18 ديسمبر، 2024 2:24 م

شهادة القادة وضعف الاعلام المقاوم

شهادة القادة وضعف الاعلام المقاوم

مرت علينا قبل ايام الذكرى السنوية الثانية لأستشهاد قادة النصر الجنرال قاسم سليماني والمجاهد ابو مهدي المهندس ورفاقهما ( رض) وقد رافقت هذه الذكرى الاليمة قيام فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي المقدس ومكاتب الاحزاب الاسلامية بفعاليات مختلفة في العاصمة بغداد وعدد من محافظات العراق وتعددت تلك النشاطات والفعاليات اضافة الى انطلاق مسيرة كبرى في بغداد مستنكرة ومنددة ومهددة الاحتلال الامريكي الذي قام بعملية استهداف الشهيدين قبل عامين .

وهنالك امر وموضوع لابد الاشارة اليه ودون اي مجاملة هل كان احياء المناسبة المذكورة على قدر حجم المصيبة وعمقها الروحي والعقائدي وابعادها الميدانية الاستراتيجية وهل كان الحضور الشعبي يتساوى مع شخصية الشهيدين العظيمين وهل كان عمل الاعلام المقاوم بمستوى المسؤولية ؟؟

ربما هذا الموضوع وهذه الاسئلة لا يحلو للبعض التطرق لها او ذكرها لسبب او لاخر ولكننا يجب ان نشخص الامور على قدر ما هي عليه حتى نستفاد من التجربة زمانيا ومكانيا وحتى نوسع العمل المقاوم وخاصة الاعلامي منه وذلك لاننا بامس الحاجة لمراجعة كل خطوة ودراسة موضوعية لها حتى نتدارك بعض هفوات الماضي القريب والتي انعكست سلبا على عمل وواقع جمهور المقاومة وصعود المد المضاد والمعادي للمجاهدين والمقاومين والاسلام المحمدي الاصيل ورجالاته وقياداته .

ان ضعف اعلام الفصائل الاسلامية المقاومة والاحزاب المضحية صاحبه التاريخ الجهادي والسفر العظيم كان ولا يزال سبب قوي في استهدافها من قبل الاعلام والجمهور الجوكري العلماني الالحادي التشريني وسفارة الشر الامريكية ودول الخليج فلم يكن ذلك الاعلام بمستوى خطورة المرحلة ولم يضع له بصمات ميدانية قزية تؤثر على الرأي العام وتحاول التغيير فيه .

ان ذكرى شهادة قادة النصر كانت ستكون وبدون ادنى شك اداة اعلامية رصينة وداعمة للاحزاب الاسلامية والمقاومة لو تم تسخيرها بشكل جيد اعلاميا ولكن لم يحصل ما كنا نرجوه ان نتمناه للاسف الشديد .

ان فصائل المقاومة الاسلامية البطلة والاطار التنسيقي السياسي واحزابه يحتاج الى الترويج بقوة للشهيد المهندس وذلك لجذب جمهوره المضحي والذي تشتت بسبب ضعف اعلامهم الحزبي الراكد والروتيني كما ان التواصل الشعبي مع محبي القادة الشهداء هو عامل قوة للملمة شتات جمهور المقاومة واحزابها المجاهدة لو كان هنالك برنامج اعلامي تنسيقي يرتقي لمستوى الحدث وخطورة الوضع الذي نعيشه وحجم المصاعب والمؤامرات التي تحيكها قوى الشر الصهيوامريكي وعملائهم الجوكرية ودول الخليج ضد المذهب ومحور المقاومة والحشد الشعبي المقدس وقادته الشجعان .

كما ان ضرورة ايجاد ادارة جيدة للاعلام المقاوم وبكافة مجالاته ومحاسبتهم من قبل المسؤلين عنهم ومطالبتهم بالنتاج الاعلامي المقاوم والترويج له والابتعاد كل البعد عن مهادنة الطرف الاخر والتزلف أليه لأن العاقبة لا سامح الله سوف تعم الكل ولا تستثني احد وسوف يتم تصفيه كل مقاوم ومجاهد شريف وبحجج وذرائع شتى كما سوف تعود للواجهة لغة حرق المقار الحزبية الاسلامية وتمزق صور الشهداء ويطعن بالحشد الشعبي وقادته الشجعان كما سلف وهذا ما يجب علينا دراسته وعدم الوقوع فيه مجددا لان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين والعاقل من اتعظ من تجارب الايام والمحن .

فلو كان هنالك اعلام مقاوم حيوي وفعال وبنفس الوقت ذكي ونشيط لاستغل فرصة الذكرى ونشطها اعلاميا وبصور مختلفة ولتفنن بالسيطرة على الراي العام وازاح الركود والروتين الميت ولاستفاد من الروح العاطفية لدى المجتمع العراقي والتي رافقت هذه المناسبة الاليمة فنالك فرص كبيرة وكثيرة ومتنوعة كان من الممكن نيلها وفتح ابواب جديدة تخدم هذا الخط المقاوم والمجاهد وعلى صعد وجالات مختلفة .