اتخذ محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله الجبوري، رئيس ائتلاف الجماهير الوطنية، قرارا لم يسبقه اليه أحد من العالمين يخفايا السيايا والحاليمن بلعب كل أوراقها على عجل ، ليشكل استثناءا في قائمة الرجولة السياسية ، عندما قرر الانتصار لطفولة محرومة وعوز عائلي، قرر أبو مازن اعادة الابتسامة لوجه طفل ضاق ذرعا بالتعب، ولعن يوم ميلاده في زحمة ” الفقرالانساني و “الجهل السياسي”.
أختار” أبو مازن” ما يناسب خصوصية روحه العاشقة للفرح و طيبة التواصل وغض النظر عن المجهول ، فللبيت رب يحميه وفي المحن تختبر رجولة البشر، كما يقولون،
حيث تبرع بالمبالغ المخصصة لحملته الانتخابية لسواد عيون الفقراء والمحرومين، بلا تمييز أو محاباة، بل بوصفه أبا للطفل وصديقا للمحروم وابنا للعجوز وأخا للثكلى، ليشكل في ذلك استثناءا خارج أطار الاقليمية، ففي محيطنا العربي وقبله العراقي لا يتخيل سياسي السير في هذا الطريق، بل العكس غالبا ما يتنافس رئيس التجمع مع زملائه للحصول على تغطية أوسع في فضاء الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب.
ان الأسس التي ارتكز عليها ” ابو مازن ” في قرار كهذا لا بد أن تكون راسخة الجذور، و فيها من صدق الروح والثقة بالنفس ما هو كبير، رجل يقبل حكم الشارع بلا ضجيج، مع قناعة واضحة بأن الشعارات المؤقتة لا تصل عقول المواطنين، وأن الذي جد وأجتهد عندما كان غيره يغط في نوم عميق، هو الذي سيعبر و ينتصر في نهاية المطاف، فالمشكلة لا تكمن في ملصقات وشعارات وابتسامات توزع بلا مناسبة، المواطن يحتاج الذي يصدقه القول والفعل، عكس الذي يحل ضيفا انتخابيا ليس بالضرورة خفيف الظل.
يتنافس مرشحون على المكان والملبس و طريقة تكحيل عيون المواطن بشكل البوستر السياسي و وعوده ، بينما أختصر ” أبو مازن ” المهمة وضرب عرض الحائط بروتين مزاج السياسيين، ما وضع باقي المرشحين في موقف حرج للغاية ، فلا يقدرون على تقليد قرار ه ولا يجرأون لاعتبارت كثيرة، من بينها ، لماذا انتظروا موقفا كهذا كي يبادرون الى مثله، ولماذا يستنسخون مصداقية غيرهم بلا وجه حق، والأهم ان المواطن يحتاج جرأة اتخاذ القرار لا الغوص في قنواته، فقد ضاق ذرعا التخاصم مع الحياة وبخل سياسي غير مسبوق، وهو بأمس الحاجة الى رجل يقلب المعادلة بعيدا عن الخوف من خسارة صوت هنا، وتحقيق أخر هناك، رجولة تترفع عن المكاسب المؤقتة، لأنها تكره بالفطرة ضجيج البخلاء والحاسدين!!
سيقولون ان ” أبو مازن” أراد من قراره كسب أصوات الفقراء والمحرومين، وهو يطمح أيضا أن يكون متميزا على غيره في أسلوب ادارة شؤون الانتخابات، كما وزع علاقاته الانسانية على رقعة جغرافية واسعة يقارب بين أركانها شجاعة الكرم، وليس فذ ذلك مثلبة كما يتوهمون، لأن السير في طريق مسدود ليس فيه محطات انتظار أو ابداع، رجل يجتهد وغالبا ما يصيب، فيما غيره ” تعشعش” في جيوبهم أشكال مختلفة من العقارب، سيقولون أيضا ان ” أبو مازن” يحاول استغلال منصبه الوظيفي لتمرير توجهاته السياسية، وسيفاجأهم الجواب أيضا ” لماذا أنتم أذا مترددون”، وسيقلبون المواجع لكنهم فلا يجدون غير اقبول بسوء تقدير أنضجته ماكنة دعاية سياسية أكلت المتبقي من بيدرهم قبل أن يحصدون!!
سيتهموننا و سيجتهدون حيث تعودوا الخطأ في كل الحسابات والمناسبات، ونحن هنا لا ندعي شيئا لكننا نردد شهادة عقلاء من حساد ” أبو مازن”، الذين يؤكدون أن مجرد استذكار أسمه يعطي بهجة للسامعين ويسعد نفوس المتلقين بمختلف أعمارهم، انه يجتهد فيصيب ويخطأ ، وهذه سنة الحياة، لكن ما يحسب لصالح هذا الرجل أن كفة ميزان حسناته اليومية راجحة بشكل متميز،كما يقولون، عندها تيقنا من أن تعفف ” أبومازن ” كان في مكانه الصحيح، طالما أن عن النفقات المالية للدعاية انتخابية ستسعد عوائل كثيرة، وهو ما ينتظره الرجل وسعى اليه كثيرا، ومن هنا بدأ الخيط الأهم في نجاحاته الانسانية قبل السياسية، وهذا رأي لا تجود به اجتهاداتنا الشخصية، بل عرفناه من أشخاص ليسوا بالضرورة من المتوددين الى ” أبو مازن”، بل يسبحون عكس تياره، لكنهم يقولون الحق في هذا الرجل، عكس أخرين يجيدون فقط جمع الحصى، وهم يراقبون أرجلهم تسحبهم الى قاع وحل و طين!!
شكرا ” أبو مازن” فهذا ما ينتظره العقلاء منك، ويحلمون بالمزيد، يحبون تغريدك خارج أسوار الخشب المسندة، الذين يحسبون كل صيحة عليهم، لذلك يخافون شجاعة رأيك ويهابون ذلك في دواخلهم ، فلا تعجل عليهم ، وغدا لناظره قريب، تفجرت الغام زرعوها فقطعت أصابعهم قبل أن ينتخبون، وستذكر و يذكرون!!
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]