هل التظاهرات يمكن ان تنتهي بحلول عراقية ترفض المحاصصة وتعيد بناء العراق مجددا … نأمل ذلك ولكن اي حديث اليوم عن عراق جديد خارج التدخلات الاقليمية والدولية مجرد وهم كبير لان جميع الساسة والمتصديين للسلطة هم احجار شطرنج على رقعة المساومات الدولية وعلى اهل الحل والراي اعادة قراءة وثائق مؤتمر ميونخ للأمن في اوربا فيها الكثير عن مستقبل العراق والمنطقة والجماعة نائمين ورجليهم على تلول اموال الفساد ومصلحتهم من بعدهم الطوفان
نكتب وتعلو اصواتنا بمرارة العلقم على ما وصلت اليه حياتنا في وطن اريده لجميع لكن ملوك الطوائف يريدون كما فعل ملوك الطوائف في الاندلس المتاجرة بجوعنا وعطشنا من اجل حفنة من دنانير الذهب الاجنبي او سرقة اللقمة من افواه ابناؤنا لكي تصعد تلول اذهب في خزائن قارون الجدد .. وكل مرة يظهر فينا من يدعي انه القائد الضرورة والناس تهتف له لعل وعسى ان ان يجلب لهم الامن والامان .. نعمتين غائبتين عن عراقنا الجديد والحل واضح وصريح بين فقراء العراق وطبقته الوسطى غير المتحزبة لكنها تبقى متشنجة بعجرفة الانا بين اهل الداخل الذين لاكوا الحجر خبزا ايام الحصار ومجاهدي الفنادق الذين ثبت انهم خونة يتصارعون على ربع دولار فكيف ثروة نفط العراق … اين الحل يا اهل العقد والحل ؟؟ اين الحل يا من تتصدون للمسؤولية الا لعنة الله على الظالمين
هل المفروض على شعبنا الجريح اليوم ان يستعيد مسرحية الفنان السوري ” كاسك يا وطن” وهو يتجرع العلقم الطائفي والمحاصصة الحزبية، ففط لان ملوك الطوائف لا يريدون الخير لهذا الشعب ، اليس المفروض ان نرفع الصوات عاليا في التظاهرات من اجل العراق ضد ملوك الطوائف وامراء الحرب بشتى انواعهم ” شلع قلع ” كما قال السيد مقتدى الصدر في بيانه الأخير ردا على اجتماع كربلاء للتحالف الوطني .
مشكلة العراق اليوم ميراث ضخم من التداخلات في فهم كنه الإسلام كدين سماوي لم يظهر في المرجعيات الدينية من يمتلك الجرأة على نقده، ليس في معاصري اليوم من هو بجرأة الكواكبي ليكتب عن طبائع الاستبداد في القرن الحادي والعشرين، وليس بقدرات المفكر علي الوردي لتحليل الشخصية العراقية والليبرالية العراقية ما زالت مجرد اشخاص دون قيادة واعية لضرورات المرحلة.
ما يمكن قوله ان الانسان العراقي في بلاد الرافدين عاش وطأة الاحتلال الأجنبي منذ سقوط دولة بابل الثالثة حتى اليوم، وهو يواجه تحديات قادة الراي من زعماء العشائر ورجال الدين بمختلف مذاهبهم، قط للحصول على سلطة المال وشهوة صولجان الحكام، هكذا شاهد العراقيون صورة الزعيم عبد الكريم قاسم في القمر، وهكذا سميت مدينة الثورة بملايينها المتعددة باسم صدام حسين، وهكذا تحولت الى مدينة الصدر، وربما تتحول الى مسمى اخر فقط لمحاباة السلطة.
مشكلة اليوم ليست في الانسان العراقي الباحث عن الامن والأمان بل في تلك العقول المتحجرة وراء اجندات احزابهم وهي تمول نفسها من المال العام الذي لابد وان يوجه لتحيق الرفاه للشعب كما حصل في دول خليجية معروفة، فرئيس الامارات العربية المتحدة كانت يتمنى في سبعينات القرن الماضي على جعل دبي مثل بغداد وها هي بغداد تقع في أدني قائمة لتقييم العواصم في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
المفروض ان ينهض الانسان العراقي من جاهلية متجذرة في تعاليم لا علاقة بالاسم كدين سماوي بل هي مجرد تفسيرات لرجال دين توارثت عبر العصور في أربعة قرون من تاريخ العراق ما بعد سقوط الدولة العباسية تناوب فيها الفرس والأتراك على احتلال العراق وتفسير شؤون الدين الإسلامي وفقا لتصورات كلا النمطين من تفسير الإسلام كوعاظ للسلاطين !!
المفترض اليوم ان يرتفع الشعار عاليا ” باسم الدين سرق الإسلام السياسي أموال الشعب ” لا ان نبكي قتلانا من شهداء التفجيرات والعراق يشهد موجات متلاطمة من ويلات فقدان الامن ونتوقف عند بوابات مصالحة مجتمعية تريدها الأحزاب لنفسها فقط من اجل استمرار طغيانها تحت شتى المسميات ان هذه الطغمة الحاكمة اليوم لن تعترف بحقوق الشعب من غير ثورة شعبية عارمة ” شلع قلع”.