وكأنّ التكليف لمنصب رئاسي بات في العراق استعراض تمثيلي, أشبه بالكاميرا الخفية ذلك الذي رأينا لحظة تسليم الرئيس برهم صالح ملف التكليف لتوفيق علاوي!, لا أشك أن غرض التكليف غرض مقصود حقيقي وهو استجابة لأحلام الفقراء وإطفاء لغضبهم وإشباع لمخيلتهم بدل معالجة قضاياهم “المتعبة” يقومون بتنصيب حيّا الله موعالبال! ,يقولون لهم: خذوا ملك من بينكم “مخمّسچي أصلي” وصل الحكم “بعد سرقته قاصة الملك الذي قبله” تؤدى مراسيمه كالتالي: “شوفوا شلون إذا انتخبنا ملكًا شراح يسوي شوفوا يريد يطير من الفرح”!..
لم أرَ في حياتي رئيس وزراء لحظة تكليفه بهذه المهمة يضحك فرحًا بهذا الشكل الذي ظهر به توفيق؟ بضحكة أقرب إلى القهقهة وكأنه فاز برقم بطاقة الجائزة الكبرى في لعبة “دمبلة”!.. ما يدل على انعدام تام للإدراك في خطورة المنصب المقبل عليه خاصة وفي أصعب ظروف العراق وأتعسها دموية واقتصادية ,وقضائية منذ تأسيسه الحديث.. وليس هو فقط فقد سبقه بالانشراح والزهزهة ذاتها عبد المهدي يبكي فرحا ويقبل العلم العراقي من جميع جهاته!.. والمالكي والعبادي !..
اعتاد العالم أن يرى ابتسامة خفيفة أو ابتسامة تعلوها هموم من يكلف لمنصب من هذا المستوى في كل دول العالم أما بهذا الشكل فله دلالات غير مطمئنة بالمرّة!.