23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

شيعة العراق ومتطلبات المرحلة القادمة – 2

شيعة العراق ومتطلبات المرحلة القادمة – 2

إنَّ ألحقيقة ألّتي لالبسَ فيها إنَّ ألدولة ألعراقية و منذ إكتشاف ألنفط  تعيش من خيرات ألجنوب ألنفطية وألحقيقة ألأخرى إنَّ أهل ألجنوب مع كل ألخيرات ألتي تأتي من أراضيهم كانوا ولايزالون أكثر ألمُهمَشين وألمحرومين في ألعراق. حينما حكم ألبعث  تحول ألعراق ألى ساحة حرب و إنَّ ألحروب ألعبثية لصدّام دفع ثمنها أهل ألوسط والجنوب من خيرات ارضهم وخيرة ابنائهم اكثر من أي طرف اخر في العراق. ويوم سقط نظام الاستبداد البعثي استبشر شيعة العراق من ان فجر جديد ينتظرهم وتطلعوا الى مستقبل افضل يجمعهم مع باقي مكونات الدولة العراقية. ولكن هذا الحلم لم يلبث طويلاً اذ انَ يد الارهاب اعلنت الحرب عليهم وراحت تحصد منهم المئات في كل يوم من غير جرم او جريرة سوى انهم شيعة ويتبعون مدرسة أهل ألبيت (ع).
إنَّ ألحرب التي اعلنها ألأرهاب السّني على شيعة العراق مستمرة وسوف تستمر وبوتيرة أعلى لاسيما ان دول الطوق السني بقيادة تركيا الصهيونية وبتمويل قطر وفتاوى ال سعود المدعومة بجيش الارهاب التكفيري الذي تدرب على يد الماسونية لاتُريد للشيعة ان يكون لهم شئن في هذه المنطقة او ان يعيشوا في امن واستقرار. إنَّ تركيا بالامس استقبلت الارهابي طارق الهاشمي واليوم تُقيم مُعسكرات لتدريب الأرهابيين لأعدادهم لدخول العراق مثل ما تفعل في سوريا ونحن نقف مكتوفي الأيدي. هي تخطط لخرابنا ونحن لم نستطع حتى ان نطرد السفير التركي. هي في العلن تَصَفنا بالطائفيين ونحن نُدخل شركاتها لتعمل في ارضنا ومدخولها من التجارة مع العراق يقدر بعشرات المليارات من الدولارات. وهنا نسأل أنفسنا وقياداتنا الفاشلة، الى متى نبقى نتلقى الصفعة تلو الأخرى ونحن ساكتون؟  ألى متى نبقى نعيش في هذه الحالة من الذل والهوان؟ أننا ندعوا شيعة العراق الى أن يُبعدوا عن أنفسهم كوارث التعايش مع هذه النفسيات المريضة. أننا ندعوا لأن نبدء بفك الارتباط مع أناس لاتؤمن بمبدء التعايش السلمي. اننا ندعو الى أغلاق محافظات الوسط والجنوب كما يفعل الاكراد في المحافظات الشمالية وان نهيئ انفسنا لأن نقيم كيان يحترم خصوصيتنا. لنُتّهم باننا انفصاليون فنحن نُفضّل ان نكون انفصاليين احياء واحرار على ان نكون وحدويون عبيد واموات.
