يقول سيد الحكماء علي بن أبي طالب (ع) في رائعته الخالدة :الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ,كان ذلك عنوان حديثي الذي ابتدأته مع المستخدمين المحليين الفيتناميين الذين التقيت بهم في لقاء ودي جمعني معهم في مقر سفارة جمهورية العراق في هانوي عاصمة فيتنام,حيث قلت لهم بصريح العبارة هنالك ثوابت دعونا نتفق عليها وهي أن نحترم معتقدات جميع الأديان وهوياتهم وانتماءاتهم المختلفة فالإنسانية كفيلة بأن تجمعنا تحت خيمتها ,أحبتي الكرام :عليكم أن تجتهدوا بعملكم بكل أخلاص وأمانة فبعثة السفارة العراقية تنظر أليكم بعين ملؤها كل الوقار والتقدير,فهي البئر الذي تشربون منه الماء العذب ,هي بيتكم الذي تجدون به ما يؤمن احتياجاتكم الاجتماعية بشكل كامل من خلال الرواتب التي تصرف لكم وبانتظام لما تقومون به من أعمال جليلة, وتابعت الحديث وأشرت لهم عن حجم مأساة الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها العراق وشعبه جراء محاربته وتصديه لوحوش القرن الواحد وعشرين المسخ داعش الذين يريدون أن يحطموا الحياة تحت عنواناً زائف للدين لم نسمع عنه طيلة حياتنا ,فأجابني أحدهم (نحن نؤمن بقضية العراق الذي يقاتل من أجلها ضد الإرهابيين وهو صامد رغم الصعوبات والتحديات التي يواجهها وسنبذل المزيد من الجهد والإخلاص لسفارة العراق )هذا ما دار بيننا دون زيف وتملق والله على ما أقول شهيد في لقائنا الذي لم أتمالك نفسي فانهارت دموعي من البكاء,ماذا تفسرون أيها العقلاء والحكماء هنالك عبر البحار والمحيطات في فيتنام يعبدون بوذا وهذه ديانتهم يصفونهم بالكفرة كما يقولون عنهم من زوروا الحقائق والتاريخ ؟أوليس في الاختلاف ضرورة إنسانية وجد الله ,لم أجد رجل دين بوذي يتعبد في معبده يحث ويوجه من أبناء جلدته على ممارسة القتل والاغتصاب ويصدر لهم فتوى بأن ممتلكات الشعوب غنائم لكم,لم يقدحوا وينتقصوا منا في محفلاً أو ملتقى ,لم يرقصوا على جراحاتنا النازفة وأنين أمهاتنا كما يفعل المسيء في سهرات الليل الحمراء بفنادق دول الجوار,لم يعرفوا فلسفة التأمر وإشاعة الفوضى والتطاول على شعائر وطقوس المجتمعات يؤمنون ويحترمون قضيتنا …قضية دماء الأبرياء وأشلائهم المقطعة المتناثرة دون ذنب أو جرم فعلوه أو اقترفوه ذلك لأنهم أحرار رفضوا الانتماء لمعسكر دولة الخراب الإسلامي,قضية شرف أمهاتنا وهن نقيات العيوب والجيوب وشرفهن أمانة علق بأعناق من تركوا الدنيا وزخرفها والتحقوا بمعسكر الحق ,قضية أحلام أطفالنا البريئة وابتسامتهم المشحونة بالطمأنينة وأمل الحياة ,وكيف أقدموا على سرقتها ؟قضية الرجال الذين وقفوا
موقف الثبات على ساتر الموت ومنعوا داعش الذي خطط أن يستبيح بغداد ليقتل من يقتل ويأخذ أمي وخالتي وعمتي وزوجتي وأبنتي سبايا يبيعهن في سوق النخاسة لمن لا يعرفون معنى النظافة المادية والفكرية ملوثين شكلاً ومضموناً ,كيف تدعي بعض الدول أنهم مسلمة ويرسلون ألينا شذاذ الأفاق لينشروا الموت وثقافته في الطرقات ويدعمونهم بفتاوى الموت السوداء ليبرروا لهم جرائمهم ,لا يوجد ما يجمعني بالبوذي لا دين إسلامي ولا لغة ولا قرآن ولا قبلة ولا رسول أرسله الباري رحمةٍ للعالمين ولا جغرافية مجاورة سوى مشترك واحد أنهم ينتمون لهذا العالم الذي وجب علينا أن نعيش به بسلام,ومع المسلم المغرر به بأفكار لا تمت بصلة لأي خط إنساني تجمعني معه مشتركات كبيرة وكثيرة ..مشترك الدين والقرآن والرسول والقبلة واللغة لم يتردد في لحظة ما بقتلي وتشريدي والتنكيل بي وبكل سهولة, أن الدين الإسلامي الصحيح جاء ليصون حرمات الناس ومقدراتهم على اختلاف ألوانهم ,وأعني ما أقوله هو ليس دين الطغاة والمستبدين الذين صنعوا منه دين وفق قياساتهم وسلوكيتهم وأهوائهم,متى يستفيق القاتل ويعلم أن هنالك آهات وحسرات لأمهاتنا الثكلى وأرامل ويتامى ؟متي يعي أن العراقيين لن يسلموا له مفاتيح مدنهم الا بموتهم ودمائهم؟متى يعرف أن ثقافات الشعوب محترمة وكل تجمع أنساني يفتخر بثقافته ؟متى يعلم أن طريق تحرير القدس ليس في أراضينا؟غير مسارك ومارس القتل هناك ودعنا بسلام .