23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

شيسموه ودعوة التظاهر … عفطة عنز !!

شيسموه ودعوة التظاهر … عفطة عنز !!

عودنا إلي شيسموه على إصدار القرارات والتصريحات المضحكة, فقبل عدة أسابيع خرج ومن خلال مؤتمر صحفي أمام منزله والى جانبه رئيس الوزراء حيدر العبادي ويقول بهذا المؤتمر ( الأمور تسير نحو الأفضل وقد لمست إصلاحات جيدة والأمن مستقر والاقتصاد مستقر ) !!! وها هو اليوم يدعو إلى تظاهرة مليونية ضد كل فاسد وداعشي !!.

وما يضحك أكثر هو استخدامه مفردة ” إلهي ”  فهو أما يدعو النبوة من خلال استخدامه مفردة ” ندائي الإلهي” أو إنه يدعي انه المهدي المنتظر أو انه على أقل تقدير مرجع تقليد, فمن أين توصل إلى إن ندائه إلهي ؟! وهل هذا النداء الإلهي يشبه مشروع سحب الثقة عن حكومة المالكي قبل عامين والذي كان بمثابة ” المشروع الإلهي ” أيضا ومن ثم إنسحب منه وتراجع عن مشروعه الإلهي ؟!.

وهل بالفعل هذه الدعوة هي من أجل العراقيين أم هي وسيلة ضغط على العبادي من أجل عدم شمول الكتلة البرلمانية والوزارات التي تخص صاحب الدعوة ” شيسموه ” بالتغييرات الوزارية المرتقبة ؟ فإن كانت من أجل العراقيين … فأين كان كل تلك الفترة عن التظاهرات في عموم المدن العراقية التي طالبت بمحاسبة المفسدين بالمنطقة الغبراء ؟ هل الآن اكتشف أنه يوجد مفسدين وانه هناك أزمة مالية واقتصادية وأمنية  تهدد العراق وشعبه !!.

هل نسي إنه أول من وجه طعنة بحق المتظاهرين العراقيين عندما قال إن العراق بأفضل حال ولا توجد أزمة مالية ولا أمنية في مؤتمره مع العبادي ؟! ثم يدعو للتظاهر على من ؟ وضد من ؟ هل نسي كتلة ” العبيد ” التابعة له ؟ هل نسي عدد الوزارات التي تأتمر بأمره ؟ هل نسي عدد المناصب الإدارية العامة التي يديرها عبيده الآن ؟ هل يتظاهر على من يركبون ” الجكسارات ” ويطيرون بطيارات خاصة وحمايات وسيارات مدرعة وغلق شوارع ومناطق سكينة تزدح بالسكان؟!.

والأمر الأخر المضحك في بيان ” شيسموه ” هو استخدامه لمفردة ” بحبوحة ” وأضاف لها كلمة الفقر وهذا دليل على جهله باللغة العربية, فالبحبوحة لا تستخدم مع الفقر وإنما مع سعة العيش والنعم الوافرة ومن هنا انصحه بمراجعة قاموس اللغة العربية, فالفقر الذي يتحدث عنه هو وأتباعه وشركائه من أوجدوه في العراق وهم من جعلوا الشعب يعاني من ضنك العيش وكثرة الفقر والفقراء.

لكنه في بيانه ودعوته تلك يحاول إقناع نفسه و العالم بأن كل ما يحدث بالعراق هو ليس شريكا فيه كما يحاول أن يجعل لنفسه مظلومية كباقي العراقيين بدلا من الاعتراف و الإقرار بأنه كان ولا زال سبباً في إيجاد تلك المظلومية  التي يعاني منها العراقيون, فمن هنا يبدو صاحب البيان ” شيسموه ” و كأنه موجه بيانه لنفسه فقط أو لمن يشبهه في نمط التفكير و المواقف المماثلة, وهذا ما يجعل تلك الدعوة وهذا البيان و كأنه صيحة عابرة في واد أو عفطة عنز ضائعة في قفار و وهاد بعيدة ونائية, لأن الشعب العراقي أصبح واعياً ومدركا لحقيقة تلك الخطابات والدعوات الخاوية من أي محتوى وطني حقيقي وإنما هي صادرة ونابعة من أجل مصلحة فئوية وحزبية ضيقة .