19 ديسمبر، 2024 4:41 ص

شُباك الضريح كلفَ 10 مليار دينار… ومن يتكلفون عناء المسير إليه بلا بابٌ و لا شباكٌ و لا عَملُ ؟!

شُباك الضريح كلفَ 10 مليار دينار… ومن يتكلفون عناء المسير إليه بلا بابٌ و لا شباكٌ و لا عَملُ ؟!

بادئ ذي بدء أتوجه بالتحية و أنحني أمام قامات و هامات جميع العراقيين الوطنيين الشرفاء , الذين تحصنوا بالمناعة الوطنية من أدران و وباء الطائفية المقيتة و لم ينجروا خلف أساطير التخلف والجاهلية الثانية في التأريخ الإسلامي التي أطلت برأسها القبيح على العراق , شاكراً لهم تفاعلهم مع ما أكتبه من أسطر متواضعة لإيصال جزء يسير جداً من ما يجري على أرض الواقع , و مواضيع حساسة و دقيقة ربما يتحاشى الكثير خوض غمارها , و أتقدم بالشكر و الامتنان لمن تقبلوا و دافعوا عن رأيي و ما ذهبت إليه في توضيح بعض الأمور التي حدثت و تحدث في العراق منذ مجيء الاحتلال البغيض و حتى زوال كافة أسبابه و تبعاته بإذن الله من أرض و مياه و سماء العراق , كما أود أيضاً أن أتقدم لكافة الأخوة الذين أبدوا امتعاضهم و اتهاماتهم لي بالتطرف و الوهابية و غيرها من مَن تم نشر آرائهم أو ما لم يتم نشرها… بالشكر , و أرجوا من الله أن يهديهم و يصلح بالهم و يقيهم شر الحقد الأعمى و سوء الظن , و لا بد لي أن أذكرهم : بقول الحبيب المصطفى ( ص ) (  إيَّاكُمْ و الظنَّ فإنَ الظنًّ أكْذَبُ الحَّدِيثِ ) , و قال ( ص ) , وَلا تحَسَّسُوا وَلا تجَسَّسُوا وَلا تناجَشُوا وَلا تحَاسَدُوا وَلا تباغَّضُوا وَلا تدَابَرُوا وَكُونُّوا عِبَادَ اللهِ إِخْوانّا ) .

أغلب الظن عند بعض الأخوة و للأسف المغفلين منهم يعتقدون بأن بعض المسلمين يكنون العداء و الكراهية لآل بين النبي و هذا خطأ و تجني كبير سنحاسب عليه يوم القيامة , فأرجوا أن نكون على بينة من أمرنا و أن نطمئن تمام الاطمئنان , وليس من باب الفرضية أو الجدلية أو التنظير , بل يجب أن نعي حقيقة دامغة لا لبس و لا نقاش فيها بعد الاتكال على الله و تصديقاً لسنة نبيه المصطفى والإقتداء بسيرته و بسيرة آله و صحبه أجمعين … بأنه لا يوجد مسلم على وجه الكرة الأرضية يشهد الشهادتين بصدق و حق و إيمان مطلق يكن العداء لهم أو يسبهم أو يستهدف من يحبهم و يقتدي بأثرهم الطيب و سيرتهم العطرة , و كذلك لا يوجد مؤمن يؤمن بالله و اليوم الآخر حتى من غير المسلمين , يكن العداء و الكراهية و الحقد المزعوم لآل بيت النبي الأطهار ,  إقتداءً بقول الرسول محمد ( ص ) و هو يخاطب رجل من رجال الإسلام الأوائل ألا و هو الإمام علي ( ع ) و كرم الله و جهه .. و يقول له بالحرف الواحد …( يا علي ما بغضكَ إلا كافر أو أبنُ زنا ) , و بالتأكيد هذا الوصف الدقيق ينطبق على كل من يبغض أو يكره أو يسب ذرية و آل بيت النبي ( ص )  و علي و الحسن و الحسين و العباس عليهم السلام  أجمعين  .

