23 ديسمبر، 2024 10:20 ص

شكرا وزير الهجوم    

شكرا وزير الهجوم    

سبق ان خاطبتكم بخطاب مفتوح كنت فيه قاسيا معكم بعض الشيء …مع العرض ان لا شكري اليوم ولا عتبي بالامس كان فيه جانبا شخصيا بل كان بدافع الحرص على الجيش العراقي ذلك الاسم المهيب الذي صار يدمج  مع الآخرين (القوات الامنية) في كل الاوساط , ولا يوجد شيء يقلل من هيبته ونكهته ذي الطعم الخاص كهذا الاسم مع فائق التقدير لكل الاطراف الاخرى التي هي نفسها تعي نكهته الخاصة وتحتاجها ككل عراقي.نبدأ بالعتب في خطابي السابق والذي يتلخص بعدم النبش في صفحات الفساد السابقة وأهمها تبخر التجهيزات التي تركها الغزاة الامريكان وانسيابها خارج الوزارة بشكل غير شرعي الى جهة مجهولة لا زلت ابحث عنها كي اكون دقيقا في اعلام شعبي عن صفقة العصر السياسية  ولا ازال مصرا على ان ذلك من صميم التزامكم امام شعبكم المنهوب وستكون بمثابة استثمار الفوز الذي حققتموه تحت قبة البرلمان بالامس .معالي الوزير.
لا اريد ان اهنئك على فوزك الحاسم بالامس حيث ان في ذلك استباق للامور خصوصا وأنه نصر ابتدائي ضد اقوى مؤسسات العالم وهي مؤسسة الفساد العراقية الضخمة المعقدة المتشابكة التي تحدت شعب العراق منذ زمن ..انها منظمة بل ومنظومة تمكنت من استغلال المحاصصة القذرة والفراغ الوطني والقيمي لتهيمن على النظام السياسي بانتخاباته ومؤسساته الدستورية كون هذه المنظومة تخطت الطائفية واصبحت منظومة متماسكة عابرة للمكونات تجد الحزب الاسلامي السني فيها متزاوج  كاثوليكيا مع حزب الدعوة الشيعي بتركيبة غريبة عجيبة , ولعل الاختصار في ذلك يكمن في ان قلت يوما في مقال (( الفساد لا يسقط لأن بسقوطه يسقط النظام القائم الذي طبقاته السياسية تتكون من اما فاسد او شريك او ساكت)) والدليل يكمن في تصريح السيد نوري المالكي ((لدي ملفات ان عرضتها ستنقلب الدنيا ولكني حرصت على استمرار العملية السياسية)) وهذا دليل على ان تلك الملفات تنهي العملية السياسية لأنها تنهي منظومة الفساد
هذا ليس لاخافتك فقد اثبت شجاعتك وابشرك ان نصرك الناجز تحقق حتى لو طحنتك ماكنة الفساد فقد دخلت القلوب وأن ثبت تقصيرك قضائيا وبعدالة فلن يكون في ذلك شذوذا عن القاعدة .
ان كنت وثقت الادلة فستسقط احجار الدومينو واحدة بعد الاخرى وسنرى وجه الله ..نرى الحقيقة التي هي الله لأن الله حقيقةبوركتم وبوركت الحدباء العزيزة التي انجبتكم ولقد كنت ابنها البار وانتقمت لها من الفساد الذي اسقطها وكنت قد رأيت كيف اسقطها الفساد بشكل مرعب لم يستوعبه باحث لحد الآن ولجأ الجميع الى نظرية المؤامرة فهذ يقول ان السيد المالكي اصدر امرا بعدم القتال وذاك يقول انها مؤامرة ايرانية وغير ذلك وانا اقول انه الفساد ..بشرك الله وبشرنا بعودتها لأحضان وطن خال من الفساد ومن أمه الرؤوم (الطائفية)