19 ديسمبر، 2024 1:44 ص

شيعة السلطة … احذروا عودة البعث الصدّامي

شيعة السلطة … احذروا عودة البعث الصدّامي

في غمرة الحرب الدائرة رحاها الآن بين الجيش العراقي البطل وقوّات الحشد الشعبي المجاهدة , وبين البعث الصدّامي الذي تمّثله بقايا فلول النظام السابق من الحرس الجمهوري وأجهزة القمع والموت الفاشية , والتي أصبحت ما يعرف الآن بداعش , يتصاعد الصراع السياسي حول تشكيل ما يسّمى بالحرس الوطني , فبقايا البعث وفلوله التي اخترقت العملية السياسية من أوسع أبوابها , نخرتها من الداخل وقوّضت طموحات العراقيين في بناء نظامهم الديمقراطي وإزالة آثار الدمار التي خلّفها النظام الصدّامي المجرم , فها هي اليوم تخوض صراعا سياسيا مريرا من أجل تشكيل جيش السنّة , هذا الجيش الذي يراد له أن يكون أداة التوازن القادمة في بغداد العاصمة والتي يسيطر عليها الشيعة وإيران بحسب تصريحات السفير الأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري لمجلة فورين الأمريكية , فالتوازن في بغداد هو الهدف الأول لتشكيل هذا الجيش الذي يراد له أن يكون جيش الإقليم السنّي الذي تهيأ له الولايات المتحدّة الأمريكية وأسرائيل أن يكون قاعدتها العسكرية الأكبر في الشرق الأوسط والتي ستواجه بها نفوذ إيران في المنطقة .
فالولايات المتحدّة الأمريكية التي غادرت العراق عام 2011 من دون أن يكون لها أي تواجد مؤقت أو دائم , تريد العودة إليه بشكل دائم , وهذه الرغبة الأمريكية غير ممكنة التحقيق إلا من خلال ذريعة الحرب على داعش , فالولايات المتحدّة تشيع أنّ القضاء على داعش يحتاج إلى سنين طويلة وإلى تواجد عسكري أمريكي دائم في العراق , والمواجهة مع داعش بحاجة إلى تدريب وتسليح العشائر السنّية من أجل القضاء على خطرها , والمشكلة ليست فيما تقوله الولايات المتحدّة وتدّعيه , بل المشكلة تكمن في انطلاء هذا المخطط الصهيوني الأمريكي على شيعة سلطة العراق الذين جائت بهم الولايات المتحدّة بعد إطاحتها بنوري المالكي ليكونوا اداتها في تنفيذ هذه الرغبة , حتى أنّ اندفاع شيعة السلطة في تنفيذ الرغبة الأمريكية الصهيونية قد فاق توقعات الأمريكان أنفسهم .
إنّ مشروع الحرس الوطني بالصيغة المطروحة حاليا وبالتوقيت الحالي , لا يمكن اطلاقا الرهان عليه في القيام باي دور وطني يضمن وحدة واستقلال الوطن العراقي , ويقوم بمهمة التصدّي لعودة البعث الفاشي الذي اتخذّ من داعش غطاءا له , بل على العكس من ذلك إنّ هذا العنوان سيكون مضلّة شرعية لكل فلول النظام السابق من الحرس الجمهوري وفدائيي صدّام وأجهزة الموت الصدّامية , وسيكون أكبر جهاز للقتل والاغتيالات في العالم , وحينها لم يسلم من بطشه حتى الذين ساهموا في تشكيله , وإذا ما أراد سنّة العراق أن يتّصدّوا فعلا لداعش ويحرّروا مدنهم وقصباتهم ويتّخلّصوا من شرورهم وجرائمهم الوحشية , فما عليهم إلا أن يسحبوا أبنائهم الذين يشّكلون 90% من هيكل هذا التنظيم الإرهابي , وحينها ستنهار داعش وتنتهي وتكون أثر بعد عين , وحين يتمّ تطهير المدن العراقية منهم وعودة الأمن والاستقرار إلى مناطق االسنّة , فحين ذلك فقط يمكن التفكير بحرس وطني يأخذ على عاتقه مهمة حفظ الأمن والاستقرار إلى جانب قوات الأمن الداخلي وأجهزة الشرطة في كل محافظة , وبدون عودة الأمن والاستقرار والقضاء التام على فلول البعث وإنهاء أحلامه بالعودة للحكم , لا يمكن الرهان على أي حرس , سواء كان وطني أو قومي على غرار الحرس القومي المجرم .        

أحدث المقالات

أحدث المقالات