و من هنا أجزم و أتحمل مسؤولية هذا الجزم أمام الله غداً و أمام جميع خلقه .. بأن من غرر و لا زال  يغرر الأبرياء و الناس البسطاء , ويشحذ لهم سكين الطافية كي يذبح المسلمين بعضهم بعض , أنهم أعداء الله و أعداء آل البيت ع و أعداء الإنسانية , وهم أيضاً من يقف وراء تثقيف بعض أبناء المذهب من قليلي الوعي و الإدراك  ليلعنوا و يسبوا أصحاب الرسول و زوجاته الطاهرات اللواتي أختارهن الله له  كنبي معصوم من الخطأ و من جميع الشبهات , و كأمهات للمؤمنين و المؤمنات , و أن من يتعمد على إثارة الحقد و نشر الطائفية و الفُرقة بين المسلمين ينطبق عليه قول الرسول ص عندما خاطب أمير المؤمنين علي ع , و أيضاً ينطبق على الذي يلهيهم بعادات و طقوس لم نقرأها في قرآن أو جاءت على لسان نبي من أنبياء الله الـ 124 ألف ؟ خاصةً كالتي تمارس في العراق على وجه الخصوص و بعض الدول الفقيرة و المتخلفة , و التي بات بسببها أو تحت يافطتها تُرتكب المجازر بحق الأبرياء , و بما لا يقبل اللبس أيضاً  ينطبق قوله ص على كل من خان أرضه و عرضه و باع وطنه و تجسس و ساعد و تعاون مع المحتل الغاشم الكافر …,  فمهما كانت صفة الحاكم أو ولي الأمر الذي كان يحكم العراق , لا يحق لكائن من كان  أن يستعين بالكافر و الظالم و أبناء الزنا ,  و لنا في الخلاف الذي حصل بين الإمام علي ع و معاوية خير دليل عندما أراد الروم أن يعينوا أحد الطرفين على الآخر ؟؟؟ فرفض الطرفان قبول هذه الخدمة الخبيثة , التي للأسف قبل بها المرجع الديني علي السستاني و حلفائه و أتباعه و أخذ المال منهم مقابل ذلك كي يعيثوا بالعراق خراباً و دماراً و فساداً , الرسول الأكرم (ص) خاطب شخص كشخصية الإمام علي و وصف من يبغضه أما كافر أو أبن زنا , فما بالنا بمن يخون الدين و العقيدة و الوطن و الأمة بأكملها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

