23 ديسمبر، 2024 10:19 ص

شهداء اليرموك وطبيب باكستاني وعدة كلمات!

شهداء اليرموك وطبيب باكستاني وعدة كلمات!

يقول الروائي الفرنسي فوينكينوس: يجب على الإنسان أن ينظم حياته حول الكلمات وليس العكس) فالإنسان الذي يسنم منصباً مهماً لابد وأن يرسم سياساته وفقاً للمهمة (فالتخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة) أهم الواجبات الملقاة على المسؤول التنفيذي للمكان حيث يشار له بوصفه حارس البوابة أي مصطلح يطلق على الشخص الذي تمر من بين يديه المعلومات ويقرر ما ينفذ وما لاينفذ عليه القيادة لا تكون بالإدعاءات وانما بالمؤهلات والكلمات الأربع تحدد نجاحه وفشله.نشرت إحدى الصحف الباكستانية في إسلام آباد خبراً مفاده أن محكمة أصدرت حكماً بالتعويض بمبلغ قدره 460 الف دولار دفعها طبيب باكستاني لعائلة طفلة رضيعة تسببَ بتضرر كبدها بسبب الجرعات الكبيرة من الأدوية والتحليلات المتكررة لكن العائلة لم تكتف بذلك التعويض بل طالبته بالدراسة مجدداً لئلا يتكرر الخطأ مع أطفال آخرين وأن يأخذ إجازة طويلة قبل البدء مجدداً لأن الطفولة على يديه قد تفقد حياتها وبالفعل إستجاب الطبيب للطلب سريعاً!مستشفى اليرموك الأربعاء العاشر من آب 2016، قسم ردهات الأطفال الخدج، وقع حريق فيه وإحترق أحد عشر طفلاً وفارقوا الحياة، وتم نقل 29 إمرأة و7 أطفال لمستشفيات أخرى، والسبب كما يدعون تماس كهربائي! ولا ندري ماذا ستفضي تحقيقاتهم الأولية، لحين صدور نتائجها ألتماس كهربائي؟! ثم سيظهر علينا محافظ بغداد علي التميمي، ليعلن أن السيد جاسب لطيف الحجامي، مدير عام صحة بغداد/ الكرخ، قد وضع إستقالته بين يدي المحافظ الموقر!كم سيدفع العراقيون من الثمن عن الإهمال والتقصير والفشل؟ لمَنْ لا يستطيع أن ينظم حياته حول الكلمات، أمثال جاسب لطيف علي الحجامي، الذي تم إعفاؤه من مناصب عدة لفشله وعدم كفاءته، لكن كلمات لا علاقة لها بالطب والأطباء، هي التي تنظم عمله أمثال( الولاء للسيد القائد، توجيهات مكتب المولى المقدس، مناصب لفاسدين تدر ذهباً للتيار، تدوير المكاسب رغم العقوبات)، وهذا ما يحدث للحجامي، حيث يتم إعفاؤه مراراً، ومن ثم يصار لمناصب أخرى رغم فساده وتخطبه.طفلة واحدة يخطئ الطبيب الباكستاني، بمقدار الجرعات الدوائية ويتلف كبدها، والمحكمة تجرمه وتحرمه من ممارسة مهنته، وإعادته للدراسة مرة أخرى، إضافة للغرامة المالية، أما بمستشفى اليرموك فترحل الى السماء، في ساعات الصباح الأولى لفجر العاشر من آب، أرواح أحد عشر طيراً، لم يرَ نور الشمس بعد بسبب الإهمال، وإلا ما الذي يمكن أن يُهيأَ لأم، تنتظر القادم الجديد لهذه الحياة، سوى حاضنات يتابع فيها،معدل ضربات القلب والتنفس، وتنظيف مجرى الهواء، وأعطاء الأوكسجين عند اللازم؟! أسئلة يجب الإنتباه إليها قبل وبعد إغتيال الطيور البريئة، موجهة لمدير المستشفى الذي أعفي من منصبه، لكن صدريته شفعت له في إعادته، ألم تكن تقوم بجولتك الصباحية، لتتحقق من شروط الأمان بهذه القاعات، التي تستقبل الوافدين الجدد للحياة، أم أن قناني الأوكسجين أفلتت غازها لقِدمها، لتحرق أجساداً شفافة كما يشاع؟! أين أنت من الحساب أمام الباريء عز وجل؟ وماذا ستقول لذويهم، أم أن التعويضات ستكون على حساب المحافظ وتياره؟! يا سادة يا كرام إنها عدة كلمات.