقة .
واليوم وفي الصحافة الساخرة أيضا, صاحب الصخرة يحتل شهرة هذا الموسم و بلا منافسٍ.فـ صخرة عبعوب ,نظرية الصخرة , منقذ بغداد ,هكذا تكونت الصخرة ,حرب المجاري ,صخرة بغداد ,وأمثالها الكثير طبعاً.. كانت عناوين مقالات لأشهر كتاب الأعمدة اليومية في الصحف العراقية وهم يصفون ما تعرضت إليه العاصمة و محافظات الوسط والجنوب من  فيضانات كارثية أحدثها الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ومنها أمانة العاصمة أدت إلى تشريد العوائل وهدم المنازل البسيطة والمتواضعة على أهلها بعد إن هجمت عليهم مياه الإمطار من الأعلى و المجاري من الأسفل لتدخل البيوت وتغرقها بالكامل .ليخرج بعدها أمين العاصمة بالوكالة وفي نقاش متوتر للازمة مع رئيس الحكومة الذي ناداه بأعلى مؤسسة إدارية في الدولة وهي رئاسة الوزراء قائلاً له ما سبب هذه الفيضانات يا حجي!!عبعوب ؟ ليجيبه الأخير أنها صخرة!! تكونت داخل احد المجاري تمنع وصول مياه الأمطار والفيضانات إلى نهر دجلة مما أدت إلى غرق مدينة بغداد بالكامل وسنخرجها بالقريب العاجل من خلال كوادر الأمانة !!فعلا هذا هو التصريح الذي أدخل الحجي النجومية والشهرة الغير متوقعة .فقبل غرق بغداد لم يكن الكثير من أبناء الشعب العراقي يعرفون من هو الحجي نعيم عبعوب ولكن اليوم وبفضل صخرته التي أخرجها من داخل احد المجاري أصبح جميع العراقيين وبلا استثناء يعرفون الحجي عبعوب الذي تصدر قائمة الشهرة لهذا الموسم في عراق المشتهرين سلبا لا إيجابا . والسؤال الذي نقوله إلى متى تبقى هذه الأسماء والشخصيات المشتهرة سلباً على حقوق الشعب ومعاناته تتزايد وتتصاعد موسم بعد موسم وهي لا تبالي لأوضاع الفقراء والمحرومين والمساكين ولا تخاف الله فيهم ولا تخشى العقاب الحكومي الذي يكاد أن يكون معدوما في مؤسسات الدولة الحالية .