لقد و عدت الأخوة القراء في نهاية المقالة السابقة بأني سأتناول موضوع تجديد شباك ضريح الإمام أبا الفضل العباس ع الذي سيكلف أكثر من 10 مليار دينار !؟, و قد ترددت كثيراً على أن أخوض في هذا الموضوع من عدمه لحساسيته…؟ كي لا أتهم بالتحريض أو بالوهابية و غيرها من التهم الجاهزة التي تلصق بأي عراقي يدافع عن المظلومين و المحرومين و اليتامى و الثكالى و الأرامل و يحذر من نهب المال العام , و لأننا نعيش في زمن أغبر داعر عاهر أصبحت التهم الجاهزة تطال أي عراقي يقترب من سماسرة المحتلين و أبوقهم و المدافعين عن مصالحهم و ليس عن مصالح أبناء هذا البلد , أو يستنكر هذه الممارسات , مهما كان دينه و مذهبه أو قوميته أو إنسانيته , و أنا أعلم علم اليقين بأني سأكون من بين هؤلاء عاجلاً أم آجلاً , لكن كما ذكرت سابقاً لا ضير و لا خوف سنقول كلمة الحق مهما كلف الأمر حتى لو كلفتنا حياتنا , فنحن لسنا أفضل ممن يستشهدون في العراق منذ بداية نكبة الاحتلال و حتى الآن , و سنستمر في هذا النهج إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا , نعمة التواصل عبر الأثير التي سخرها لنا الخالق سبحانه ( وما كنا لها مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون ) , يجب أن نستثمرها بشكل حضاري و أخلاقي راقيين و نشجع و نشد على أيادي أصحاب هذه المواقع الوطنية الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل إيصال الحقيقة للناس و خاصة الذي تمت مصادرة آرائهم و حرياتهم و ذهبت عقولهم بالاتجاه الآخر , و سنسأل غداً جميعاً عندما نقف بين يدي الخالق على هذا السكوت و عن عدم قول كلمة الحق و عدم مقارعة الظلم و الظلمة و المُستبدين , لذا نناشد كل الشرفاء و خاصة أصحاب الفكر و القلم و شيوخ العشائر و علماء الدين بأن لا يقفوا موقف المتفرج و العراق و العراقيين ينحرون من الوريد إلى الوريد على يد عصابة إجرامية قل لها مثيل في تاريخ العراق و العالم , الشلة التي لم تكتفي بالسلب و النهب بل راحت تعبث بأرواح العراقيين على أساس طائفي قذر من أجل البقاء أطول فترة في المناصب و جني أكبر المكاسب و جمع الأموال الحرام المشبعة بدماء الأطفال و النساء و الشيوخ , فأين مخافة الخالق سبحانه من أداء الأمانة .. حين يقول جل في علاه ( لهدم الكعبة أهون على الله من إراقة دم إنسان بريء ) , لم يذكر سبحانه مذهب أو ديانة هذا الإنسان فقط لأنه مخلوق خلقه الله سبحانه و كرمه على جميع المخلوقات.

أما موضوع بناء الشباك الآنف الذكر الذي كلف أو سيكلف 10 مليار دينار : نقول لهؤلاء الذين يتصورون واهمين بأنهم ببناء هذه المراقد و تزينها بالذهب و الفضة و المرمر و بذخ مليارات الدنانير و الدولارات عليها من الأموال التي يجمعونها من الحفاة و الجياع سيقربهم إلى الله زلفا , و سيشفع لهم غداً آل بيت النبي الأبرار يوم القيامة لأنهم أقاموا على قبورهم الشريفة هذه المباني المزركشة بأشكال و أنواع الحلي ؟ في حين يتضور أبنائهم و أحفادهم و أتباعهم جوعاً و عطشاً و يسكنون في الكهوف و المغارات و وسط المقابر و في أبنية و أقبية لا تصلح حتى للحيوانات , نقول لهم أنتم أما واهمون أو كافرون متعمدون ؟, ألم يقل الخالق سبحانه و تعالى في الحديث القدسي … ( لوضع لقمة في جوف جائع أفضل عند الله من بناء ألف مسجد ) , أسئلكم بالله كم مليون جائع و فقير في العراق تحديداً يوجد الآن من الذين دفعتهم الفاقة و العوز بيع أطفالهم ؟, و كذلك في باقي الدول العربية و الإسلامية في آسيا و أفريقياً !!!؟ , فهل يعقل بأن تجديد الشباك و ليس بناء القبر الشريف أو توسيع الحرم أو القبة  كما جاء على لسان أحمد الصافي إمام و خطيب كربلاء الذي لا يتجرأ أن ينتقد الحكومة أو يدعوا الناس إلى العصيان المدني من أجل استرجاع حقوقهم المسلوبة , لكنه بكل فخر و سعادة و سذاجة  يقول لقد كلف ترميم الشباك … لوحده و تجديده حوالي أكثر من عشرة مليار دينار أي ما يقارب الثمانية مليون دولار ؟ تكفي لبناء على أقل تقدير بناء 800 بيت متواضع بكلفة 10000 ألف دولار للعوائل الفقيرة و المتعففة التي لا مأوى لها في أغنى بلد من بلدان العالم  , و يدعي أيضاً بأن هذه الأموال جاءت من النذور و ليس من ميزانية الـ 120 مليار دولار لسنة 2012 , و هي عبارة عن مصوغات ذهبية و فضية تقدر بـ 200 كيلو من الذهب عيار 22 و أكثر من 3000 آلاف كيلو فضة عيار 99 أي ثلاثة طن من الفضة .