بعد سقوط الدكتاتورية في العراق اتضّحت الهوية الحقيقية للأمة العراقية. قد يتنكر البعض لهاذا النوع من الطرح ولكن الحقيقة الماثلة امامنا هو ان الشيعي يفكر كشيعي  و السني يفكر كسني وكذلك الكردي والعملية السياسية في العراق اكبر شاهد على هذه التكتلات.  منذ سقوط النظام البعثي ولقلة الثقة ببعضنا البعض شكلنا حكومات ضعيفة لم تقدم للمواطن شيئ سوى المشاكل وبالأخص الشيعة. منذ سقوط النظام البعثي والى يومنا هذا ونحن لانستطيع ان نتفق على شي و في خضم كل هاذا التلاطم السياسي والشيعة يُقدمون التنازلات الواحدة تلو الاخرى ويد الأرهاب تحصد من ارواحهم في كل يوم ماتشاء و بدم بارد. لقد صرفت الحكومة العراقية منذ عام 2003 مئات المليارات من الدولارات لأصلاح و تسيير امور هذه العملية الفاشلة واغلب هذه الأموال هي من انتاج حقول الجنوب. وهنا نسأل، ما الذي ربحناه من كل هذهِ المعمعة؟
ألاخوة الكرد ومنذ سقوط ألنظام ألبعثي وهم يعيشون في حالة استقلال عن باقي الدولة العراقية ويأخذون 17 بالمئة من ميزانيتها بالأضافة ألى مايهرب من النفط من الأقليم والذي يدر عليهم مبالغ طائلة. أهل الجنوب يدفعون الميزانية ألكردية من أموالهم ألمستخرجة من حقولهم والكُرد يعاملون غيرالكُرد على أنهم غُرباء ولذالك تجد أن ألمواطن غير الكُردي أذا أراد أن يزور مُدن الأقليم عليه ان يأتي بمن يُزكيه لكي يدخل ألى مناطق تعيش من خيرات أرض ألجنوب. أنهم يبنون مدنهم والأستقرار يعم مناطقهم ونحن نعيش في وسط عاصفة هم أحد أسبابها. ألكردي يصول ويجول في المحافظات ألعراقية متى يشاء وكيف يشاء والأخرون محظور عليهم أن يدخولوا أراضيهم إلاّ بعد اجراءات تشبه اجراءات الفيزا. هم يبعثون ممثليهم ألى البرلمان ليضعوا العصي في عجلة اي قرار لايخدم مصالحهم ويعطلون مصالح باقي الدولة ونحن نقدم ألتنازلات لكي نرضيهم ولا يحق لنا أن نعترض على تجاوزاتهم المستمرة على الدولة العراقية. قادتهم السياسين يتأمرون على العراق مع القاصي والداني و طرزانهم لايتوانى في فعل أيّ شيئ يُزيد من مُعانات العراقيين وهاهو اليوم يدعو شيخ الأرهاب ألسني القطري ألجنسية القرضاوي الذي حلل قتل الشيعة ليزور برزانستان متحدياً مشاعرنا وينَكى جراحنا ومع كل هذا عليّنا ان ندفع له عشرات المليارات من أموالنا لكي يعمر مدنهُ ومُدننا لا زالت مخربة. لقد قدمنا من التنازلات للكرد الى الحد الذي لم نعد نُميز معهُ هل كُردستان جزء من ألعراق ام ألعراق جزء من كُردستان، لماذا ؟ لماذا علي أن أدفع من نفط ألجنوب للمتأمرين علينا من أهل الشمال؟ نريد جواباً من قادتنا الفاشلين.
أما أهل ألمناطق ألغربية في العراق ومنذ سقوط صنمهم ألبعثي في 2003 لم نرى منهم أي بادرة خير أو دور ايجابي في استتباب واستقرار الدولة و السبب هو انهم لا يؤمنون بهذه الدولة ألا أذا كانت تحت سيطرتهم. حكموا ألعراق لعقود وخلفوا الدمار والويلات في مناطقنا ، سرقوا نفطنا و قتلوا ابنائنا في عهد نظامهم البعثي وبعد سقوطه بدأوا يُرسلون لنا المُفخخات والأرهابيين وخلفوا لنا جيش من الأرامل والأيتام والمعوقين. دخلوا العملية السياسية ليُخربوها من الداخل وتراهُم كلما فشلوا في الحصول على مايريدون داخل ألبرلمان يُرسلون لنا مُفخخاتهم كوسيلة ضغط. ألا يتفق معي القارئ الكريم انه كُلما فشل نواب ألسنة في البرلمان مُمثلين بالقائمة اللاعراقية بتمرير قرار معين نجدُ ان وتيرة المُفخخات ترتفع؟
