18 ديسمبر، 2024 10:55 م

صابر الدوري في عيون عميلة وقحة

صابر الدوري في عيون عميلة وقحة

لا أحد يجهل موقف وبطولة قادة العراق الكبار الين قدموا بيد من حديد كأسا مليئا بالسم الزعاف للمقبور عدو الله والبشر الخميني، وقالوا له : إشرب هنيئا ومريئا نخب انتصار العراق على غطرستك وعنجهيتك الفارغتين! كل واحد من هؤلاء القادة الأفذاذ وبكل صنوفهم العسكرية هم نخبة العراق الأمجاد الذين لا يمكن لعراقي له ذرة من الشرف الوطنية والكرامة أن ينسى أو يتناسى دورهم البطولي في الحفاظ والدفاع عن تربة البطل في أعنف هجمة همجية تعرض لها العراق حينها.
من قدم السم الزعاف للخميني المقبور علينا ان نملأ له كأسا من أزكى العطور، وباقة من الرياحين على بطولته، بالتأكيد الشهداء هم في قمة هرم الخلود، ويأتي بعدهم القادة الأفذاذ والمراتب وكل من ساهم في الحرب وبأية طريقة كانت من المدنيين كالإعلاميين والتجار والمتبرعين بالذهب وغيرهم، لقد ساهم معظم العراقيين في الحرب العراقية الايرانية، كل حسب موقعه وقدرته، ومن تقتر لظرف ما، إنما قدم للعراق الصبر، وتحمل الشدائد، والوفاء للعراق وترته الزكية.
من المؤسف انه بعد الإحتلال الامريكي للعراق عام 2003 تغيرت قواعد السلوك السياسي والاجتماعي، فقد تفرق العراق الى مكونات هشة حسبما جاء في الدستور الحقير الذي وضعه عدد من العملاء والخونة والظغاة والانتهازيين، تحولت دولة المواطنة الرائعة الى دولة المكونات، وبدلا من عرض الدستور على جهات متخصصة بالقانون الدولي، تم عرضه على مرجعية النجف على أساس انها تضم خيرة المختصين في القانون الدولي، فباركنة عن جهل، وحفزت العراققين على التصويت عليه، وما زال العراقيون يدفعون ضريبة هذا المباركة من دمائهم وثرواتهم.
كانت الصدمة الأول التي نزلت مثل صاعقة على رؤسنا المصدوعة بالإحتلال تصريح العميل باقري صولاغ عندما شعل منصب وزير الداخلية معتبرا شهدا الحرب العراقية الإيرانية تاج رأسه (قتلى حرب)، وليسوا بشهداء، وحرمتهم حكومة الإحتلال من مميزات الشهداء، وقبلها تم إستهداف كبار القادة العسكريين وابطال التصنيع العسكري والطيارين وعلماء العراق من قبل فيلق بدر الإيراني وجيش المهدي، وكان عناصر فيلق بدر الذين سبق أن قاتلوا الجيش العراقي يكتبون عبارة (هذا جزاء من قصف جزيرة خرج) على جثة الشهيد الطيار، وفي خطوة لاحقة قام أياد علاوي بدمج عناصر هذه الميليشيات الإرهابية مع الجيش العراقي وتوزيع الرتب عليهم كل حسب طلبه، فشكل أتفه وأجبن وأجهل جيش عرفه العراق في تأريخه، وفي خطوة حقيرة لاحقة تمت إزالة النصب التي تمجد ابطال العراق ومنهم الطيار العيبي الذي إنتهى عتاده وصوايخه، فصدم طائرة ايرانية حاولت أن تقصف العراق بطائرته، استشهد واقيم له نصب تذكاري أمام مديرية القوة الجوية. وفي خطوة لاحقة لا تقل خسة عن سابقاتها تم جمع الأزبال قرب نصب الشهيد عن عمد، وأهمل تماما، لتخرج علينا إحدى قوادات النظام بمقترح لتحويل نصب الشهيد الى مسرح لإقامة الحفلات الراقصة، لا إستغربّ فهذا هو فعل الداعرات والبغايا.
هل عرفتم من هو صابر الدوري الآن؟
انه واحد من ابرز أبطال العراق، تبؤأ مناصبا عسكرية ومدنية متبايتة تباين السماء والأرض، لكن ابدع في كليهما، صابر الدوري الضابط الجسور، هو الوجه الثاني لصابر المحافظ، ولولا نزاهته وإيمانه بالله والشعب العراقي لوقع الكثير من أهالي كربلاء في فخ الخيانة بعد أحداث الغوغاء، حسب تسمية ابو القاسم الخوئي، لكن الحكمة والتعقل والنية الحسنة، جعلته يبرأ ويتسامح مع المئات من الغوغائيين الذين تورطوا في التظاهرات ضد الحكومة عن عاطفة، ولم تتلوث أيديهم بقتل العسكرين ورجال القوات الأمنية والحزبيين وكبار الموظفين. اقول لهؤلاء: هل يليق بكم نكران المعروف؟ إذن إدعموا اطلاق سراح الفريق صابر الدوري، فهو يستحق منكم هذا الموقف الكريم، بل هذا إلتزام اخلاقي وشرعي عليكم.
لقد رضيتم بسجن ابرز رموز العراق دون ان تصحوا ضمائركم ولو صحوة قليلة، فما بالكم والدوري انهى فترة إعتقاله المجحفة، وترفض حكومة الإحتلال العميلة إطلاق سراحة؟ فعلا كما قال الشاعر: الله اكبر ما هذا المنام فقد شكاكم المجد واشتاقتكم الترب.
هل ترغبون بمعرفة الحقيقة ولماذا لم يطلق سراح الدوري؟
هاكم الحقيقة كما هي : ان نظام الملالي وذيوله في العراق يرفضون اطلاق سراح يد قدمت كأس السم الى مقبورهم الخميني، ايران وذيولها هم الذين يقفون وراء هذه القضية.
ليعلو صوت الحق الى أعنان السماء، وترتقي أصوات الكرامة والرجولة والتحرر في ساحات الاعتصام للمطالبة بالإطلاق الفوري للبطل الضرغام صابر الدوري، ولتبدأ اولا ساحة اعتصام كربلاء فهي الأولى بالإنطلاقة التحررية، والا لصارت جنبة وعتاب عليهم ان بدأت من محافظات اخرى.
الحرية لأبطل العراق ممن اعتقلهم حكومة العمالة والظلم والجور والنهب والفساد، واطلاق سراح ليث العراق صابر الدوري على الفور، ومطالبة ممثلة الأمم المتحدة بالتدخل الفوري وترحيلة الى خارج العراق برعاية الأمم المتحدة خشية على حياته من ذيول الولي السفيه.
وكلمة اخيرة للمدعي العراقي العام: الى متى يبقى ضميرك نائما؟ انك في أرذل العمر ماذا ستقول لله يوم لا ينفعك لا الولي الفقيه ولا ذيوله في العراق؟ الله يرى عملك فإرحم عسى ان تُرحم.