الجميع كان يتوقع ان يجر السيد عبد المهدي الى المحاكم بعد خروجه من السلطة . فعندما قتل وغيب اكثر من الف وتعوق عدة الالاف من شباب ثورة تشرين كان الرجل يشغل منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ، ولكن الرجل خرج من السلطة بعد كل هذه الجرائم ليجلس في بيته بالخضراء وسط بغداد او وسط باريس مع أولاده وأحفاده يشربون الشاي مع الكعك وضميره مرتاح وكان شيئا لم يكن . وهو مشغول هذه الأيام بالحديث لوسائل الإعلام الخارجية عن واقعة اغتيال الجنرال قاسم سليماني ، وطريقة إيقاضه منتصف أليل عندما كان يغط في نوم عميق لإخبارة عن عملية الاغتيال . وكيف عاد ليكمل نومه بعد ان تعوذ من الشيطان الرجيم ليستيقظ صباحا ليشاهد قناة الجزيرة تضرب أخماسا بأسداس بينما هو يتناول مع احد احفاده القيمر العراقي والشاي . وكيف ساله هذا الحفيد عن مسؤوليته عما جرى ليلة امس ؟ ، وكيف اجابه بهدوء قائلا ( جدو انا متفق مع أمريكا وإيران عندما رشحوني لرئاسة الوزراء باني غير مسؤول عن كل مايجري في العراق ) وكيف رد عليه حفيده قائلا بفخر ( جدو والله انت رفعة راس!؟ تعرف شلون تخلص نفسك )، وادناه شهادة انسان معروف بحق هذه الشخصية المثيرة للجدل قدمها للتاريخ قبل اكثر من خمسة عشر عاما بتاريخ 6-1-2005 ، كتب سعدي يوسف
(( يدور الحديثُ عن الإتيان بعادل عبد المهدي المنتفجي ، رئيساً للوزراء !كلُّنا تابَعَ حملةَ التأهيل السياسي لعادل عبد المهدي ، بدءاً من أبيه ، وانتهاءً به ، كأنه ابنُ أبيه !
وهكذا قيل للناس إن المنتفجي جرّبَ حزبَ البعث والشيوعية الماويّة والإسلام ، حتى هداه الله إلى كوندوليزا رايس السوداء والبيت الأبيض !حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي ، مجرمٌ ، قاتلٌ ، مسؤولٌ عن قتل يساريّين …حملة التأهيل لن تذكر أن عادل عبد المهدي المنتفجي ، في باريس ، كان في خدمة الأجهزة السرية الإيرانية ، وأنه بسببٍ من بدلتِه الماويّة ( نسبةً إلى الرفيق ماو ، لا إلى اللون ) استدرجَ مناضلين إيرانيّن ، إلى بيتٍ في باريس ، ليُقتَلوا ، جميعاً ، برصاص المخابرات الإيرانية ، وليخرج عادل عبد المهدي المنتفـجي ، من البيت إيّـاه ، سليماً ، معافى … بل ليشقّ طريقَه العجيبَ ، حدَّ الحصولِ على إعجاب الأميركيّين .))