18 ديسمبر، 2024 7:00 م

شهامة لم يعد لها وجود!

شهامة لم يعد لها وجود!

 

كان تاجرا طيبا دمث الأخلاق معروف بكرمه وشهامته، لم يتوان عن فعل الخير يوما. ذات يوم جاءه أحد الأشقياء المعروف بشروره!، وقال له : أن سيارتك حديثة وجميلة وأنا أريدها!، رفض التاجر طلب الشقي والخنوع له. تنكر الشقي بزي رجل فقير لا يقدر على الحركة، وما أن مرت سيارة التاجر حتى أشار له بالتوقف وطلب منه أن يأخذه الى المستشفى، فعل التاجر ذلك بكل طيبة وشهامة، وفي الطريق شهر الشقي مسدسه ووضعه على رأس التاجر طالبا منه ترك السيارة! وألا قتله في الحال. في اليوم التالي شاهد التاجر، الشقي وهو يركب سيارته المسروقة!، فما كان من التاجر ألا أن أستوقفه وقال له (بالعافية عليك) خذها ولن أطالبك بأي شيء حتى عن المبلغ الذي كان في السيارة! ، ولكن أرجوك أن لا تتحدث الى الناس بما فعلت بي! لا لشيء ، حتى لا ينقطع فعل الخير!.

لم تفده عبادته مما كتب الله عليه؟

أعتكف في كهف على قمة جبل عال، زاهدا عن الدنيا وملذاتها، يعبد الله ليلا نهارا، بقي على هذا الحال عشرون عاما. ذات يوم نزل من كهفه الى سهل مجاور للجبل، فأذا به يتفاجأ بذئب أمامه؟!، رفع رأسه الى الله مذعورا مرعوبا خائفا، وهو يرجوه ويدعوه أن يخلصه من هذا الذئب. لم ينفعه زهده وأعتكافه ودعائه ولا عبادته لعشرين عاما، كما لم تنفعه سور القرآن ولا الأيات التي قرأها بأرتباك من شدة الخوف!، هجم عليه الذئب ولم يبق منه شيئا!!.

حلم الله بألف عام!

كانت نفسه أمارة بالسوء أستغل حالة الفوضى وأنفلات الأمن وغياب سلطة القانون في بلاده، فسرق ونهب وقتل وأغتصب وجمع مالا كثيرا. كان الناس يخافونه ويقولون متى تظهر حوبة الناس وعقاب الله بهذا وبغيره من الذين أغتصبوا ونهبوا وسرقوا وفسدوا وخانوا الوطن والشعب؟. يوما تجرأ أحد الأشخاص في المنطقة وقال له: آلا يكفيك ما فعلت؟ ألا تخاف الله وعقابه لك. فرد عليه ضاحكا: لا لن أخاف، لأن حلم الله بألف عام!.