إذن سؤال يطرح نفسه و من أفواههم نُدينهم أين ذهبت هذه الأموال خلال العقود و القرون الغابرة ؟ و لماذا لم نسمع في يوم من الأيام بأن هذه الأموال سُخرت لبناء مستشفى واحد أو مدرسة واحدة أو تم بناء بيوت للفقراء و اليتامى  أو تم تخصيص رواتب منها للطبقات المسحوقة أو تم تعبيد طريق واحد أو بناء جسر ؟, أين ذهبت و تذهب هذه الأموال التي في خلال فترة وجيزة تم جمع هذا المبلغ الخرافي من نفس هذه الطبقة الفقيرة و المستضعفة ؟ ما هذا الطيش و ما هذا النفاق و الدجل الذي يمارس على أهلنا و أبناء شعبنا باسم المذهب و باسم آل البيت , ألا يكفي هؤلاء الدجالين جمع الواردات الشهرية من جميع المراقد المنتشرة في طول العراق و عرضه و التي تقدر بخمسين مليار دولار سنوياً كي يقوموا بترميم و تجديد هذه البنوك الريعية و الاستثمارية التي شيدوها على رفات أطهر و أشرف بني البشر , ألا وهم أحفاد الرسول(  ص ) ,ألم يستحوا و يتواروا خجلاً من امتهان كرامة الناس و إفقارهم بهذه الطريقة , فبدل أن يقوموا بتوزيع هذه الأموال عليهم راحوا يطلقوا الحملات و الدعايات للتبرع من أجل تجديد هذا الضريح أو بناء هذا القبر أو ذاك بما فيهم القبور الحديثة كقبر … محمد باقر الحكيم و أخيه عبد العزيز , الذي تم تشيده على أرض شاسعة تكفي لبناء عشرات الآلاف من الشقق السكنية , و بناء هندسي خرافي رفيع و على مساحة شاسعة فاقت حتى مساحة و بناء مرقد الإمام علي نفسه الذي يبعد عنه بضع مئات من الأمتار ؟, و كما يحصل من تشيد و عمران على قبور و مساجد أخرى و كأن العراق تم احتلاله و إرجاعه إلى القرون الوسطى من أجل أن يشهد أعظم عملية بناء و عمران  فقط للموتى ؟ أما الأحياء  من  أصحاب الدخل المحدود أو من ليس لهم دخل أصلاً من أبناء جياع هذا المذهب و هم بالملايين فليذهبوا إلى الجحيم و ليسكنوا المقابر و الصرايف و بيوت الصفيح , والغريب العجيب و اللغز المحير أغلب أبناء هذه الطبقة المسحوقة يسكنون أو يفترشون الأرض و يلتحفون السماء على مرمى حجر من هذه المراقد و بيوت و شوارع المراجع الأربعة و خطبائهم و ممثليهم من أمثال مناف الناجي و من لف لفه ؟؟؟؟؟!!!!! أخزاهم الله جميعاً .

