22 ديسمبر، 2024 11:19 م

“شيِّم العُربي وخذ عَباته”!!

“شيِّم العُربي وخذ عَباته”!!

شيّم: من الشيمة , خلق , طبيعة , سجية , خصال , وتعني في العامية ان تمدح وتعلي من الشأن والقدرة

عباته: عباءته , المقصود في المقال بالعباءة الوطن أو البلاد والعباد

العُربي: المقصود به الشخص الأول في الدولة

العبارة التي تختصر ما أصاب العرب منذ تأسيس دولهم وحتى اليوم هي ” العرب مَضحكة”!!

المَضحكة: مَن يجعل الآخرين يضحكون منه بما يقوم به من أفعال أو يطلقه من أقوال

وقد أثبت العرب على مدى القرن العشرين ولا يزالون بأنهم “مَضحكة” , فلا يقرون بمصالحهم ويسعون إليها بإخلاص , ويميلون للتبعية المطلقة العمياء , ويتغافلون بأن الأجنبي تعنيه مصالحه وحسب , ويستخدمهم لذلك الغرض لا غير.

المقصود بالعرب “أنظمة حكمهم” فمصالحها أن تبقى بالسلطة , ولا يعنيها الوطن والمواطنين , وتجد القوى الطامعة بالبلاد والعباد فرصتها لإفتراس بلدانهم.

وما من خطوة إعتمدت فيها الأنظمة على الأجنبي وربحت , بل تحولت إلى ضحية أو قربان لغايات ومآرب خفية , تظهر للعيان بعد أن يتحولوا فيها إلى ركام.

فالحروب بأسلحة أجنبية مستوردة , مما يعني أن الذين يبيعون السلاح يقررون مسيرة الحرب ونتائجها , ويؤكدون بأن سيادة الدول المستورِدة لها منقوصة أو لا وجود لها.

فالذي لا يصنع سلاحه ولا يطعم نفسه لا يجوز له الكلام عن السيادة.

والمشكلة في عدم مغادرة الأفكار الغابرة التي تتوهم البطولة بالعضلات , وتتناسى القدرات التكنولوجية الفائقة التأثير والتي تقرر الهيمنة والمصير , فتتدثر بجلابيب العصور البائدات وتقفز إلى ميادين العصر المدجج بمبتكرات العقول الفتاكة.

عقول تحرك العربات وتديرها من الأرض وهي فوق المريخ , ولا زلنا نطارد خيوط دخان.

وفي كل ما يقومون به يؤكدون بأنهم مَضحكة , وألعوبة عند الآخرين الذين يستعبدونهم ويصادرون حقوقهم , ويستلطفون كل هوان ومذلة , ما دامت الكراسي آمنة , والقدرة على قهر المواطنين فاعلة.

خذ أي حدث أو موقف , فستجده مولود من رحم المضحكة , فمهما قدمت من بطولات وتضحيات , وفعلت ما فعلت , فالنصر للتكنولوجيا , التي لا تعرف قيما ولا أخلاقا إنسانية , إنها ألعاب على شبكات الإنترنيت والتواصل الإجتماعي , تفرّغ البشر من أي إحساس.

فالذين يتحدثون بلغة العواطف المشاعر والحس الإنساني , ما عادوا من أبناء العصر المادي المنزوع القلب والروح , فما عاد قتل البشر يعني شيئا عند قادة الفناء التكنولوجي.

وهكذا يا كراسي إن النصر للتكنولوجيا وليس للعضلات والبطولات الإستعراضية الواهية , والقوة لا تتكلم بلسانها بل بفعلها!!

فهل نحن أقوياء؟!!