لامعنى للوطن بدون شعور بالمواطنة، ولا أهمية للحدود وهي مفتوحة للغرباء، وحواجز بين المواطن والمسؤول، وزحف على المؤسسات، وإرتباطات أقوى من الإرتباط بالأرض.
إذا غزيت الدولة بعصابات داخلية، وتوزعت الى حصص ومماليك؛ فأن الإنطواء على الذات؛ يوسع فجوة الإلتحام بين أبناء البلد، ويُسمح لدخول العدو بلا قتال؟!
لا يتوقف بناء الدولة على عدد القائمين، وليس من زيادتهم إلاّ حملاً يحني ظهرها؛ إذا إختلفوا في توجهاتهم، ومساعي بعضهم لممارسة لي الأذرع وصراع الإرادة الشخصية، التي تنمكش بها القوة جمع عصي الممانعة، ويقسم البلد الى دويلات توسع طموحات أشخاص؛ الى أبعد من مقاسات أنفسهم؟!
وجد معظم الساسة؛ أن التحرك الأناني؛ أفضل على أرض أخصبوها بالطائفية والعشائرية، وفرص متوالية لفتح ثغور شخصية، وخطوات دراماتيكية لإخلاء البلاد من سكانها؛ بين الإبادة بالإرهاب، أو الهجرة من سوء الإقتصاد، والفرار الى دول أكثر أمناً؛ لأنهم في بلد أما يقتلهم الإرهاب أو يُصادر قدراتهم الإنتهازيون، ويعتلي على ظهورهم المتطفلون، وأشخاص لا يملكون الكفاءة والنزاهة، وما الشعب سوى فريق يحكمه قطيع كلاب مسعورةلا تعرف سوى شم روائح الفساد، ونبشه وأن كان تحت باطن أرض حجرية.
يكتنف الغموض كثيراً من المواقف، وتنبعث حالة الإلتباس بالآراء السياسية، ويدب الشعور بأن الدولة في حالة تراجع، وإحساس بوضع الفواصل بين تفاصيل التاريخ، ويُعلن عن بداية دورة رحى على أجساد المواطنين، وحركة تموجية تؤدي الى الإنقسام، وتجريف العلاقات الإجتماعية، وتقطع الإمتدادات الحضارية والعلمية.
دورة رحى السياسة في العراق؛ عكسية كحلاقة لحى لاتُريد بقاء أثر للشعر والشعور، وتًسارع الحركات بعكس الإتجاه؛ لتقليم مشارب وشوارب الدولة.
حينما لا يُفكر ساسة البلد بأبناء شعبهم؛ فأنهم لا يفرقوا بين الغروب والغربة، فأن كان الغروب رحلة الى سبات وراحة، وبداية لإنبلاج صباح جيدة مشرق بالأمل، فقد إنطوى بفعل الأنا؛ الى ظلام دامس، وحلكة ريبة بعواء الذئاب، وأصوات تقاسم الفرائس وتمزيق الأجساد، ويرتضون لأبناء وطنهم الغربة؛ كطوق نجاة من يأس صنع بأجندة من خارج العراق، ويقول حال مواطنهم: أنكم في المكان الخطأ والزمان الخطأ، والإختيار الخطأ، وكنا نعتقد بعد 2003م عودة العراقيون من الغربة، وسنوات نتحملها غروب وننتظر الصباح، ولكنها غربة في وطن يمسك مقوده الفاسدون والغرباء، وآن الوقت أن نقول: أنه وطننا وأنتم شوائب غريبة في جسد الوطن.