18 ديسمبر، 2024 6:07 م

في العقود الماضية وفي مدينة النجف الاشرف ظهر نور يسطع في وسط الظلام الحالك ليظهر الحق الذي بات في بطون اهل الفسق والفجور والجهل .
فأرتقى منبر جده الذي نهشه غبار السنين لشحة اهل الحق ومضى يقارع الطاغية صدام اللعين ومن معه من جلاوزته والصامتين عن قول الحق . فوقف شامخاً واخذ قوس شجاعته فباشر واطلق ” كلا كلا يا ظالم ” وهنا قارع صدام وبعدها رجمهم
” كلا كلا امريكا ” ثم رماهم ” كلا كلا اسرائيل ” ثم انهى جهاده بقول ” كلا كلا يا شيطان ” . ففي خطبه اهتدت الناس واعتلى صوت الاذان وانطمرت مزامير الشيطان ثم انقلبت ولائم الخمر والحفلات وساد الحجاب بعد مغيبه ثم احتشدت الجوامع بالمصلين واقيمت صلاة الجمعة التي همشت بعد مضي جده كما رسل سيدنا الصدر رسائل الى كل المحيطين به ليكونوا يداً واحدة تقيم هذا الفرض العظيم وليجابهوا اللعين صدام معاً لكنهم غفلوا ولبثوا تحت كرسي الرئيس . واحيا الشعائر الحسينية بعد زوالها . كانت اراده السيد الشهيد عالية فلم تكتفي بذلك بل قاد الانتفاضات ضد الحكم الظالم التي اغدقت دماءً زكية . عندما يظهر الحق يكثر اعدائه وخصومه الذين قد انغمسوا في الباطل والظلال فقد كانت تلك الكلمات التي يجهر بها المولى المقدس بمثابة قذائف تهتك استار القصور الرئاسية وخوف ينهش الرتب العسكرية كانت الكلمات تخطف مهابة اصحاب البدلات العسكرية وتبث فيهم القلق وكانت تداهم وسائد عفاريت النجف الذين كانوا في سبات عميق يسكنون شقائق الجدران ويتخذونها مكاتباً لهم . سادت تلك الخطب لتدمر كل ظالم وتنصر كل مظلوم فبعد ان هلع القريبين منها طالت تلك الخطب حتى زعزعت اركان المجلس الاعلى الاسلامي وفتكت بهم . ومع كل هذه التغييرات بات الصدر الشجاع شبه كابوس رعب يرهبه كل ذا منصب في الدولة فأجتمع الساسة والسادات وكل مفاصل الدولة ومن مجلس قيادة الثورة الفاجر صدر القرار الذي هدم اركان المذهب الاسلامي. وفي ذالك المساء المفجع وبعد ان اكمل المولى المقدس صلاتي المغرب والعشاء في صحن جده ( ع ) استقل سيارته متوجهاً لداره وعند الطريق اعترضت طريقهم سيارة يستقلها جلاوزة البعث اللعين فأنحدرت عن طريقها وامطروا تلك المسيوبيشي بسيلاً من الرصاص الذي اخترق اجساد السادة الطاهرين واذا بالنجلين الطاهرين يرتمون على جسد ابيهم كي يصدوا عنه رصاص الحقد والبغض والغدر والخيانة فكانت تلك الرصاصات كافية بأطفاء النور فقد اردت ذلك الحادث الاليم بأغتيال الاسلام وفي تلك اللحظات عرجت ارواحهم الشريفة الى الباري
( عز وجل ) ظلت اجسادهم الشريفة بين اوغاد رعاع وصل مكرهم في امتناعهم على اداء الصلاة عليها فصلت عليهم ملائكة السموات السبع. فكم من معاوية ظهر ليعاديك وكم من يزيد اتهمك والقى عليك الشبهات وكم من شمر نصب اليك وكم من لعين شكك في نسبك وكم من لعين كذب اجتهادك وعلى الرغم من هذا كنت كالحسين ( ع ) تجابه هاؤلاء الشياطين بكفنك وعصاك .

فالسلام عليك يوم ولدتِ ويوم استشهدتِ ويوم تبعث حياً.

_ احمد عادل خنياب