هاهُم اليوم يقفون بكل صلافة على الطريق في الأنبار يرفعون صور الدكتاتور المقبور والصهيوني اردوغان وعلم البعث المشؤوم ويشتموننا ويطالبوننا ان نُطلق سراح الأرهابيين الذين قتلوا اهلنا وأن ندفع لهم تعويضات عن فترات سجنهم وان ندفع رواتب تقاعدية  للبعثيين و لضباط الامن والحرس الجمهوري السابقين صناع المقابر الجماعية و الذين روعوا وقتلوا أهل الوسط والجنوب. يتهموننا باننا تبعية أيرانية وأننا نوالي ايران وهم يرفعون صور اردوغان وعلم الجيش السوري “الهر”. هل يُعقل هذا الهُراء؟ ما وجه الفائدة من هكذا اخوة وشراكة عرجاء؟ لماذا علي أنا الشيعي “الشروكي” ان أبيع ثرواتي التي منحني أياها الله لكي أُعيش حفنة من القتلة والاراهبيين وقطاع الطرق؟
وهنا نسأل ماذا عن حق ضحايا الأرهاب السني؟ ماذا عن حق من قُتل أباه وتُرك يتيم بلا مُعين؟ ماذا عن التي ترمْلت وليس لها من يُعيلها ويُعيل أيتامها؟ ومرة اخرى نكرر تسألنا ماهي الفائدة التي جنيناها من التعايش مع هذه الشِرْذِمَة؟ ما الذي جنيناه من مشاركة هذه النفوس المريضة في خيراتنا؟ هل هي الجغرافية التي تعودنا ان نرى انفسنا جزء منها؟ لقد تعبنا من المؤمرات التي تحاك ضدنا و التوغل في النيل منا والجميع يعيش من خيرنا وأصبحنا كما يقول المثل العراقي   ” مثل السمك، ماكول مذموم”
أرى انه قد حان الوقت لكي ننهض بأنُفسنا ونقيم كياناً يحترم خصوصيتنا الدينية والمذهبية. ارى انه قد حان الوقت لكي نستمتع بخيراتنا التي أنعم الله بها علينا من دون ان نشارك بها أحد. علينا ان نرفع اصواتنا ليسمعنا القادة السياسين وغير السياسيين من الشيعة باننا لم نعد نحتمل العيش مع سياسة الابتزاز. لم نعد نحتمل ألتنازُلات والتي تعودوا ان يقدموها على حسابنا لكي يبقوا في مناصبهم. لدينا كل مقومات الدولة الناجحة وفرص نجاحنا أعلى من المؤكدة. لدينا النفط والمياه والمنفذ البحري. لدينا أرض وشعب وجيش يحمينا. لدينا كل ما يجعلنا نعيش حياة كريمة وهادئة. لنبني جدار يفصل بيننا وبين الذين اعتادوا على مص دماء شعبنا وقتلنا بدم بارد. ألم يطالب أهل الانبار وتكريت والموصل باقليم لهم؟ ليذهبوا وليتقاتلوا فيما بينهم او ليلتحقوا بالسلطان العثماني او علي أنفسِهم امير من الكافرين ليقودهم الى الجحيم. أن شيعة ألعراق ومنذ سقوط النظام ألصدّامي قدموا ألكثير من التنازُلات من أجل وحدة ألعراق ولكننا وبسبب انانية الأطراف الأخرى وصلنا الى أخر رمق من الصبر. أننا نعتقد جازمين أن انجع علاج لما نُعاني منه هو أن نبتر هذا العضو الفاسد. وان مايحفظ كرامتنا هو أن نُطلّق هذه الشِرْذِمَة القَذِرة ثلاث طلّقات لارجعة فيها. أن على من يعترض على اطروحاتنا للحل عليه ان يجيب على تسائلاتنا التي طرحناها خلال هذه السطور وان يقنعنا بجدوى بقائنا جزء من هذا الكيان المريض وان يعطينا حلول واقعية وسريعة لأننا لم نعد نحتمل حالة الهوان التي وصلنا أليها. ان الغيوم السوداء تَتَلبدُ في سمائنا ونحنُ لم نستعد لما سوف تُمطرهُ علينا من شرور.