المثير للجدل و الدجل في نفس الوقت و من المفارقات الغريبة العجيبة أيضاً : جميع الخطباء و الرواديد و الروزخونية لم يتقربوا في خطبهم و فتاويهم البائسة من مواضيع تتعلق بحالة الفقر و التقشف و الزهد التي كان يتصفون و يتحلون بها آل بيت النبي الأطهار و آل علي من ذرية سيدة نساء العالمين سيدتنا فاطمة الزهراء ( ع ) بما فيهم هذا المنافق الذي يدعي بأنه خادم الزهراء أبو تفلة و جكليه أحمد المهاجر , نراهم أبداً  لا يتطرقون أو يذكرون مناقب و مآثر آل البيت الذين عاشوا طيلة حياتهم فقراء و ماتوا فقراء و لم يتركوا وراءهم ثروة أو مال أو أراضي أو عقارات أو حسابات داخلية أو خارجية ؟, و لم يكنزوا الذهب و الفضة أبداً , و لم يبقوا في بيوتهم ديناراً واحد يبيت ليلة واحدة إلا و أنفقوه على فقير أو عابر سبيل , و كانوا يتصدقون بكل ما يحصلون عليه من رزق للفقراء و اليتامى و الأرامل , ألم يكن علي أبن الحسين السجاد ع يقوم الليل عبادةً و تقرباً لله , و يحمل المعونات و المساعدات الإنسانية و صدقات السر و يضعها على أبواب بيوت المعوزين و الفقراء بدون أن يعلموا من أين تأتيهم هذه المعونات إلى أن مات ع , وعندما غسلوه عليه السلام كانت آثر حمل الأثقال قد تركت آثارها على ظهره الطاهر , فتفاجئوا بأنهم لم يعهدوه أن عمل أو أشتغل حمالاً ؟, و غيرها و غيرها من المناقب التي لا حصر لها من تأريخهم الحافل بالرحمة و الشفقة و المودة و صلة الرحم , ألم يكن معلم البشرية و خاتم النبيين النبي محمد ( ص )  و آل بيته ع ….كانوا جميعاً يأكلون من كد أيمانهم و من عرق جبينهم , ألم يجلب بطل الإسلام علي ( ع ) بضع تمرات للرسول … وعندما سأله الرسول مُستغرباً من أين لك هذا يا علي ؟؟ تصورا ثمرات معدودة من أين لك هذا ؟ و ليس من أين لك هذا 10 مليار دولار أو هذا العقار أو هذا الفندق  أو هذا المصنع ؟ فتبسم ع و قال من أمرأة يهودية غرفت لها الماء من البئر… فأعطتني مقابل كل دلو تمرة واحدة … الله أكبر .. أين أنتم من هؤلاء الذين نهبتم البلاد و أفقرتم العباد باسمهم و تحت ذريعة إحياء مراسيم وفاتهم أو استشهادهم دفاعاً عن الحق , والثورة على الجلادين و الطغاة , أين أنت منهم … يا صافي و يا سستاني و يا فياض و يا حكيم و يا صدر و قبنجي و مالكي من هؤلاء العظماء , و ماذا تقولون غداً للخالق و لآل بيت النبي الأبرار الذين تنهبون و تقتلون و تتهمون  باسمهم  كل من يحذركم و يذكر مفاسدكم بأنه وهابي و ناصبي  , و تستغلون و تستثمرون مصيبتهم و فاجعتهم أبشع استغلال , قبحكم الله و أرانا بكم يوماً كيوم عادِ و ثمود . و الله  أنتم النواصب الذين ناصبتم هذا الشعب المسكين المُغفل البائس الفقير و أغرقتم البلاد و العباد في بحور من الدماء و الحقد و الكراهية و الفقر و الجوع و الحرمان و التخلف , تحاربون العلم و التطور و تقتلون العلماء و تُحرفون المناهج الدراسية و العلمية  من أجل أن يبقى الشعب العراقي لأجيال قادمة مُكبل مشلول العقل و الإرادة كي لا ينتفض  ليقتص منكم و ينقلب عليكم في يوم ما .

