23 ديسمبر، 2024 12:46 م

شكراً للحكومة .. زال الالتباس وانزاح الاحتباس ..

شكراً للحكومة .. زال الالتباس وانزاح الاحتباس ..

تألمنا كثيراً قبل أيّام بالخبر الّذي أطلقته كافّة وكالات الأخبار والأنباء المحلّيّة والعالميّة والّذي ذكر فيه ملخّصه أنّ “طائرة عراقيّة مروحيّة قد أُسقطت أوّل من أمس وقتل جميع طاقمها وعددهم 4 شهداء نسأل الله لهم الرحمة وذلك بقذائف صاروخيّة وُجّهت للمروحيّة أطلقتها جماعات إرهابيّة تابعة لتنظيم القاعدة على الأرجح” ربّما لم تكن هي أوّل مروحيّة عراقيّة تسقط على أرض الوطن , أشهرها مروحيّة  الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف قيل أيضاً بسبب خلل فنّي , أمّا عالميّاً فأشهرها مروحيّة أميركيّة سقطت على الأراضي الأميركيّة كانت تقلّ أشهر سبعة أعضاء من الكونغرس الاميركي كانو من أهمّ المعترضين  على حرب بوش ضدّ العراق ! ..
 لم يحصل وأن سقطت مروحيّة أو طائرة مقاتلة أف16 أو ستليت “الشبح” ولا حتّى مروحيّة إنقاذ متسلّقي الجبال من هواة التسلّق العراقيين والعراقيّات شمال العراق أو الهواة منهم في الرقص على الأنهر والبحيرات المتجمّدة في الحبّانيّة وغيرها أثناء فصل الشتاء أو إنقاذ القطط وباقي الحيوانات وكلّ من  مرّ بمأزق وبحاجة للإنقاذ ؛ منذ الخروج التام المزعوم لكامل قوّات الاحتلال المجرمة , امتلأت بالخبر هذا قلوب العراقيين رعباً كونه يعني أوّل ما يعني أنّ هؤلاء الجماعات “الإرهابيّين” قد بدأوا فعلاً وعمليّاً إنزال “نورمندي” جديد من سوريّا هذه المرّة باتّجاه العراق بعد أن غسلوا أيديهم من دماء السوريين وتوضّؤوا جيّداً بماء زمزم السعودي بعدما لاح في أفقهم “النصّي” اضمحلال الآمال في تنصيب خليفة للمسلمين في دمشق والآن فقط تذكّروا أنّ آخر خليفة عبّاسي باع للعثمانيين الخلافة بوثيقة تنازل لهم لقاء مبالغ معيّنة تُرك على أثرها رجلاً عاديّاً شوهد آخر مرّة يتمشى وحده دون حاشية في أحد أسواق القاهرة ؛ وجب على ذلك تنصيب الخليفة في بغداد وليس في أيّ مدينة أخرى ولا حتّى استانبول “طهران غير راغبة بالخلافة أصلاً فلها طريقتها في قيادة الغنم عفواً قصدي العرب .. عفواً قصدي المسلمين” سيراً على نصّ الآية << ولقد جئتمونا كما خلقناكم أوّل مرّة >> ممّا سيضع حكومة السيّد نوري المالكي القائد العام للقوّات المسلّحة رئيس الوزراء أمام محكّ وامتحان حقيقيين بعد أن تعوّد سعادته استخدام جيش العراق في الداخل العراقي في مداهمات البيوت أو ملاحقة المسلّحين في البراري دون دليل فعلي على نجاحهم يشفون به صدور قومٍ عراقيّون وترك حدود العراق الخارجيّة ل”الصگلة” لكشف مخابئ المقاتلين وللخبرات العظيمة لوزير خارجيّتنا هوشيار زيباري وأسلوبه الماكر يفعل بحدودنا ما يشاء عفواً قصدي يفعل بها بحسب الأعراف الدوليّة وقرارات الأمم المتّحدة ..
زال الالتباس والحمد لله تكلّمت حكومتنا بالصدق والصراحة هذه المرّة “ولا ندري لماذا !” ولم تلقي التهمة كما اعتادت على الجماعات المسلّحة << نقول مسلّحة ولا نقول إرهابيّة لأنّ الإرهاب مؤيّد من القرآن وبتأييد الرحمن سنّها للرسول ولآل بيته الأعزّاء ولسائر المسلمين وهذه لا يستحقّها القتلة >> .. “الخلل الفنّي” الّذي أسقط الطائرة يدلّ على خبرات مناورة إعلاميّة محنّكة لإعلام المنطقة الخضراء استفاد منها إعلام حكومتنا أثناء تواجد الأصدقاء الأميركيّون على أرض الوطن عندما كانت طائراتهم تصاب بالخلل الفنّي باستمرار وعندما كانت أعداد ضحاياهم على أرض العراق وصلت بحسب إحصاءاتهم “الرسميّة” الخمسة آلاف ضحيّة من جنودهم جميعهم قضوا بنيران صديقة وبصعق كهربائي “الكهرباء متوفّرة لماذا يقولون لا توجد كهرباء” وبالسكتات القلبيّة وب”الشقة” وبالغرق أثناء السباحة وبمباريات “جرّ الحبل” ولعب القمار وبلعبة “الكرة الطائرة” ..
الخوف والتوجّس والرعب من انتقال المجاهدون الاسلاميّون الاشاوس من سوريا إلى العراق و “فشّ غلّهم ومرارة فشلهم في سوريّا” وصبّ جام غضبهم منها بقوّات الجيش العراقي نرجو أن لا يكون هو السبب الحقيقي الّذي دفع حكومتنا لتبنّي “الخلل الفنّي” بحجّة عدم إرباك المشهد العراقي المتلاطم زيادة على ما هو عليه من مأساويّة , وفي هذه للحكومة الحقّ لأنّ الجيش العراقي الحالي يشكو “الخليط” ونقص فضيع في التسليح وضعف كبير في التدريب البدني وعدم وجود عقيدة مشتركة تجمع مقاتلو جيشنا كما جمعت الجيش السوري المسلّح بأحدث الأسلحة ومدرّب جيّداً ولا خطط حقيقيّة كالّتي يمتلكها الجيش السوري لمواجهة مسلّحون مدرّبون ويمتلكون تجارب وخبرات كبيرة ومسلّحون بأحدث الأسلحة ومموّلون بأموال لا تنتهي .. كما نتمنّى أن لا يتضخم السبب القادم لحادثة من هذا النوع فيتجاوز “الخلل” إلى اتّباع نفس أساليب الخداع الاميركي لشعوبها لطمس الاسباب الحقيقيّة الّتي تقف خلف تساقط ضحاياهم أو آليّاتهم ..