شكرا لكم أيها السادة الخاطفون ، شكرا لكم على اطلاق سراح الناشطة الألمانية ، فقد أثبتّم أنكم أرحَمُ مَنْ عليها ، مثلما أثبتم أنكم أقوى من عليها ، وأنكم أحرص على سمعة البلد التي تمرّغت بالحضيض مع خبر اختطافكم هذه الصحفية الاجنبية المناصرة لشعب العراق ، أخبار هذه كما تعرفون ياسادتي الخاطفين تثير الفزع لدى السائح والزائر والفنان والإعلامي والرياضي الذي يخشى دخول العراق بفعل هذا الموضوع وكما تعرفون جيداً أنّ ضرب الأمن في الوطن يعني مقتله ، وتجربتُنا مع القاعدة والدواعش أو مواجهات الإحتكاك الطائفي التي حصدت مئات الآلاف من الأبرياء دليل على ذلك ، أبعدها الله عنّا وعنكم الى الأبد ، داعين اياه بكل أسمائه أن يسدد خطاكم وينصركم وأنْ يغشي بصر كلِ من يسعى لكشفِكم ، أو يعرفكُم جيدا ولاحول له ولاقوة عسكرية رسمية قادرة على مواجهتكم حتى لو صوّرتكم الكاميراتُ البشرية او الكاميرات الالهية التي لاتترك شاردة أو واردة الا وأحصتها . . فنحن في دولةٍ، كبارُ مسؤوليها بعلمائها وعملائها محرجون مثل شعبها ، اختلطت علينا بنادق اصدقائنا ببنادق أعدائنا ، ولايمكننا معرفة ماذا يفعلون ، متى يتفقون ومتى يختلفون وعلى اي أساس يخطفون ؟، ولماذا بهذه البساطة يَقتِلون.؟ حتى سعداء الحظ ممن يطلق سراحهم من النساء او الرجال هم بمثابة منتهي الصلاحية جراء التعذيب والترويع لايمكنهم كشف أين كانوا وماذا فعل لهم خاطفوهم ، بحيث بقينا في جهالة وضلال مبين ، نجهل ماذا في رؤوسكم الطاهرة أيها الأعزاء.
..هل انتم مع الدولة أم ضدها ؟.. هل تريدون ابتلاع الدولة ؟ هل انتم مع العراق أم ساعون الى زواله ، مع من أنتم ؟ ولمصلحة من تعملون؟ ، لتجعلوا هذا البلد الآمن لا أمنَ فيه ، ولماذا ؟
ختاما ايها القتلة الكرام أرجو أنْ لانتعبَكم ونقلقَ راحتكم إذا سألناكم عن مازن لطيف أو وليد التميمي وعشرات من المخطوفين الذين لانحن نعرف عنهم ،ولا الدولة المسكينة قادرة ايضا على الوصول اليكم والتفاهم معكم حولهم ، هي تعدنا بالكثير وتتألم وتنفعل وتتعهد دائما بان تكون ولي الدم ومقيم العدل والفسطاط مع اي حادثة قتل أو خطف بطولية لناشط أو محامي أو صحفي تقومون بها ، لكنها لاتقدر ، تنتظر مرور الوقت والاعتماد على نعمة النسيان . نعم ان الحكومة لاتكذب علينا ، لكنها مكتوفة الأيدي، خائبة الرجا من أنْ تتعاونوا معها لاستقرار البلاد وجعل الناس تأمن بعضها وان يتوقف القتل والدم والاختطاف والناس تعيش ازمات صحية ونفسية ومعيشية قاهرة ، حيث لايملكون مثلنا الا الدعاء في حرب قذرةٍ ، أطرافها جميعاً تستعين بالله ، وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ.