ها انا ما زلت اسير إلى الأمام بعد ان صممت على السير نحو مبتغاي, وتحقيق ما عجز الآخرون عن تحقيقه لكن مازال الظلام يستوطن اجواء الطريق شيئا فشيئا, إلى ان غطى كل شيء ولم يسمع بعدها سوى حفيف الأشجار المخيف وطرقات قدماي اللتان لا تعرفان ما ينتظرني من مجهول, لكن بعد ان يئست من السير الطويل ونال مني الإرهاق ما نال, وقعت عيني فجأة على ضوء بعيد لم ادركه في بادىء الأمر, دفعني الفضول حينها الى السير اكثر لأكتشف مصدر هذا الضوء, لعله منحة من الرب تزيل عني هذا الظلام القدري!, الذي اعمى بصيرتي لكن بعد ان اسرعت في السير واقتربت من هذا الضوء, ادركت حينها انه شمعة بيضاء يحيطها الضياء الذي يشبه هالة القمر, لكني لم اعرف ان كانت هذه الشمعة هي نهاية الطريق ام انها مجرد محطة عابرة وسط الظلام الحالك, فكان علي ان استمر في مبتغاي وان لا اعود الى مستنقع الخطيئة مرة اخرى!, ولهذا آثرت الإستمرار في السير الى النهاية دون ان ابالي بالظلام وما سيجنيه علي من عواقب, وكان هدفي الأول الوصول الى هذه الشمعة بأي ثمن, لأعرف حقيقة أمرها ولكن كانت المفاجأة تنتظرني هناك, فشعرت بأنه كلما اسير وتتقدم قدماي الى الأمام كلما كانت الشمعة تبتعد عني اكثر, الى ان ركضت مسرعا لعلي اصل اليها لكنها تبتعد ثم تبتعد إلى ان تلاشت نهائيا, كالنجمة التي تنفجر وسط الفضاء.
ادركت بعدها بأنها مجرد حلم عابر!,وادركت ايضا عندما استيقظت من نومي, بأن السير في الظلام هو الآخر كان حلما!.
[email protected]