جو بايدن : خصمك ليس ضعيفا بل سمينا..!
لكل منا ومنهم اخطائه وجل من لايخطأ …هكذا مضت الانتخابات الرئاسية في امريكا وانتهت الى زاوية حرجة كل واحد من المرشحين يدعي انه الفائز فيها رغم ان مؤشرات الفوز فيها خرجت عن مساراتها الرقمية والقانونية وحتى البحثية وتحدت سلطة الامر الواقع إنها كوفيد 19من كتبت نهاياتها المثيرة للجدل .!
لعبت كورونا بلا شك دورا اساسيا في صنع جدار من الخوف امام المشاركة الفعالة للمقترعين الذين تهيبوا المجيء الى صناديق الاقتراع وفضل اكثر من نصفهم الاقتراع بريديا وهنا الطآمة الكبرى إن صدقت المخاوف بعدما راجت الاتهامات …
وكشفت المناظرات الثنائية بين المرشحين للرئاسة “جو بايدن ودونالد ترامب” استخدام المرشح الاول توجيه سلسلة إتهامات بالتقصير في مواجهة الجائحة ..
الاتهام للرئيس الحالي دونالد ترامب من قبل المرشح المنتخب جو بايدن ,انصب على اخفاق الاول في ترويض الجائحة ومن ثم تحجيمها وقمعها ..
وهو طبعا ليس قصورا منه في المواجهة بعكس ما كنا نلاحظه من متابعة يومية لها من قبل الرئيس الحالي ترامب, لكنها شراسة الهجمة وصعوبة التخفيف من اثارها وعدم تصنيع المضادات لها استخدمت ابشع استخدام للايقاع بترامب وهو وزر لايتحمله وحده قطعا..
اتهام مثل هذا رافقه تصاعد ارقام المصابين بالجائحة في امريكا وازدياد معدلات الوفيات ما دفع اكثر من نصف المقترعين تماما الى الاعتماد على صناديق البريد لارسال استمارات ترشيحهم ..
وفي المقابل لم تكن هناك ضوابط تمنع المقترعين من الالتزام بوقت معين في ارسال بريدهم الانتخابي… ومع بطأ البريد نوعما بسبب الزخم الهائل من المقترعين الغير متوقع, اخفق البريد الامريكي الى حد ما في تامين وصول استمارات الترشيح في وقتها ما اوقع العديد من الولايات في ضائقة العد النهائي والفرز والتغيير في النتائج و وتبعه ظهور الاتهامات بالتزوير!!.
وهذا التاخير الغير المتعمد مكن منافس الرئيس ترامب من استخدام الاستمارات البريدية التي ظلت تنهمر على مراكز الاقتراع والمجمعات الانتخابية في الولايات لاحداث ايحاءات وعوامل نفسية حطمت جبهة حملة ترامب , رغم انتهاء الوقت المحدد لاستطلاع مواقف المقترعين المصوتين بين السابعة صباحا وحتى الثامنة من مساء اليوم نفسه..
وطبعا كان من اسبابها هو البريد نفسه وحجوم الاستمارات التي بلغت حوالي تسعين مليونا .. رقم ضخم لم تتمكن معه دوائر البريد من التعامل معه بالسرعة والدقة المطلوبة .
وهناك ثمة عامل آخر ساهم بالنصر وهو ان معظم الصحف الامريكية ووكالات الانباء المتخصصة والفضائيات الاخبارية كانت تتابع اخبار بايدن اكثر مما تابعت ترامب وتناصره والسبب ان الاعلام هنا يناوئ الرئيس بسبب كثرة صداماته معهم وحتى داخل البيت الابيض ..
اي كانت كانت محاولات قادة حملة ترامب لانتزاع قرارات قانونية من المحكمة العليا لصالحه فان المسافة بينهما اصبحت بعيدة بعدما تكاثرت ارقام المصوتين المتاخرة رسائلهم..
ومعها او بدونها لن تسعفه المحكمة ولا القانون في تقليصها وحتى اثبات مدى احقيته بالفوز يتطلب وقتا وصراعا شرسا ,ان كان على حق..
للرئيس المنتخب جو بايدين نقول : عليك ان تشكر كورونا لانها وحدت مخاوف الشعب وكانت العامل الاول في تحقيق نصرك وان تشكر الاعلام ايضا فقد كانت وقفته وايحاءاته بخسارة خصمك اقول كانت مشهودة ومحسوبه !!.
وبخاصة مراكز استطلاع الرأي العام فقد كانت منحازة لك بشكل قلب الحقائق واوهم الكثيرين بان النصر معقود لك منذ اللحظات الاولى..
اما شعب الولايات المتحدة الامريكية من الديمقراطيين فهو من قدمك اليوم بكل الوسائل المتاحة وغيرها !! عبر هذه الجائحة لتكون الرئيس المنتخب رقم 46..
وعليك ان ترد له هذا الجميل قرارات وتامينات صحية واجتماعية للجميع وان تكون فعلا وكما قلت رئيسا لكل الامريكيين ..
كلمتي الاخيرة لك..الرئيس المنتخب : استقيتها من خطابك المتزن امس في ” ديلاوير ” العالم يراقبك بعين ثاقبة تبحث عن الثقة والاستقرار والامن إنها بداية موفقة ..وحتى يحين موعد خطابك السياسي يوم 22كانون الثاني من عام 2021..عليك ان تكون على اهبة الاستعداد فخصمك ليس ضعيفا ..وربما سمينا!!