الموضوع :
بالرغم من ” الكم الهائل من الكتب والبحوث والمقالات المنشورة والمطبوعة ، يضاف الى هذا عدد كبير من البرامج والمناظرات والمقابلات والندوات والمحاضرات ” ، التي تنصب كلها في نقد الموروث الأسلامي ، من قبل كتاب غير مسلمين وعلمانيين وعقلانيين وملحدين ، وأيضا من قبل عدد أخر لا يستهان به من المفكرين المسلمين المتنورين والمجددين .. ولكني لا زلت أرى أن مضمون هذا النقد لم يلمس شغاف عقلية وفكرعموم المسلمين ! ، وحتى نكون أكثر موضوعية يمكن أن نقسم / نصنف ، المتلقين لهذه الموضوعات من المسلمين الى ما يلي : ( فئة أقتنعوا بهذا النقد علانية وأوضحوا رفضهم لهذا المعتقد ، وفئة قبلت هذا النقد بصراحة رافقها نوع من التحسب والتوجس ! ، وفئة أقتنعت باطنيا وأخفت رفضها للموروث لأعتبارات أجتماعية أو قبلية أو سياسية أو لهواجس التهديد .. ، فئة أخرى بقت مترددة بين اليقين والشك من مضمونه ، أما السواد الأعظم فبقت على أعتقادها أما جهلا بالبحث والتقصي ، أو لأنها ضمن الطبقات التي لا تقرأ ، والتي أتبعت ما كان عليه أبائهم وأجداده ، ويمكن أن يطبق على الفئة الأخيرة / مع مراعات و أختلاف سبب النزول ، الأية 104 من سورة المائدة ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) ، أي حالهم كحال عرب الجاهلية الذين رفضوا هذا المعتقد الجديد في حقبة الدعوة المحمدية ! ، وبقوا على دين أبائهم وأجدادهم .
القراءة :
أولا – شخصيا أن أدعوا الى تحلي رجال وشيوخ الأسلام خاصة الأكاديميين منهم بالعلمية والشفافية ، وذلك بكشف المستور وفضح الزوايا والعوالم المظلمة في هذا الموروث الذي بات مسكوت عنه من أجل التنفع والأتجار به ! ، وذلك لأن شيوخ الاسلام هم المستفيدين الوحيدين من هذا التيه المعلوماتي والأسطرة والبنيان النصي الحكواتي والسرد الخرافي للوقائع والحوادث .
ثانيا – أن التستر على العوالم المظلمة للموروث الأسلامي ، هو عملية حجب تسليط نور الحقيقة على هذه العوالم الخفية ! ، وهذا الأمر يزيد من عملية تجهيل وتسطيح لعقلية عموم المسلمين ، وذلك من أجل أبقائهم تحت سيطرة المؤسسة الدينية المتسلطة بشتى تسمياتها و جعلها تأتمر وفق توجيهات المرجعيات المذهبية المتعددة .
ثالثا – ليس من المنطق من أن شيوخ الأسلام خاصة المؤهلين منهم علميا ! ، لا يعرفون أن ” شرب بول البعير و أرضاع الكبير والمتعة وقطع يد السارق والجلد والسبي وملكات اليمين وحور العين .. ” وغيرها الكثير من النصوص ، هي مفردات لموضوعات مستقات من مستنقع جاهلي لعقلية بدوية مضى عليها أكثر من 14 قرنا ! .
رابعا – أن قول الحق في حقيقة الموروث الأسلامي هي ” فضيلة ” ، وقول الحق تجعلك محترما ، أما السكوت عنه فتجعلك كالنعامة التي تغرز رأسها بالتراب وجسمها ظاهرا .. وأظن أن الشيوخ يعرفون الحديث التالي لجمهرة العلماء ، والذي يمثل الساكت عن قول الحق ب ” شيطان أخرس ” ( الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل شيطان ناطق ، فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل ؛ هذا من الشياطين الناطقين .. / نقل من موقع أبن باز ) . فأما أن تبقوا أيها الشيوخ شياطين !! ، أو أن تخرجوا من شرنقة الشيطنة والدجل الى أرض الواقع المتمدن المتحضر للقرن الواحد والعشرين وأن تنيروا عقلية جموع المسلمين بحقيقة الموروث الأسلامي ! .