23 ديسمبر، 2024 7:54 ص

شيء عن الموضوع // القسم الرابع

شيء عن الموضوع // القسم الرابع

كثيراً ما يحصل إلتباس وسوء فهم بسبب عدم تمييز المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذا البحث.

إن المعنى الاصطلاحي لمفردة((الموضوع)) يختلف بحسب إختلاف العلم. وأود أن أسلط الضوء على بعض المعاني الاصطلاحية لمفردة((الموضوع)) من خلال العناوين التالية:

أولاً: الموضوع في الدلالة الوضعية.

ثانياً: الموضوع في القضية الحملية.

ثالثاً: موضوع العلم.

رابعاً: الموضوع في الجوهر والعرض.*

خامساً: موضوع الحكم الشرعي.

سادساً: الموضوع في الشبهة الموضوعية.

//////////////////////////////////

رابعاً: الموضوع في الجوهر والعرض.

——————————————-

إن الموجود الممكن ينقسم إلى جوهر وعرض.

والجوهر: هو الموجود لا في موضوع يعني: الموجود الغني عن الموضوع كالجسم.

والعرض هو الموجود في موضوع، يعني: الموجود المحتاج إلى موضوع، كاللون والحرارة … الخ

فما هو المراد من الموضوع؟

الموضوع: هو المحل المتقوم بذاته المقوّم لما يحل فيه. [ المصدر كشف المراد للعلامة الحلي].

وتتضح الفكرة من خلال المثالين التاليين:

المثالُ الأول: الجدارُ الأبيض، فإن المحل هو الجدار والحال هو اللون الأبيض(البياض) إن البياض محتاج في وجوده الخارجي إلى الجدار، فالبياض غير متقوم بذاته. بل، هو متقوم بغيره أي متقوم بمحله(الجدار في هذه المثال).

وبتعبير آخر إن الجدار هو المحل المقوّم للحال(البياض في هذا المثال)، وحيث أن المحل المقوّم للحال هو (الموضوع)، فإن الجدار في هذا المثال هو الموضوع والبياض هو (العرض).

المثال الثاني: الماء الساخن.

الماء هو المحل، والسخونة هي الحال. والسخونة محتاجة في وجودها الخارجي إلى الماء فهي متقومة به والماء مقوّم للسخونة، فالماء هو الموضوع لأنه المحل المقوّم للحال فيه. والسخونة هي العرض لأنها الحال المتقوم بمحله.

أما إذا كان المحل متقوم بالحال وليس مقوّماً للحال فهذا يسمى (المادة).

والحال المقوّم لمحله يسمى (الصورة)، فالمحل أعم من الموضوع لأنه يشمل الموضوع والمادة. والحال أعم من العرض لأنه يشمل العرض والصورة.

وقد اتضح مما تقدم معنى اصطلاحي آخر للموضوع في الفلسفة وعلم الكلام، فالموضوع: (هو المحل المتقوم بذاته المقوم لما يحل فيه).
ویتبعه القسم الخامس….