على الرغم من حال التقشف الذي يعيشه البلد بسبب تدني اسعار بيع النفط عالميا وأنحسار فرص الحصول على وظيفة أو عمل حكومي لم ييأس صاحبي و
تأبط شهادة الماجستير متبخترا ومتباهيا على أمل أن وظيفة بأنتظاره وعندما وصل الى الدائرة الفلانية وقدم شهادته مع أوراقه الاخرى قال له المدير:
ما محتاجين شهادات عليا؟ فأجابه صاحبنا متسائلا :لعد اشمحتاجين ؟
فرد المدير:
أذا كل أصحاب الشهادات أنعينهم لعد جماعتنه اللي ما عدهم شهادات وين يرحون؟!؟
وهذه ليست نكته أو مقطع من” سبوتات” فكاهية بل هي المضحك المبكي لواقعنا اليومي , ففي زمن العهد البائد كان “الخريج” ينخرط في الخدمة الالزامية وأذا ابدى تذمرا او امتعاضا أو شكوى من قسوة وشدة التدريب على اعتبار انه خريج تأتيه الاجابة الساخرة سريعا من “نائب عريف” مهاوش أو”نائب ضابط”دشر:
“خريج مريج كلهه تشرب من الابريج”؟!!,فما أشبه اليوم بالبارحة؟
صاحبي الاخرذهب يبحث عن وظيفة وهو لا يملك شهادة عليا مثل صاحبي الاول بل شهادة دنيا “متدنية” وعندما سأله الموظف المشرف على التعيينات في الدائرة العلانية قائلا”
اشعندك شهادة:؟
ولما لم يجد صاحبي من أجابة وللتهرب من حقيقة شهادته”المتدنية”جدا استجمع شجاعته الفطرية وقال له:
عندي شهادة لا اله الا الله ومحمد رسول الله؟ فغضب الموظف وقال له:
“حضرتك تستهزأ بسؤالي وضرب “كروس”على معاملته “التعيينية”التي “ذهبت مع الريح؟وشخص أخر سؤل نفس السؤال عن شهادته التي يحملها فأجاب بكل ثقة:
عندي خير من الله شهادات ,
شهادة الولادة و شهادة التطعيم ضد الجدري والكوليرا وشهادةعدم المحكومية وشهادة الجنسية وشهادة الوفاة بانتظار صحة الصدور!
,موقف مشابه مر بأحدهم الذي وجد نفسه محاصر بسؤال مباشر ومباغت من مديره الذي انتوى واضمر له نية مبيته دبرت بليل كي يلقي به على قارعة الرصيف ويأتي بقريب له يحل محله في الوظيفة ,أذ فاجأه بالسؤال:
شمخلص؟
“أي ماهو تحصيلك الدراسي”؟ وربما فهم صاحبنا السؤال بالخطأ أو هو أراد التهرب من الأجابة فالامر سيان وأجابه بالقول:
أمخلص ﺟﮕاير؟ … ؟ أو “أمخلص غده وراح أشرب جكاير”؟!
ويقال أن أحدهم كان سيئ الخلق مع جيرانه ومع الناس وأشتكوه ألى مختار الطرف وقد كان حديث عهد بالأختيارية فسألهم “فلان”السيء الذي يؤذيكم شمخلص؟أي هل هو متعلم أم جاهل فأجابه أحد الاشخاص بصورة فطرية”تلقائية” :
مختارنه هذا بايع ومخلص وخريج سجون ومطيرچي ؟ والمطيرچي شهادته غير مقبولة في المحكمة كما تعلمون؟
أما أحد أقربائي المتباهي جدا بشهادته الجامعية”البكالوريوس” فلقد صدم بأجابة الموظفة في الدائرة العلوانية والتي قدم لها اوراقه مع شهادة البكالوريوس أذ قالت له بصوت مدوي:
” عيني شهادتك خلي تفيدك؟ ﻧﮕعهة وشرب ميهة”؟
فعاد قريبي مخذولا ,مهزوما ,منكسرا؟ وحاله كحال الذي سرقت محفظته في باص المصلحة؟أو كحال”عمر الشريف” في فيلم”رصاصة بالتيمور” عندما خسر الرهان أمام ” جيمس كوبرون” في لعبة البلياردو؟
ويحكى أن مديرا لاحدى الدوائر أراد أنهاء خدمات مجموعة من المساكين من أجل تعيين أقاربه محلهم بحجة التقشف وعدم امتلاكهم شهادة وقال للﻤﮕاريد”:
اللي ما عنده شهادة خلي يتشاهد على روحه؟!
ويقال أن شاب تقدم لخطبة فتاة جامعية وكان لا يملك شهادة فسأله أبوها وين واصل ؟ويقصد الأب التحصيل الدراسي “فكانت أجابة الشاب ساخرة وماكرة:
واصل لراس الشارع ؟
وهكذا أصبح اللي عنده شهادة مثل”عادل امام” في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”؟ واللي ماعنده شهادة مثل مثل الاطرش بالزفة ميعرف شنو الفيلم؟
فاللي عنده شهادة دكتوراه يقولون له أنريد ماجستير ؟ واللي عنده بكالوريوس يقولون له انريد اعدادية؟ واللي عنده متوسطة يقولون له انريد ابتدائية؟ وأبو الابتدائية يقال له انريد”شهادة محو الامية”وربما شهادة الروضة والحضانة ؟ ويمكن يريدون” واحد بعده ما جاي للدنيا”؟ ومثل صاحبنه جبر من بطن امه للﮕبر وخطية محد عينه بوظيفة؟
وعلى هذا المنوال ومن هالمال حمل جمال؟ أصبحت الدوائر تعج بالموظفين الجهلة وبعضهم تبؤوا مناصب وهم لا يحملون شهادات دراسية أو عندهم شهادات مزورة أو لديهم القابلية لقول شهادة الزور فالأمر سيان؟و امسى “الرجل الراسب في المكان المناسب”؟ لانه قريب فلان الفلاني او لانه نسيب
علان العلاني او لانه ابن عم الخياط اللي خيط بدلة العرس لفلتان البلواني ذي النفوذ والجاه و “فلتان أو بس وباقي الناس خس؟” وبس فلتان باللعب هو وأقرباءه ومحاسيبه وليذهب اصحاب الشهادات أو الذين ليس لديهم شهادات الى حيث ما دام سالم راس فلتان مسؤول التعيينات في الدائرة الفلانية؟
,وصدق الشاعر حين وصف الحال بما قال:
أريد أحچي وبالحچي شله راس البصل لو عين يعين البصل كله