أخيراً إذا كانت هذه الممارسات التي يمارسها البسطاء من أبنائنا و أهلنا في عموم العراق سُنة من سنن الله و رسوله و واجب تطبيقها و إحيائها بهذا الشكل الذي نراه … لماذا لم نرى أحد من هؤلاء الذين يشحذون همم الناس و يحمون مسيراتهم المليونية زوراً و بهتاناً , لأننا شاهدنا المجازر التي ارتكبت بحقهم في البطحاء و في البصرة و بابل و الموصل  التي راح ضحيتها المئات و الآلاف بين ذبيح و جريح بدون أي رحمة أو أي وازع ديني أو أخلاقي فقط ليكونوا قرابين لكم و لنزواتكم الشيطانية التي تريدون من خلالها إيصال رسائلكم الطائفية المكتوبة و المضرجة بدماء الأبرياء بأن أعداء الحسين هم من يقتلونكم و يستبيحون دمائكم و أعراضكم ؟؟؟, كي يستمر مسلسل الحقد و الأخذ بالثأر لآلاف السنين بين المسلمين , لماذا لا نرى دعاة و مشجعي طقوس اللطم و القامة و الزنجيل  يتقدمون أو يقودون المسيرات المليونية ؟؟؟ , من منا رأى السستاني أو الفياض أو عمار أو مقتدى و المالكي و المله خضير و صولاغ و الشهرستاني و علي زندي و جلال زغير و همام حمودي أو خالد العطية وغيرهم …وهم يضربون الصدور و يجلدون الظهور بالزناجيل و يشجون رؤوسهم  بالقامات و السيوف و يمشون سيراً على الأقدام من النجف أو من بغداد باتجاه كربلاء ؟؟؟ , من منكم رآهم في يوم من الأيام يأمون أو يصلون بالناس في مسجد أو روضة من رياض جمع المليارات ؟. و من منا شاهد أحداً منهم يمشي في السوق لوحده أو مع عائلته بدون خدم و حشم و حماية ؟, نتحداهم أن يستطيع أي منهم أن يخرج من دون حمايات و حراسات أمنية مشددة و مرتزقة مدججين بأحدث أنواع الأسلحة , أو لا يستقلون العربات و السيارات المصفحة التي يساوي ثمن الواحدة منها  مئات الآلاف من الدولارات , أين هم من النبي و آله الأطهار الذين كانوا يمشون بين الناس في الأسواق و الطرقات و يصلون بهم في المساجد و يخطبون بهم الخطب التي تجمع و لا تفرق , و تبني و لا تهدم , و يجمعون التبرعات من أجل إعانة الفقراء و المساكين و أبناء السبيل ,و يحترمون الكبير و يعطفون على الصغير و المستضعف و اليتيم .

كفانا ذل … كفانا هوان , و كفانا تخلف و حرمان من أموالنا التي منَ بها الله على هذا البلد و على أبناء شعبه و رزقهم من الخيرات و الثمرات و الطيبات , و كفاكم أيها الدجالون المنافقون ضحكً على عقول الناس و استغفالهم  و سلب أموالهم و حقوقهم , فلقد  جعلتم من أغنى و أعرق شعب أفقر و أغبى شعب على وجه الكرة الأرضية و أن كل ما تقومون به من بذخ أموال و ذهب و فضة و عاج و بناء أضرحة محاطة بأسوار من الذهب ليس له علاقة بمذهب آل البيت عليهم السلام و هم الآن في جنات النعيم , ليسوا بحاجة لكل هذه الزركشة و البهرجة و لم يأمروكم بهدر أموال و طاقات بني البشر , و أن غداً لناظره قريب و حتماً ستحاسبون غداً على سكوتكم و على مداهنتكم للحكام الفجرة و على تبذير هذه الأموال الطائلة , ففي الوقت الذي تبحثون فيه عن معدةِ و كروش أكبر لطعامكم , فهنالك الملايين من العراقيين الذين يبحثون عن طعامٍ لمعدتهم الخاوية وسط المزابل و النفايات , و في الوقت أو في هذه الغفلة من هذا الزمن التعيس الذي جعلكم تسكنون القصور و الفلل الفارهة و تستقلون السيارات الحديثة….فهنالك من لا مسكن و لا بيت لديهم , و لا رعاية اجتماعية أو صحية أو تعليمية أو راتب متواضع يصرف لهم من بيت مال المسلمين , لذا لا يسعنا إلا أن نقول بدون أي تردد و بدون أي خوف منكم و من خبثكم و كواتمكم و مرتزقتكم إلا أن قبحكم الله و أخزاكم جميعاً على هذه الفعلة الشنيعة و هذه الجريمة البشعة بحق الأبرياء العراقيين . 
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات