18 ديسمبر، 2024 8:03 م

شكرا عادل عبد المهدي.. شكرا عمار الحكيم

شكرا عادل عبد المهدي.. شكرا عمار الحكيم

منذ 11 عاما، وأولادي يرزحون تحت قلق الغربة، في مهجر عميق.. لا تسبر أغواره “على قلق كأن الريح تحتي.. توجهني يمينا او شمالا”.

عائلة، شردها ولاؤها للعراق.. سابقا ولاحقا؛ فعندما كنت يافعا، في ريعان الشباب، أتلطم بين المعتقلات.. فردا لا ترتبط بي عائلة، أما وقد بلغت من العمر عتيا، وإرتبطت بي مصائر أفراد عائلة، أنا لحمتها وسداها؛ فالامر بات مختلفا.. لن أطيق غبنا يلحق بهم من خلالي.

ولأن رئاسة الجمهورية، أعادت لي مستحقاتي بإصدار مرسوم يقضي بإحالتي على التقاعد، كعضو سابق في الهيئة التمييزية للمحكمة الجنائية؛ فإنني الآن اعود الى بغداد وقلبي يرفل بالفرح، بعد 11 عاما، من النبض بالحزن؛ خوفا على مستقبل مجهول يلاحقهم؛ بسبب قطع مستحقاتي التقاعدية، التي من شأنها أن تحميهم من مصاعب الزمن.

رواتبي.. حقوقي التقاعدية، كانت محجوبة عني، بإرادة غير منطقية، إلا أن نبل الموقف الانساني، الذي أبداه دولة رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي، ورئيس تيار الحكمة الوطني سماحة السيد عمار الحكيم، وضع مستقبل عائلتي في قمة الإزهار.. إشراقا بالتفاؤل، وهو موقف يتقدم القانون.

لذا.. أعود اليوم الى بغداد، سعيدا مطمئنا.. لا أقلق على عائلتي إلا “من قدر الله وبقدر الله الى قدر الله” فربما.. كأي إنسان.. اقتل أو اموت في الطريق، او أمرض او أتعرض لحادث ما.. لا حيلة في الموت.. لكنني مطمئن الى مستقبل عائلتي، بعد أن أعاد عبد المهدي والحكيم، لي، مايحمي أبنائي.. الزهراء ومحمد الباقر، وامهم.. أمهم التي دفعت ثمنا كبيرا في زواج من رجل تهرأت روحها معه، في غمرة متاعب الحياة.. صراع ومداهمات ومضايقات، خلال حكم الطاغية المقبور صدام حسين، وتفردي بإعدامه، وقبل الاعدام محاكمته التي خلقت لي اعداءً من محبي صدام وممن يدعي البطولة الدونكيشوتية على حساب انجاز حققناه في المحكمة الجنائية العليا.. رائد جوحي ورفاقه من قضاة ومحققين، ورؤوف رشيد ورفاقه في محكمة الجنايات، ومنير حداد وعارف شاهين ورفاقهما في محكمة التمييز، التي اعطت الاذن كي انفذ حكم الاعدام باكبر طاغية عرفه تاريخ العراق، مسنودا بحزب ظالم وطائفيين مرضى نفسيا، يرون فيه بطلا يضطهد الشيعة والكورد والتركمان، وكل من يخالفه الرأي أو يناوئه الموقف.. تصفيات مطلقة، من دون تروٍ.. ناسين ان صدام بدأ القتل بالسنة العرب ورفاقه البعثيين، ممن له مشروع وطني ولايستعمل المسدس لتنفيذ مشروعه..

شكرا عادل عبد المهدي.. شكرا عمار الحكيم، من خلالكما توثقت صلتي بالوطن، ومن خلال موقفكما الانساني، إطمأنت نفسي الى مستقبل عائلتي.

شكرا اخوتي الاسدي والزيدي والإزيرجاوي، وأشقائي من كوردستان الاخاء، لقد حصحص الحق، بصدور المرسوم الجمهوري الذي أعاد لي حقي بالتقاعد، كعضو في هيئة تمييز المحكمة الجنائية.. شكرا الى ابد الآبدين، فالحق من أسماء الله الحسنى، وأنتما خير من يسبِّح بإسمه تعالى، ويجسد أسماءه عمليا بين الناس، حيثما تمكنتما من إرساء الحق في مواضعه.