23 ديسمبر، 2024 5:15 ص

شيء عن الموضوع // القسم السادس والاخیر

شيء عن الموضوع // القسم السادس والاخیر

كثيراً ما يحصل إلتباس وسوء فهم بسبب عدم تمييز المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا البحث.

إن المعنى الاصطلاحي لمفردة((الموضوع)) يختلف بحسب إختلاف العلم. وأود أن أسلط الضوء على بعض المعاني الاصطلاحية لمفردة((الموضوع)) من خلال العناوين التالية:

أولاً: الموضوع في الدلالة الوضعية.

ثانياً: الموضوع في القضية الحملية.

ثالثاً: موضوع العلم.

رابعاً: الموضوع في الجوهر والعرض.

خامساً: موضوع الحكم الشرعي.

سادساً: الموضوع في الشبهة الموضوعية.*

//////////////////////////////////

سادساً: الموضوع في الشبهة الموضوعية.

—————————————————

الشبهة الموضوعية هي من المصطلحات الفقهية والأصولية.

والشبهة الموضوعية: هي الشك في الموضوع.

فما هو المراد من الموضوع؟

ويحسن جداً أن أذكر الجواب ثم أخوض في شرحه، والجواب:

أن المراد من الموضوع هنا هو ما يشمل موضوع الحكم الشرعي ومتعلق الحكم الشرعي وللتوضيح أقول: أن المسألة الشرعية تتألف من ثلاثة أشياء هي:

1ـ موضوع الحكم الشرعي.

2ـ الحكم الشرعي.

3ـ متعلق الحكم الشرعي.

ولنطبق هذه العناصر على مثال واضح وهو( وجوب الحج على المكلف المستطيع)، فإن موضوع الحكم الشرعي في هذه المسألة هو المكلف المستطيع، والحكم الشرعي هو الوجوب، ومتعلق الحكم الشرعي هو الحج.

إن الشبهة الموضوعية تشمل الشك في موضوع الحكم الشرعي فمثلاً الشك في حصول البلوغ الجنسي وعدمه، هو شك في موضوع الحكم الشرعي لأن التكليف في(الذكر ) يتألف من شيئين هما: العقل والبلوغ أما التكليف عند الأنثى فهو العقل اضافة الى اكمالها عشر سنين قمرية بحسب رأي الشهيد محمد الصدر(قدس الله سره) خلافا للمشهور الذي يذهب الى اكمالها تسع سنين قمرية .

وكذلك فإن الشبهة الموضوعية تشمل (متعلق الحكم الشرعي) فمثلاً، حرمة لبس الذهب على الرجل. فإن موضوع هذه الحرمة هو (المكلف الذكر) والحكم الشرعي هو (الحرمة) ومتعلق هذه الحرمة هو (لبس الذهب).

إن الشك في هذه المسألة قد يحصل من خلال الشك في تحقق لبس الذهب ، لأن لبس الذهب هو المحرم وليس حمل الذهب، ففي بعض الحالات يحصل الشك في تحقق اللبس وهذا الشك هو شك في المتعلق وهو شبهة موضوعية..

وأيضاً الشك في كون هذا المعدن من الذهب أو غيره فهذا أيضاً شك في المتعلق وهو شبهة موضوعية.

وخلاصة الكلام أن الشبهة الموضوعية تحصل في أحد أمرين :

1- الشك في موضوع الحكم الشرعي.

2- الشك في متعلق الحكم الشرعي.

أما الشك في الحكم الشرعي نفسه فهو ليس شبهة موضوعية بل هو (شبهة حكمية).

لأن الشبهة الحكمية: هي الشك في الحكم الشرعي، وهذه الشبهة تواجه الفقيه المجتهد خلال عملية استنباط الحكم الشرعي كالشك بوجوب السورة بعد الفاتحة في الصلوات اليومية الواجبة و الشك في حرمة التدخين وغيرها كثير من الشبهات الحكمية التي تواجه المجتهد خاصة.

وقد أتضح من خلال هذا الكلام أن معنى الموضوع في الشبهة الموضوعية يختلف عن المعاني الاصطلاحية الاخرى التي تناولها هذا البحث لمفردة الموضوع…بل أن هناك معاني اصطلاحية اخرى للموضوع أعرضت عن ذكرها وبيانها وقد أكتفيت ببيان الأهم متوخيا من ذلك النفع والفائدة لجميع طلاب العلم والمعرفة وأسألكم الدعاء.