حين تعمد الأم المُسنّة الى أن ترمي غطاء رأسها (الشيلة) أمام رئيس واعضاء البرلمان العراقي وأمام كاميرات التلفزة في حسرة على ابنها المفقود في سبايكر وهو ذاته حال المئات من الامهات الثكلى على أبنائهن الذين فقدوا على يد عصابات داعش الارهابية وبالتأكيد ان هذه الاعداد الكبيرة التي وصلت الى ما يقارب الالفين من الضحايا لم يكن بمقدور القادمين الينا من المرتزقة عبر الحدود ان يقوموا بفعلتهم الاجرامية تلك لولا العناصر التي تحمل مزاجية الحقد والخزين من الكراهية الذي يمتلكه البعض من أهالي تلك المناطق حين وصلتها داعش وعصاباتهم السادية وهذا الامر لا يمكن نكرانه او غض الطرف عنه وانما اصبحت حقائق واضحة مع تقادم الايام ودحر هذا التنظيم الارهابي في معارك امتدت من محافظة ديالى الى سلسلة جبال حمرين وكركوك ومرورا بسامراء وصلاح الدين التي شارفت على إنهاء فصلها الاسود في ظل حقبة داعش وقد بدأت تظهر لنا الحقائق وبشكل واضح تماما لا يقبل الشك حيث تبرز على ناحيتين أو بُعدين مهمين وهي في بعدها الأول وصول ابناء قوات الحشد الشعبي من أهالي الجنوب والفرات الاوسط الى المناطق التي أزهقت فيها أجساد اخوتهم وذويهم من ضحايا سبايكر ومن المؤكد ان ابناء الحشد اولئك المحررون لديهم من نفس العائلة سواء كانوا اخوة لهم او اقربائهم ضمن قائمة ضحايا الموت المجاني في سبايكر او في سجن بادوش وقد واجهوا تلك المناطق ولاحت أمامهم دماء الضحايا ومع ذلك كله كانوا في قمة التعامل الوطني وروح الانسانية مع ابناء هذه القرى والقصبات وقاعدة سبايكر تلوح في الافق أمام انظارهم ومنها يشع وهج ضحكات اخوتهم واقربائهم وابناء
الوطن الابرياء،، كان ابناء الحشد الشعبي اكثر انسانية حتى من بعض السياسيين الذين يعملون على تأليب المجتمع وشحنه طائفيا ضد كل الفصائل التي تقاتل داعش على ارض صلاح الدين وسامراء وصولا الى الموصل الحبيبة ولذلك وبعد ان اطمأنت القوى القتالية من الجيش والشرطة وابناء الحشد الى سلامة الموقف العسكري سلموا الارض الى أهلها وسلحوا ابناء عشائرها الشرفاء ليقفوا بوجه أي تمدد لداعش وعناصره الارهابية .
أما البُعد الثاني الذي تمثل في اخلاق الحشد كان الالتزام الكامل بوصايا المرجعية الدينية والتقيد بحذافيرها بل اكثر من ذلك كانت العناية بالنساء والاطفال والشيبة كبيرة جدا من حيث المساعدات الغذائية ومشاركتهم غذائهم وكسوتهم مما يحملونه لهم وإنزال الطمأنينة على قلوب ابناء المناطق وتفنيد ما يشاع في الاعلام العربي وبعض الاعلام العراقي على أن عناصر الفصائل الشيعية جاءت للانتقام وهو ما فندته شهادات كل العوائل الموجودة ولم تنزح والنازحة التي عادت الجميع قال ان التعامل الذي لقيناه من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي قمة في الانسانية ويعبر عن روح وطنية عالية جدا يتمتع بها هؤلاء المقاتلين في الفصائل التي تحرر مناطقنا وان كل ما يقوله بعض السياسيين الذين يمثلوننا بأن هناك تجاوزات هو كذب وافتراء لا يمت الى الحقيقة بصلة وانما يعطي معنىً واحدا وهو انهم بشكل او بآخر مرتبطون بملفات خارجية .