23 ديسمبر، 2024 2:16 ص

شيخ الاسلام لايفرق بين رؤيا العين ورؤيا المنام

شيخ الاسلام لايفرق بين رؤيا العين ورؤيا المنام

يحاول أتباع ابن تيمية أن يثبتوا بأن شيخ إسلامهم لا يوافق أقوال الحنابلة وإمامهم أحمد بن حنبل في إثبات رؤيا العين في حديث الشاب الأمرد ، ولكن كل الأدلة والشواهد الدامغة تثبت أن ابن تيمية يعتقد برؤيا العين كما يعتقد إمامه ابن حنبل بذلك ، فكلام أحمد بن حنبل واضح جداً عندما يقول : ” رؤيا الأنبياء في الأحلام رأي عين” وهو اثبات قطعي وجازم على أن رؤيا الشاب الأمرد هي رؤيا عين ، أما ابن تيمية صاحب الفتوحات الأسطورية فحاول جاهداً أن يلف ويدور ويستغفل ويسفسط من الكلام دون أن يعطي رأياً صريحاً بذلك فقط نقل رأي أحمد بن حنبل {…أن رؤيا الأنبياء في الأحلام رأيُ العين وليس حُلْمُهم كسائر الأحلام}، كذلك نقل ما رواه الخلال في كتاب ” السنة” :{عن الْمَرْوَزِيِّ قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت ” من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ” فبأي شيء يُدفَع قولُها؟ قال(أحمد): بقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): {رأيت ربي} } .

وهنا يؤكد المحقق والمرجع العراقي في محاضرته التاسعة ضمن سلسلة محاضراته الاسبوعية الموسومة (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) التي تبث مباشرة عبر قناة اليوتيوب التابعة لمركزه الإعلامي أنه ” اتّضح لنا يقينًا أنّ أئمة الحنابلة: ابن حنبل، والخلّال، والقاضي (أبا يعلى)، وغَيرَهم، يقولون برؤيا العين، ويؤكِّدونها، ويصرِّون عليها، وقد دافعوا عنها، وحاولوا إثباتها بكلّ الطرق حتى الملتوية وحتى التي فيها أغرب التأويلات المخالفة للغة والعرف والعقل والشرع والتي ما أنزل الله بها مِن سلطان “.
ولكن المستغرب في كل النقاشات مع أتباع ابن تيمية أنهم يحاولون أن يبعدوا شيخهم عن رؤيا العين بدون أي دليل بل لمجرد أنهم يريدون أن يكون شيخهم صاحب مذهب وفتح جديد يختلف عن المذاهب الأربعة وحتى الحنبلي منهم ، لأن كل ما يطرحه ابن تيمية في كتابه ( بيان تلبيس الجهمية …) يدل على أنه متوافق مع كلام أئمة الحنابلة وأئمتهم فهويعرض آرائهم دون أن يفندها أو يردها ، وهذا ما وضحه المحقق الصرخي أيضاً في محاضرته آنفة الذكر بقوله : ” في كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية) فإن الشيخ تيمية في مقام بيان وبرهان للرد على الجهمية وأئمتهم، فنجده يأتي بآراء أئمته الحنابلة في معرض الكلام والردّ والبرهان ولم يطعن بها ولم يَردُدْها بل يعمل على إثباتها بطرق إضافية وتأويلات جديدة خرافية حتى جمع بين النوم الحقيقي واليقظة الحقيقية في شخص واحد ووقت واحد ومكان واحد وجهة واحدة، فجمع بين المتناقضات من أجل الدفاع عن أقوال وآراء أئمته”.

وبعد كل هذا وذاك وعند اطلاع القارئ على ما ورد في تلك المحاضرة الجديرة بالاستماع فإنه لايمكن لعاقل أو لمن يحترم عقله أن يقول إن ابن تيمية لا يقول برؤيا العين وإنه جاء بكلام الحنابة من أجل الرد فقط دون أن يذكر رأيه ، فهذا الغباء والتدليس بعينه .