23 ديسمبر، 2024 2:05 ص

شيسموه والتكنوضراط !!‎

شيسموه والتكنوضراط !!‎

أصبحت الدعوة لحكومة التكنوقراط هي الدعوة الغالبة على ألسنة الكتل والأحزاب والسياسيين, فكل منهم يدعو الى حكومة تكنوقراط وفق رؤيته الحزبية الفئوية الضيقة, فهذا يدعو لها بما يتناسب ومصلحة حزبه وكتلته, ذاك يدعو لها للهدف ذاته, لكن من بين تلك الأصوات النشاز هناك صوت كخوار العجل أونهيق الحمار يدعو لحكومة تكنوقراط وهو لا يعرف معنى تلك المفردة.

بين فترة وأخرى يهدد بالإنسحاب من ” السياسة جمعاء ” في حال إن لم تكن الحكومة التكنوقراط التي يسعى لتشكيلها العبادي وفق تحركاته الإصلاحية هي حكومة مهنية وليست سياسية !! علماً إن مفردة ” السياسة جمعاء ”  لم يتم ذكرها على أي سياسي تكنوقراط, بالإضافة إلى إن الشرط الذي اشترطته بعدم الانسحاب ” مهنية وليست سياسية ” يدل على أن صاحب الدعوى إنسان جاهل بمعنى التكنوقراط, لان هذا المصطلح له تعاريف عدة منها : أن يكون المتصدي سياسياً مهنياً وليس فقط شرط المهنية والأهم في الأمر أن يكون سياسياً مستقلاً مهنياً.

وبما إنه دعا لضرورة تطبيق مبدأ التكنوقراط وأساس دعوته منصب على كتلته أي إنه يريد أن تكون كتلته البرلمانية هي صاحبة التمثيل الأكبر في التشكيلة الحكومة الجديدة, وهذا يعني إنه وكتلته لم يعرفوا يوماً للمهنية طريقاً ولا حتى السياسة, ولأنه يعي جيداً أن كتلته التي لها تمثيل كبير في البرلمان العراقي بالإضافة التي تشغل مناصب وزارية عديدة مع منصب مدير عام فاق المائة في الوزارات لا يمتلكون أي مهنية وإن عملهم قائم على أساس سياسة الطائفة الحزبية, لذا نجده بين الفترة والأخرى يظهر بتهديد وإنسحاب وما إلى ذلك من “تكنوضراط ” لا يفقه منه شيئاً سوى إنه ” ضراط ” .

فما يدفعه لذلك هو الخوف على المليارات التي إكتنزها من خلال كتلته ووزراءه من الزوال أو إنقطاع مصدرها في حال تم تغيير الوزراء الذين يمثلون كتلته, فهل يقبل بأن يتم استبعاد كل وزراءه لأنهم ليسوا ” تكنوقراط ” ؟! أي إنهم سياسيون غير مهنيون وهذا ما أثبته الواقع, الأمر الآخر المثير للسخرية أنه يملك ربع البرلمان من حيث الاعضاء وربع الوزارات وينتقد العمل الحكومي ؟! فهل برلمانيوه ووزراء مهنيون وقدموا خدمة جيدة للشعب ؟ أم إنهم كباقي رفاقهم في الفساد الأمر الذي أوصل العراق لما هو عليه وكما يصفها صاحب دعوى التكنوضراط  ” عملية سياسية في حالة مزرية لا يمكننا الاستمرار بها على هذا المنوال ” !!.

هل أتباعه الجهلة – بحسب وصفه لهم أكثر من مرة – هم تكنوقراط بالفعل ؟ فهل يمكن لجاهل أن يكون مهني ؟! وهل من لم يثبت على موقف واحد منذ دخوله عالم السياسة يمكن أن نسميه تكنوقراط ؟ وتلك المواقف السابقة تشهد فمن مشروع سحب الثقة عن المالكي إلي كان مشروع الهي إلى مسيرات شكر وثناء لتلك الحكومة الفاسدة, وهل تهديده بإعتزال ” السياسة جمعاء ” كاعتزاله السياسة في عام 2014 التي لم تدم سوى أسبوع واحد ؟!.

المفترض من يدعو لحكومة تكنوقراط ويضع شروط لها عليه أن يكون سياسي مهني مستقل وذو عقلية وإدراك واسع لتكون بالفعل ” تكنوقراط ” وليس شخصية متخبطة صبيانية تعمل على المصلحة الحزبية والفئوية وبعيدة عن الاستقلالية والمهنية وحتى لا تمتلك صفة السياسي المحنك التي, فصاحب هذه الدعوة ستكون حكومته ” تكنوضراط “