18 نوفمبر، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

شكرا .. عرب آيدول

شكرا .. عرب آيدول

خلال حديثه مع زميله في العمل ، ذكر حادثة حقيقية تدل على سلوكيات خاطئة تقوم بها الفئة التي يؤمن بها زميله ويتحمس لها.. لم يكن يقصد الاساءة له ولا للفئة التي يعتبرها منزهة عن كل خطأ بل كان يود ايضاح امر طالما احتدمت النقاشات العقيمة حوله وبأدلة دامغة… لم يقتنع الزميل بالحادثة او يصدقها وهذا يعني انه يتهم المتحدث بالكذب اولا ويضع ثوابت راسخة ومسلمات لفئات يمكن ان تسلك مختلف السبل لتحقيق غاياتها… وهكذا اختلف الزميلان اذ اصر الاول على صدق روايته وحاول الاخر ان يفرض قناعاته الشخصية وتطور الامر الى اتهامات شخصية من الاول بالولاء والخنوع والتبعية ومن الثاني بالكذب ومحاولة قذف المناطق المحرمة بالنسبة اليه.. وهكذا قادت المناقشة التي يفترض ان تكون حرة وديمقراطية وهادئة الى خلاف كاد يقود الى استخدام الايدي لولا تدخل احد الزملاء العقلاء والذي سبق ان قدم نصيحة مجانية الى الاول قبل فترة منذ ان لاحظ تعنت الثاني برأيه فقال له: ” اذا اردت ان تكسب الاخرين استمع اليهم واذا اردت ان تخسرهم ناقشهم”، وقتها رد عليه الاول بقوله: ” كيف استمع لرأي ادرك جيدا مدى خطئه وامتنع عن التعبير عن رأيي واعلم انه مستند الى ادلة ووقائع مقنعة لكل شخص يعترف بالنقاش الهادئ ويؤمن بالديمقراطية الحقيقية” ..
شعر الاول بانه يمارس اقبح انواع الجبن حين يتجنب الجهر بالحق خشية من السن المبطلين بل صار يخشى من اشتعال الضغائن الكبيرة التي لا تشعلها النيران بل الكلمات خاصة اذا كان المستمع وحيد الرأي منغلقاً على قناعاته، مؤمناً بما يراه صحيحاً من وجهة نظره فقط”.
ابتعد الاثنان عن بعضهما وبنيت على ذلك الحوار حالة خصام لم تسعد الاثنين فما بينهما كان اكبر من الزمالة .. لكن اختلاف القناعات في الظرف الجديد صار يمكن ان يذيب افضل الروابط ولا يؤدي الى نتيجة تخدم خائضي النقاش مع ذلك.. ولان الانسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل ان يغلق الناس اذانهم ويفتح اذنيه قبل ان يفتح الناس افواههم فقد قرر صاحب الرواية الا يتحدث امام من لا يحاول ان ينظر الى اللوحة من جميع الزوايا بالوانها المختلفة فمهما تحدث اليه وقال له ان ذلك ابيض او اسود او احمر فلن ينظر اليها الاخر الا من زاويته الوحيدة وبالتالي سيفضل ان يستمع للاخرين ويبني قناعاته الخاصة بالاستناد الى حقائق وثوابت معروفة لئلا يتحول كل نقاش مع شخص متعنت الى خصام ويفقد بذلك الكثير من الاصدقاء والمعارف لعدم استيعابهم معاني الديمقراطية والحرية في التفكير..
تتكرر هذه الحالة يوميا مؤخرا حتى بين افراد الاسرة الواحدة احيانا والسبب هو العناد والتعنت بالرأي لاغير فلوحاول كل منا ان يجلس على مائدة حوار مع كل طرف يخالفه في الرأي لاكتشف حتى لو لم يصرح بذلك ان آراؤه ليست هي الاصح بالضرورة ولكنه العناد الذي يرثه البعض مع المسلمات الجاهزة …
عموما ، بعض العراقيين وجدوا الحل لاختلاف وجهات النظرالسياسية  فيما بينهم وبدلا من ان يفقد احدهم الآخر في حوار عقيم صار يمكن الحديث مثلا عن برنامج (العرب ايدول ) الذي ينسى الجميع خلافاتهم متى مادار الحديث عنه ويتفقون في التصويت للاصوات العراقية فقط …هل نحتاج اذن الى استفزاز لعراقيتنا لكي نتوحد حتى ولو من خلال برنامج غنائي ؟…

أحدث المقالات